محمد المؤيد مبارك المحامي يكتب : حرب السودان واثارها على الاشخاص ذوي الاعاقة
رأي : خطوة برس
لاشك إن عملية بناء السلام ركيزة أساسية وهامة لأي مجتمع من المجتمعات التي ينشد أبناؤها الأمن والاستقرار. وإن أي تقدم أو تطور لن يحدث ما لم يكن هناك إجماع من كل شرائح المجتمع لتطبيق مبدأ السلام وثقافة الحوار.
وان ذوي الإعاقة جزء من نسيج هذا المجتمع؛ فهم يتأثرون بشكل مباشر بكل التغيرات والأحداث التي وقعت. وخصوصية الإعاقة تدفع أي مجتمع للوقوف من أجل مراعاة تلكم الخصوصية وإيجاد التسهيلات لها وبخاصة تلك الإعاقات الناجمة عن النزاعات المسلحة بمختلف صورها وأشكالها. وليعلم الجميع أن إحصائيات الأشخاص ذوي الإعاقة في السودان تصل إلى 8،4٪ من اجمالل تعداد سكان السودان وفقاً لاحصاء ٢٠٠٨ اخر تعداد للسكان في السودان وهذه النسبة لا تتناسب مع وضع السودان وذلك لان السودان عاش صراعات مسلحة وحروب اهلية من قبل استقلاله
تشير الامم المتحدة الي ان نسبة الاعاقة في الدول التي تعيش اوضاع مثل اوضاع السودان تزيد نسبة الاعاقة فيها عن 15% ومعظم هذه الإعاقات هي بسبب النزاعات المسلحة والاقتتال القبلي أو الصراعات الداخلية، والتي من دون أدنى شك ساهمت بزيادة أعداد ذوي الإعاقة.
ومع هذا الرقم الكبير، ينبغي على الدولة والمجتمع و كل منظمات المجتمع المدني ومنظمات العمل الإنساني والحقوقي القيام بواجبها تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة من جراء الوضع المأساوي لهذه الحرب التي أثرت بشكل أساسي عليهم، وجعلتهم أكثر معاناة من غيرهم، في عدم توفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية من غذاء ودواء، وحمايتهم بما يتفق مع المواثيق العالمية، ومنها: الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق ذوي الإعاقة، والتي صادق عليها السودان عام2009
تؤكد الاتفاقية في المادة ١٠ حق الاشخاص ذوي الاعاقة في الحياة وفي المادة ١١ حالة الخطر والطواري الانسانية تنص على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة المتواجدين في مناطق تتسم بالخطورة. وهو الأمر الذي لم نشاهده أو نسمع به طيلة اكثر من ثمانية أشهر من الحر ب المستمرة التي اندلعت في 15 ابريل الماضي حيث راح ضحية هذه الحرب اكثر من ١٢ الف قتيل وفقاً لاحصاء منظمة اكلند المتخصصت في احصاء ضحايا النزاعات وقد تسببت هذه الحرب في نزوح’7 مليون نازح من ما جعل المنظمة الاممية تصف هذه الازمة باكبر ازمة نزوح في العالم كما خلفت هذه الحرب عدد كبير من اللاجئين في عدد من الدول وعدد الاكبر كان مننصيب دول الجوار خاصة مصروتشاد
وتعتبر شريحة الاشخاص ذوي الاعاقة اكثر شرائح المجتمع تضرراً من الحرب ومع انه لا توجد احصاءت حول مقدار الضرر الذي وقع على الاشخاص ذوي الاعاقة الا انه من المواكد ان هناك عدد غير معلوم فقدوا حياتهم بسبب هذه الحرب فمنهم من مات بسبب عدم قدرته على التواصل بسبب الاعاقة ومنهم من مات لعدم توفر الاجلاء الامن لهم من مناطق الاشتباك المسلح والمحظوظين منهم قد تم اجلائهم بواسطة اسرهم او بعض الخيرين الى مناطق امنة نسبية ومنثما بدات معانة جديدة مع النزوح واللجوا حيث نزح معظمهم مع اسرهم لاقامة في مناطق امنة والبعض الى معسكرات نزوح وفي الحالتين عانى الاشخاص ذوي الاعاقة عدم توفر البئة المرحبة بهم حيث الازدحام الشديد وصعوبة الحركة والتنغل بسبب طبيعة المباني وطرق ودورات المياه التي لا تحتوي ابسط متطلبات كود البناء الخاص بلاشخاص ذوي الاعاقة ايضا عانى الاشخاص ذوي الاعاقة من عدم تفهم الاخرين لقضية الاعاقة وانها تحتاج لبعض الترتيبات التيسيرية الخاصة وكذلك عانى ذوي الاعاقة من عدم وجود المعينات التعوضية لهم
تسببت الحرب بشح في المشتقات النفطية وارتفاع اسعار تذاكر الموصلات وهو ما جعل من تنقل وتحركات ذوي الإعاقة أمراً غاية في الصعوبة، خاصة أن أغلبهم يحتاجون وسائل المواصلات الحديثة التي تتيح لهم التنقل بين الولايات في حالة النزوح وبين الدول المجاورة للسودان في حالة اللئجوا . ايضا عانى ذوي الاعاقة الذين اطرو للجوا الى خارج البلد من صعوبة الاجرات واستقلال حوجتهم وفي معسكرات اللجو تعرض بعضهم لمضايقات وانتهاك حقوقهم … وغد وصل الضرر إلى أغلب المراكز التاهيلية والمواسسات التعليمية والخدمية ودور اتحادتهم التي توقفت بسبب استهداف البعض منها بالقصف والتدمير أو التمترس فيها.
وما ضاعف من آلامهم وجروحهم هو انقطاع الأدوية والعلاجات بل وتسبب هذا الأمر في وفاة بعض ذوي الإعاقة. بجانب اتهاك حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في التاهيل والتعليم والصحة فقد الكثيرين منهم مصادر دخلهم بسبب توقف ارباب العمل في القطاع العام والخاص وتوقف اعمال الذين ينشطون في التوظيف الذاتي وبالمحصلة ادي هذا الامر لتدهور المستوى المعيشي كل هذا ترافق مع سوء في الحالة النفسية لذوي الإعاقة، وهو ما يزيد من معاناتهم.
كل هذه العوامل والأضرار زادت من معاناة ذوي الإعاقة ممن يعايشون الحروب والصراعات من دون مراعاة احتياجاتهم.
والجدير بالذكر ان الحرب مازلت مستمرة وان رقعتها كل يوم في ازدياد ومازلت معانات الاشخاص ذوي الاعاقة متواصلة وحتى لحظة كتابت هذه السطور هناك عالقين في المعسكرات في دول الجوار اثيبوبياو يوغندا وتشاد
الخاتمة
بالتاكيد الحرب ليست هي الخطر الوحيد الذي يهدد الاشخاص ذوي الاعاقة فهناك مخاطر عديدة اخرى كالكوارث البئية ( الفيضانات والزلازل والبراكين وغيرها ) وفي كل تلك المخاطر يحتاج الاشخاص ذوي الاعاقة لترتيبات خاصة تضمن سلامتهم ولكن تظل الحرب هي الخطر الاكبر الذي يهدد حياة الاشخاص ذوي الاعاقة بجانب انتهاك حقوقهم الاخرى هذا فضلاً عن ان الحرب هي من اكبر مسببات الاعاقة والتي يحتاج فيها الاشخاص ذوي الاعاقة لتداخلات عاجلة
و الزام الدولة والمجتمع باتخز التدابير اللازمة لحماية الاشخاص ذوي الاعاقة في حالات الخطر والطواري الانسانية
ازكاء الوعي بكيفية التعامل الايجابي مع الاشخاص ذوي الاعاقة في وقت الخطر وتشجيع للقيم والعادات السودانية التي تهتم بالوقوف مع الضعفاء ونجدة المكروب
و العمل على تقوية امكانيات ومقدرات مواسسات الاشخاص ذوي الاعاقة بحيث تكون قادرة على القيام بدورها الفاعل تجاه منسوبيها في اوقات الخطر والطواري الانسانية