محفوظ عابدين يكتب : مسارات …. الى البرهان .. حرب (الديوان) قبل حرب (الميدان).
رأي: خطوة برس
مسارات
الى البرهان ..حرب (الديوان) قبل حرب (الميدان).
جاء في تفسيرات العلاقة بين (الجسد) و(الروح)، أن الروح أقل تكلفة ،وأسمى مكانة من الجسد الذي هو أعلى تكلفة وأقل مكانة من الروح حسب ما جاء في هذا التفسير.
وحتى لا يجتهد القاريء كثيرا في إدراك معنى هذا التفسير فإن الانسان يتكون من (جسد) و (روح) وهما متكاملان يلتقيان،قبل الخروج من البطن ويتفارقان عند الموت، ينزل الجسد الى داخل الأرض( القبر) وتصعد (الروح) الى( بارئها) ،وهذا قد يفسر سمو الروح على الجسد.
وعلى إمتداد الحياة فإن تكلفة الجسد ( المادية) هي اعلى بكثير من الروح ،فالجسد يحتاج الى الطعام، والشرب، والعلاج، والنوم ،والراحة ،والظل، والسرير والكرسي ،والمروحة، والمكيف والملابس ،والصابون، والمعجون، والعطور ،والحذاء، والجوارب، والدابة ،والراحلة ،فكل هذه الاشياء وغيرها التي يحتاج اليها الجسد مكلفة مادية.
أما الروح فهى غير مكلفة مثل الجسد فالروح تسمو بالصلاة والذكر والتسبيح والتفكر في مخلوقات الله وبالشكر وبالحمد لله رب العالمين ،فهذه اشياء غير مكلفة ماديا.
فاذا اخذنا هذا الأنموذج في الحرب الدائرة في السودان نجدها تتكون من شقين الشق الأول في (الميدان) والشق الثاني في (الديوان).
والحرب في الميدان مكلفة جدا مثل (الجسد) فهي تحتاج الى الجنود، والمقاتلين ،والاسلحة المختلفة، الخفيفة، والثقيلة، والسيارات، والطائرات ،والمسيرات، والمضادات ،والذخيرة ،والوقود والخطط، والاستراتيجيات، والاستخبارات ،والمخابرات، والدراسات وهيئة العمليات, والتدريب، والتوجيه ،والإشارة، والمهندسين، والمخازن والمهمات.
فالحرب في الميدان مكلفة ماديا
ولكن الحرب في( الديوان) فهي بسيطة ومقدور عليها ولكن اذا لم تحسم معركة الديوان فهي اخطر من معركة الميدان.
فقد قدم الكثير من المشفقين على البلد معلومات ان نصار و مؤيدوا مليشيا الدعم السريع يسيطرون على مفاصل الدولة في كل مؤسساتها ذات التأثير الكبير مثل ما اشارت العديد من المعلومات التي أكدت سيطرة تلك العناصر على بنك السودان الذي عبره يمكن محاربة الدولة اقتصاديا ، مؤشراتها مثل تلك المعركة الطاحنة التي يجري رحاها الآن بين (الجنيه) السوداني. و(الدولار) وعمليات التضخم والغلاء والندرة والتأثير المباشر على حركة الصادر والوارد، ووقف الخدمات فهذه معركة مكانها الديوان ،الديوان الحكومي الذي يسيطر على معظمه انصار ومؤيدي المليشيا.وتتكامل معركة الميدان والديوان عندما تجتاح المليشيا مواقع الإنتاج الزراعي في الجزيرة وسنار والسوكي والدندر ومواقع الإنتاج الحيواني في دارفور وكردفان.
ورغم ذلك فحرب ديوان أسهل من حرب الميدان ولكنها تكلفتها اعلى لانها تحارب الاقتصاد وتهزم السياسات.
والامر بسيط في نظر الكثير من الناس ( قائمة) باسماء الداعمين والمناصرين للمليشيا في مؤسسات الدولة والحكومة يجري عليهم ( القلم) بالتوقيع بالامر المطلوب، واستبدالهم بقوم آخريين ثم لا يكونوا امثالهم.