مكي المغربي في حوار افريقي يقدم مرافعة حول ضرورة “حكومة تصريف أعباء” مع استمرار الحوار.
:
متابعة : خطوة بريس
الحال في العالم الآن وصل إلى تقارير أمريكية عن تخطيط الصين وروسيا لضرب أقمارها الصناعية، هل ننتظر أن تتساقط علينا السماء كرات من النار ونحن بلا حكومة، هذا ليس وضعا ننتظر فيه حلا للسودان من الخارج. نحن عمليا في حالة طواريء دولية وتغيرات عالمية مجهولة النهايات، كبار العالم في صراع مرير والجثث تتعفن تحت انقاض المباني في أوكرانيا، تلك الدولة المزدهرة ذات الرئيس الكوميديان التي تحولت إلى ميدان معركة دموية بين روسيا والناتو، ثم قادت الحرب إلى أزمة غذاء دولية تتفاقم كل يوم، وتؤدي الى انهيار اقتصاديات الدول الأقل نموا في أفريقيا واحدة تلو الأخرى.
هذه حالة لا يمكن للسودان أن يبقى فيها بلا (حكومة مدنية مؤقتة لتصريف الأعباء) وهذا سيحدث جنبا إلى جنب مع استمرار الحوار الوطني بكل صدق وشفافية، وانتظار توافق الآراء على حكومة اجماع موسع لا يقصي أبناء الوطن ويكرر الفشل.
الموقف السليم هو أن تتعاون الدول الصديقة مع (الحكومة المدنية المؤقتة لتصريف الأعباء) وتعجل بالايفاء بكل وعود الدعم والتنمية المعلقة، لأن الحرب بين ذات الدول ومنافسيها أصلا تسببت في أعباء إضافية على السودان وأفريقيا، وليس عدلا أن يرهقوا الدول المتضررة بمشكلات إضافية.
الحوار الوطني مجرد مسألة زمن، كما أفاد بذلك المبعوث الأممي وغيره، وسيمضي الحوار للوقت الذي يستحقه دون تعجل، ولذلك فإن تأجيل العمل بسبب الخلافات يعني إضافة تعقيد وصعوبات للحكومة المدنية التي تأتي بعد اتفاق سياسي شامل، وهذا إضرار مسبق بها، بل بالحكومة التي تأتي بعد إنتخابات.
في كل الأحوال، احترام السودان يعني أن يتفهم الشركاء والأصدقاء القرار السوداني ويدعمونه ومقابل هذا أن يقدر السودان بعمق الدول والمنظمات التي تقدر ظروف البلاد، ويمنحها دورا أكثرا تميزا في دعم جهود الحوار، وفرصا أكبر في التعاون الاقتصادي، أما التي تختار غير ذلك يهتم بها السودان بمقدار اهتمامها به، إذ لا يستقيم أن تستمر في الوساطة إذا كانت لا تقدر ظروف البلاد.