محفوظ عابدين يكتب : مسارات … ليس لمليشيا الدعم السريع مرحلة رابعة
رأي : خطوة برس
مسارات
ليس لمليشيا الدعم السريع مرحلة رابعة.
يشكل الامداد البشري في المعارك العسكرية واحدا من عوامل النصر أو الهزيمة رغم تقدم الكبير في الاسلحة ووصولها الى مسافات بعيدة عابر الى القارات والدول.واصبحت الدقة في إصابة الاهداف لاتخطيء ولو بنسبة 1% مع وجود الاحداثيات،والشرائح وغيرها من الوسائل التي تعين على تحديد الاهداف واصابتها بالدقة المطلوبة ، الا ان ذلك لم يمنع من وجود العنصر البشري في المعارك أمرا أساسيا في سابق الزمان وحاضره.
وبالنظر الى الحرب الدائرة في السودان نجد ان مليشيا الدعم السريع اهتمت بالعنصر البشري في هذه الحرب التي خاضتها بالوكالة لاستلام السلطة في السودان لصالح أخرين كما تبين من الشواهد والأدلة الكثيرة ليس فقط من بينها جلب السلاح والخبراء العسكريين والقناصين من عدد من الدول من بينها اليمن واثيوبيا وليبيا ومجموعات من فاغنر الروسية وافرادا من بعض الدول الاوربية نفسها التي تدعي انها أم الإنسانية في العالم.
ولكن كان الاهتمام بالعنصر البشري واحدا من تلك الاهتمامات التي وضعتها تلك القوى التي تقف خلف مليشيا الدعم السريع في هذه الحرب ،وهي تعلم تمام العلم ان العنصر البشري هو القوة الفاعلة في المعارك خاصة في مثل هذه المعركة التي فرضوها على السودان.
ويبدو ان هذه القوى التي تديره المعركة من الخارج وعبر مليشيا الدعم السريع من الداخل تعلم جيدا النفس الطويل للقوات المسلحة،والخبرة التراكمية التي إمتد لاكثر من مائة عام وتتدثر بخبرات قتالية وميدانية وحروب اشعلتها ذات القوى التي تقف وراء المليشيا اليوم لاسباب مختلفة منها العنصرية والدينية وجاءت في دارفور بإدعاء الابادة الجماعية واخيرا في عهد حميدتي جاءوا بسبب اقبح من الذنب وهو محاربة الفلول واستعادة الديمقراطية.
وجاء الاهتمام بالعنصر البشري ليكون حاسما في هذه المعركة واعتمدت له ثلاث مراحل وكانت تلك القوى متيقنة تماما ان المرحلة الأولى من العنصر البشري ستحسم المعركة خلال يوم أو نصف يوم ان لم يكن ساعات معدودة،ولكن ساءت التقديرات.
فكانت المرحلة الأولى هي الاعتماد على قوات الدعم السريع والمتقدمة في التدريب العسكري نوعا ما وهي تحيط بالاهداف المطلوبة احاطة السوار بالمعصم ،وتمتلك من السلاح والسند الخارجي من الخبراء والفنيين الاجانب ،ولكن القوات المسلحة استطاعت القضاء على قوات الدعم السريع المؤهلة بضربات موجعة مثل تلك التي كانت في معسكر سكراب في أمدرمان وقوامها خمسة آلاف مقاتل في الايام الأولى للحرب،التي جعلت حميدتي وقتها يولول ويصرخ البرهان قتل قواتنا وكأن قواته جاءت الى نزهة ،إنها الحرب.
وعندما فشلت القوة الاولى من العنصر البشري في مهمتها بعد ان قضت عليها القوات المسلحة أو بالاحرى هي التي قضت على نفسها بهجومها الأرعن والمتكرر دون فهم على المدرعات والاشارة والمهندسين بمجموعات كبيرة فاضت ارواحهم عند اسوار هذه المناطق العسكرية.
وكانت المرحلة الثانية هي الاستعانة بالمرتزقة الذين تم تجهيزهم في مالي والنيجر وتشاد وافريقيا الاوسطى وكان مصيرهم مثل مصير المجموعة الأولى حيث كان ملك الموت حاضرا في وسطهم،وإلتحقوا برفقائهم في المجموعة الأولى دون فارق زمن كبير.
وكانت المجموعة الثالثة في إعداد العنصر البشري لكسب هذه المعركة وهي تجهيز الخلايا النائمة في المدن لتكون هي القوة الرئيسية في المعركة بعد اقتحام المدينة أو المنطقة بعدد محدود من عناصر المليشيا كما حدث في مدني واخيرا في سنجة.
ومصير المرحلة الثالثة من العنصر البشري لمعركة مليشيا الدعم السريع لم يكن حالها احسن من المجموعة الأولى والثانية ،حيث صعدت الارواح وظلت الجثث شاهدة على سوء التخطيط وادارة المعارك.
ولم يتبق للمليشيا ومن يقف وراءها مرحلة رابعة من العنصر البشري لتدفع بها الى أرض المعركة التي كانت شهادة رسوب للمليشيا ولمن يقف وراها وشهادة نجاح بدرجة امتياز للقوات المسلحة.