رأي

أبوبكر محمود يكتب : من رحم المعاناة… “المكواة ابو ديك “.. والرجوع للماضي

رأي : خطوة برس

لاتستغرب وانت بولاية الجزيرة وبعض قراها تجد إن هناك اشياء من الامس والماضي برزت على السطح مجددا بعد أن هجرها الناس بفضل التطورات التقنية ودخول الكهرباء باوسع ابوابها .
تغيرت حياة القرى البسيطة وتحولت الي واقع اشبه بالمدينة
الحرب والنزوح اعادت للاذهان ماحدث في سابق العصور .

انقطاع الكهرباء وسرقة محولاتها وتخريبها على يد المليشيا المتمردة نفض الغبار من مكواة الفحم ابوديك التي تحتاج الي جهود جبارة ليخرج شكل الملابس بثوب قشيب .
اضطرت الاسر الي شراء تلك المكاوي لان المدارس فتحت ابوابها وطلابها وتلاميذها أحوج لمكواة سيف والمشرفين على المدارس يتشددون في الطابور الصباحي على حسن مظهر ونظافة التلاميذ والطلاب اهم مطلب إن لاتكون الثياب رثة وتفاصيل اخرى مرتبطة بشروط نظافة الطلاب .
وفي جانب آخر يحرص الشيوخ وكبار السن وكذلك ربات البيوت على كي الملابس وجلابية صلاة الجمعة وثوب المرقة .
عادت مكواة الفحم بسبب الحرب .
أما المياه الباردة والمثلجة صارت من ضروب الرفاهية بعد شفشفة الثلاجات والمبردات وقتها لاتستغرب إن وجدت صينية الطعام المصنوعة من الالمنيوم تبرد على سطحها مياه الشرب وهذا ماكان معمولا به في الريف .
اما اللحوم برنامجها إعاد للاذهان عهد العصور القديمة فصارت ربات المنازل يستخدمن الحبال لتجفيف اللحوم في ظل انعدام الكهرباء وتجنب تعرض اللحوم الي التلف .
حتي انسولين السكر صار يوضع تحت نقاع الازيار لانعدام الثلج ، وهنا تتحقق المقولة المعاناة تولد الابداع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى