رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات… البرهان باقي كتلة..والعطا ليس بديلا

. رأي: خطوة برس

في أول تعليق بعد اطلاق المسيرة في مكان إحتفال تخريج عدد من دفعات القوات المسلحة بجبيت بشرق السودان بحضور ومشاركة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كان أول تعليق سمعته من رجل محسوب على الحرية والتغيير وهو رجل قانوني عمل في القضائية من قبل وعمل بالمحاماة والآن يدير عملا خاصا ويقدم بعض الاستشارات القانونية لمن يطلبها خاصة في مجال التحكيم ، فرجل بمثل هذه التجارب والخبرة قد تجد عنده تعليقات أو تحليلا فيه شيء من المنطق أو فيه قراءة اقرب الى الواقع ،وكنت اكثر (شوقا) ان استمع الى هذا الرجل رغم خلفيته السياسية المحسوبة على( قحت).
ولكن هذا الرجل كما يقولون صمت (دهرا ) ونطق (كفرا) وتقال هذه العبارة ضمن ما تقال عندما يخرج المتحدث عن دائرة المنطق أو يبحر في محيط التجني دون ان يملك دليلا.
وأول ما نطق محدثي ،فقد شطح وقال ان المسيرة اطلقوها( الكيزان). للتخلص من البرهان حتى لا يستجيب البرهان للضغوط الأمريكية ويذهب الى التفاوض في جنيف، وأن بديل الكيزان للبرهان هو (ياسر العطا) ولم يقل محدثي ان البديل هو شمس الدين كباشي وهو الرجل الثاني في المؤسسة العسكرية،وخرجت من محدثي وعلامات الاستفهام تتطاير أمام عيني.وخرجت دون ان اعلق على حديثه أو تحليله عن المسيرة التي حاولت استهداف البرهان في جبيت ولاعن العطا بديل البرهان.
اولا لانني اعرف ان( البرهان) نفسه باقي (كتله) لانه منذ ان تخرج من الكلية الحربية في مطلع الثمانينيات مثله مثل بقية أفراد القوات المسلحة يحمل (روحه) بين (يديه) ،ومنذ توليه قيادة امر البلاد في تلك الظروف المعقدة داخليا وإقليميا ودوليا وما فيها من صراع داخلي وإقليمي ودولي ،يعرف البرهان ان (حياته) هي (هدفا) اولا لكل هذه التكتلات الداخلية والخارجية على حد سواء ،فكانت محاولة اغتياله في اليوم الاول للتمرد وتكررت المحاولة في جبيت والبرهان لايأبه بهذا الأمر كثيرا لانه يعلم ان الأعمار بيد الله وانه هو في الأصل (باقي كتلة) ،لهذا واصل برنامجه في جبيت حتى نهايته بل (جال) في سوق جبيت وسط المواطنين وزار المستشفى، واكمل برنامجه كأن لم يحدث شيء (جلل) أو (عظيم) وهو محاولة لاغتيال رئيس ،في إحتفال كبير ووسط جنوده وقواته وكأنهم يريدون تكرار سيناريوا ومشهد إغتيال الرئيس المصري أنور السادات في إحتفال عسكري مثل هذا.
ولكن لم أكن اتوقع وأنا امتنع عن الرد أو ان اعلق على كلام محدثي المحسوب على (القحاتة) في تحليله بان الكيزان وراء محاولة إغتيال البرهان بواسطة تلك المسيرة التي استهدفت مكان الاحتفال الذي كان فيه البرهان حضورا.
لم أكن اتوقع ان يرد نيابة عني على تعليق محدثي الفريق ياسر العطا فقد كفاني حديثه في الحوار الذي اجرته الزميلة عواطف محمد عبد الله لصالح تلفزيون السودان ، مشقة الرد، له ولبقية من يروجون لمثل تحليله. وجاوب حديث العطا عن كل التساؤلات التي صاحبت محاولة الإغتيال، وانه لا التفاوض وان الحرب هي اختيار الجيش والشعب حتى دحر العدوان. و(ألجم )حديث العطا الكثير من الالسن التي كانت تروج لمثل تلك التحليلات التي تفوه بها محدثي.
فقد ألغم حديث العطا بتلفزيون السودان حجرا في تلك الافواه التي (شطحت) والى تلك التحليلات التي (انبشقت) من غير حكمة ولا هدى ولا كتاب منير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى