رأي

قطع شك … سنار تتعافي.. وعاجل الي مجلس الوزراء

بقلم : محمد أحمد كباشي

(ليس من رأى كمن سمع) مقولة تتجسد تفاصيلها على واقع الحال بولاية سنار، وحاضرتها مدينة سنجة التي اذاقها الجنجويد شتى أصناف الانتهاكات، من قتل ونهب وتشريد واغتصاب، وقد جثمت على صدرها المكلوم نصف عام من الزمان، ونسيجها الاجتماعي لم يسلم من استهداف المليشيا، حين عمدت على شق الصف واتخذت من دونهم حواضن تقاتل بهم في ادعاء باطل، بينهم من أعلنها صراحة وآخرين مرجفين في المدينة ،ولأن الباطل صولة، كان لا بد للقيد ان ينكسر ولا بد لليل ان ينجلي، وبعزيمة ابطال قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها.
وفي مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت جحافل قواتنا تدك حصون المليشيا وتطاردهم الي تخوم دولة الجنوب فعادت مدينة سنجة وأخواتها من جبل موية والدندر والسوكي وابو حجار وود النيل وغرب سنار الي ان تم تنظيف اخر جيوب التمرد بمحلية الدالي والمزموم، عادت جميعها الي حضن الوطن، وخرجت المليشيا من الولاية تجرجر اذيال الهزيمة والانكسار، ولكن آثارها الذميمة لا زالت باقية على السلطنة وعلى نفوس شعبها الأبي..
في جولة ميدانية غطت مساحات واسعة من محليات الولاية المختلفة كانت كفيلة لعكس الحقيقة كما هي والإجابة على تساءلات كثيرة تدور باذهان البعض كيف استطاعت حكومة الجنرال الزبير حسن السيد ان تقلب الموازين وتعيد الأمور إلى طبيعتها في أقل من عام على تحرير ما دنسته المليشيا ..
لعل الزائر الي مدينة سنجة هذه الأيام يتساءل متعحبا بل ومندهشا ان كانت سنجة قد دخلها الجنجويد ام لا ؟ والتساؤل تجيب عليه حكومة الجنرال الزبير بيانا بالعمل وعلى أرض الواقع.
ودونما ضوضاء او حتى أضواء استطاعت حكومة الولاية تأهيل وصيانة ما احدثته المليشيا من تخريب ودمار ممنهج طال البنيات التحتية للمؤسسات والوزارات..
مباني أمانة حكومة الولاية يخيل الي ناظرها انه قد تم افتتاحها حديثا رغم عدم اكتمال الصيانة حتى الآن..
وكذلك اخذ قصر الضيافة موقعه شكلا ومعنى ورغم ما احدثته المليشيا من خراب وتدمير ونهب لاثاثاته فعاد أروع واجمل مما كان عليه..
الوزراء الذين التقيناهم تحدثوا بمرارة عن حجم الخسائر التي تعرضت لها وزاراتهم ولكن لم ينتظروا الدعم المركزي فقد انطلفت مرحلة البناء والاعمار من الصفر..
د. محجوب احمد وزير المالية وبعقلية الاقتصادي الناضج استطاع ان يدير موارد الولاية ويوظفها التوظيف الامثل ترتيبا للأولويات وما بعد الحرب قفزت إيرادات الولاية لافضل عما كانت عليه قبل خمس سنوات . وكذا الحال ينطبق على وزاراة الزراعة والتي يقودها د. نور الدين داؤود من خلال بشريات الموسم الزراعي والإنتاجية العالية لمحصولات استراتيجية ولن ننسى وزارة الصحة التي واجهت أزمة حقيقية تمثلت في ظهور وبائيات حمى الضنك الكوليرا في مع الأخذ في الاعتبار ان المؤسسات الصحية نالت َحظها من النهب والتدمير ما افقدها كثير من الأجهزة المهمة، لكن الوزارة ان تسيطر على الوضع الصحي للحيلولة دون انتشار فكان لها ما أرادت.
َمحلية سنجة ولأنها حاضرة الولاية من الواضح ان هنالك جهد مضاف قد بذل حتى تغير حالها من حيث النظافة والخدمات وتنظيم الأسواق ما تعرضت له تدمير في البنيات التحتية خاصة قطاع الكهرباء والمياه وفق ما أشار إليه المدير التنفيذي للمحلية ناصر عبد الله ناصر وأركان حربه وسلمه في ميدان العمل كل في مجاله.
نقول ان الجهود التي بذلتها حكومة الجنرال مهدت الطريق لعودة سريعة للنازحين الي ديارهم مزاولة نشاطها وقد عادت الحياة لطبيعتها.
وتأكيدا لهذا الجهد نأمل أن تنتقل الحكومة الاتحادية وان يعقد مجلس الوزراء برئاسة كامل إدريس جلسة خاصة بمدينة سنجة تكرم من خلالها حكومة الجنرال الزبير وليكن أداء حكومته نموذجا لبقية الولايات ودرسا مستفادا من تجربة قاسية خاضتها الولاية بسبب احتلال المليشيا والان تخرج منها خروج الشعرة من العجين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى