الياقوت مصطفي يكتب : عباس حامد الرحيل االمر
بعد وفاة الوالد عليه رحمة الله وأذكر بالتحديد في العام ١٩٧٨ غادرنا الفريجاب وقتها كنا صغارا وعلمنا بأن وجهتنا سوف تكون إلى أمدرمان حيث موطن أهل الوالدة عائشة حامد كاندوس وبالفعل وصلنا إلى أمبدة بالتحديد منزل جدنا حامد كاندوس عليه رحمة الله ورغم الإحتفاء بنا والترحاب الكبير من أسرة الوالدة رغم ذلك كان يعتصرنا الألم والحزن على فراق الفريجاب والأهل هناك. وفي وقت وجيز تبدل الحزن إلى فرح غامر بفضل الله وذلك عندما قال لي الخال عباس حامد كاندوس اليوم سوف تذهب إلي المدرسة وبالفعل ذهبنا سويا مدرسة أمبدة الإبتدائية الحارة الثامنة السبيل وقال لمدير المدرسة هذا التلميذ أبن أختي وأنا المسؤول عنه وقال لي الخال عباس عليه رحمة الله الآن أنت في المدرسة وكل أخوالك معاك وأذكر عندما ذهب إلى ليبيا وإيطاليا أتحفنا بالهدايا الجميلة والملابس والأزاء المدرسية الراقية وكنا نرتديها ونذهب أنا والشهيد عثمان وخالد إلى المدرسة في أبهى صورة ومن المواقف المشرفة والتي ظلت محفورة في الذاكرة عندما قام الخال عباس بمنحنا نصف المنزل للسكن بجواره وبالفعل سكنا معه وكانت من أجمل الفترات وكانت الخاله قسمة عباس بشير زوجة الخال عباس تشدد علينا في مسألة مذاكرة الدروس وأفلحت في ذلك ومضت الأيام وظل عباس حامد كاندوس الرجل الأمة الأب والملهم والقائد والرجل الإجتماعي من الدرجة الأولى. وعرف بين الناس يتقدير صلة الرحم وكان حكيما وعصاميا وتميز بحب العمل والإخلاص. وعندما قررت الزواج في المرة الأولى من فقيدة الشباب هدى سليمان أم محمد وأبوبكر تقدم وخطبها لي عليها رحمة الله وعندما قررت الزواج من الزميلة رجاء احمد الطيب زين العابدين أيضا تقدم إلى أهلها وكان حاضرا في حياتي من الطفولة وحتي آخر لحظة عندما قمت بوداعه بمنزله بالفتيحاب وقال لي وين رجاء قلت له في جبرة وودعها بالهاتف وأيضا ودع الوالدة وكان يودع الجميع ويطلب الدعاء . وأذكر جمعني لقاء بعم زكريا في عزاء الجد عباس بشير وقال لي العم زكريا ما يميز عباس حامد كاندوس أنه لا يكذب إطلاقا ولا يأكل الحرام ويعجبني فيه حب العمل. وبالفعل عباس حامد يحب العمل للحد البعيد وأذكر عندما كنت إنتقد الجيش كان يغضب مني بشدة والحديث عن الراحل عباس حامد كاندوس يحتاج لمجلدات .ونسأل الله العلي القدير أن يسكنه الفردوس الأعلى ويلهمنا الصبر الجميل. وإنا لله وإنا إليه راجعون
الياقوت..