رأي

محفوظ عابدين يكتب: مسارات… روسيا قد دنا (عذابها)

رأي: خطوة برس

مسارات

وروسيا هي الآن جزء من كل كان يعرف بالاتحاد السوفيتي نخرت فيه سوس الاستخبارات الغربية واحالته الى دويلات عديده ولكن ظلت روسيا تمثل تلك القوة والعظمة التي كان عليها الاتحاد السوفيتي احد قطبي القوة في العالم وحافظ التوازن العالمي قبل ان يميل الى صالح المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وروسيا موجودة في ذاكرة الشعب السوداني عن طريق الحزب الشيوعي السوداني و(الشيوعية) دخلت الى السودان عن طريق مصر مثلها مثل حركة الاخوان المسلمون التي اسسها حسن البنا في مصر في العام 1928م.
وروسيا موجودة في الذاكرة السودانية من خلال السيارة الروسية الصنع واسمها (بولقا) التي كانت تستخدم كعربة( تاكسي) في المناطق الرملية خاصة في ولايات نهر النيل والشمالية وشمال كردفان ،وهي معروفة بقوتها ومتانتها، وايضا عن طريق السيارة المعروفة بإسم( لادا) وعرفت ب(الدكتورة) لانه تم استيراد عدد كبير منها لصالح الاطباء في السودان.
وكل اهل السودان يعرفون البندقية الكلاشنكوف وهي اختراع وصناعة روسية سميت على اسم صانعها كلاشنكوف تخليدا لذكراه.
والى وقت قريب كانت روسيا حاضرة بقوة في المنهج الدراسي السوداني وكان طلاب المدارس يعرفون خريطة السكة حديد في الاتحاد السوفيتي واذكر منها من (شيتا) الى( فلادفستك) ان لم تكن الذاكرة ويعرف الطلاب في المدارس السودانية ، حقول إنتاج القمح ومناجم الذهب وحقول النفط وألغاز في روسيا.
وهذه هي روسيا أما كيف دنا عذابها؟ نعم لقد (دنا عذابها) وكلمة (العذاب) معروفة في قاموس الغناء السودان هي المعاناة في (الحب) وكثير من شعراء من الأغنية السودانية لاتخلوا اشعار اغانيهم من كلمة( عذاب) ،مثل التي يغنيها الفنان محمد وردي (عذبني وتفنن)، وكذلك (يا معذبني وناسك هواك.).
وروسيا التي كانت حاضرة في السودان من خلال المنهج الدراسي ومن خلال الصناعات والمشروعات الروسية ومن خلال التسليح (كلاشنكوف)، ومن خلال الحضور في المسرح السياسي عبر الحزب الشيوعي السوداني، (غابت)
عندما اتجه السودان (غربا) أي نحو المعسكر الغربي،وكان حال لسان الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا حاليا يقول (يا معذبني وناسك هواك).
واليوم روسيا (دنا) نهاية عذابها وهي تقترب من( المحبوب) بعد ما (طال الغياب) كما يقول الفنان صلاح مصطفى.
والسودان اليوم يشهد هذا الحضور الروسي الكبير فبورتسودان الآن تستقبل وفدا روسيا كبيرا ورفيع المستوى ليضع حدا( للعذاب ) الذي وجده السودان من المعسكر الغربي والاتجاه نحو امريكا واوربا وهما لايعرفان غير مصالحهما ولايهمهم طحن
الشعوب وسحق مواردها لتكون أوربا وامريكا امنة مستقرة تعيش في رفاهية كما فعلت بكثير من الدول التي اوردتها موارد الهلاك واخرها دولة اوكرانيا التي كانت تعيش في أمن وسلام وتنمية واستقرار واصبحت الآن في حالة خوف وذعر وخراب ودمار.حيث ادخلتها امريكا واوربا في حرب مع جارتنا روسيا ،وقادت حربا بالوكالة لاناقة لها فيها ولاجمل.
ويبدو ان السودان قد وعى الدرس وعاد لروسيا من جديد ولسان حاله يقول
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
فما الحب إلا الحبيب الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى