رأي

محفوظ عابدين يكتب : نظرية (الحفر بالإبرة)..ومتى نصر الله؟

رأي: خطوة برس

مسارات

نظرية (الحفر بالإبرة)..ومتى نصر الله؟

والحفر بالإبرة عبارة اطلقها القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان،وهي رسالة حملت العديد من المضامين والرسائل ولعل الرسالة الأولى هي ان القوات المسلحة السودانية هي قوات عريقة ولها من الخبرات التراكمية مالها وهي لا تندفع مثل الحشرة المسماه شعبيا والمعروفة لدي الناس بإسم (أبو الدقيق) فعندما ترى هذه الحشرة ضوءا أو خيطا من شعاع فتندفع إليه دفعا لا تبال ولاتنظر الى أي خطر يتهددها ان كان امامها أو خلفها أو منتظرها عند مصدر هذا الضوء أو هذا الشعاع ،وكما يرى عامة الناس كيف تتسابق تلك الحشرات حول لمبات الاضاءة في منازل وغيرها.
وقد يصنف الكثير من الناس هذا التصرف في خانة (الحماقة) وهو الاندفاع الى الهدف دون الحذر من مكامن الخطر.
ولعل خطة العدو كانت مبنية على تلك النظرية نظرية حشرة ( أبو الدقيق) وهي جر الجيش الى (مكامن) الضوء ليلقى حتفه باسرع من تلك الحشرة المعروفة بإسم (أبو الدقيق) لانها اذا وجدت حتفها لا تبق على حالها بل تتحول الى مطحون مثل (الدقيق) ومن هنا قد يكون جاء الاسم.
وكانت تلك العبارة التي اطلقها البرهان الحفر بالابرة واصبح مصطلحا لكثير من الناس في تنفيذ السياسات لانها لا تتجعل تحقيق الاهداف دون النظر الى عواقب الامور وقد تكون هذه النظرية اذا صح ان تطلق عليها نظرية مبنية على بعض التجارب والمفاهيم المستمدة من تلك الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم أو تلك الحروب التي قادها الخلفاء من بعده.
ونظرية الحفر بالابرة هي كما ذكرنا لا تتجعل تحقيق الاهداف دون النظر الى العواقب ولعل المشهد الذي يترأى في هذه الحالة وهو منظر الصحابة في غزوة (أحد) وهم يتركون مواقعهم في الجبل التي شدد عليها القائد وهو اعظم القادة العسكريين في العالم ان صحة العبارة ،ان لا يتركوا مواقعهم مهما حدث من تطور في المعركة.ولكن كما معروف فإن هؤلاء الصحابة تركوا مواقعهم باعتبار ان المعركة قد انتهت وذهبوا لجمع الغنائم ،وكشفوا( ظهر) اخوانهم وإلتف العدو الذي كان يقوده خالد بن الوليد وقتها من جديد واحاط بموقعهم وإعادة المعركة الى نقطة متقدمة بعد ان ظن هؤلاء الذين تركوا مواقعهم في الجبل ان المعركة انتهت.
ونظرية أو سياسة الحفر بإلإبرة مبنية على عدم الاستعجال أو الانطلاق نحو الهدف دون النظر الى المحدق من الخطر كما تفعل حشرة أبو الدقيق ،او كما فعل هؤلاء الصحابة مع الفارق وتعجلوا في ترك مواقعهم ،ظنا ان المعركة قد انتهت وتحقق النصر.
ونظرية الحفر بإلإبرة هي مبنية على الصبر والصبر الممتد الطويل والثقة العظيمة في الله، وعلى الشعب السوداني الصبر والثقة في الله وفي القوات المسلحة فمهما طالت الحرب فالنصر آت.
فكاتب هذه السطور وغيره من أهل السودان الذين يتعجلون النصر ،وهذه قد تكون طبيعة في الانسان، ولكن في كل الأحوال ليس هم بافضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين ،ومعنى الآية قد يشير الى ذلك (ويقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى