محفوظ عابدين يكتب : مسارات … التدوين الدبلوماسي
رأي : خطوة برس
مسارات
قد نجتهد في التعريف دون الرجوع الى( المصادر) و(المراجع)، وقد يكون في ذلك مخالفة للتوثيق او(للتدوين) والتدوين كلمة ذاع صيتها واصبحت في (سمع) المتابعين وتحت (بصر) المستهدفين.
والتدوين لانقول لغة ومصطلحا كما يقول أصحاب الرسائل العلمية ،ولكن شعبيا ان التدوين وهو الاستهداف ب(الدانة) من مكان بعيد كما تعمل المليشيا وهي تستهدف سكان أمدرمان في كرري مؤخرا أو لمستشفى (الدايات) بعد إعادة تشغيله.
وفي المحاكم يظل الشخص (متهما)في قضية ما ولكن مجرد صدور الحكم عليه يصبح هذا الشخص (مدانا) اي ان عقوبة الجريمة اصابته مثل تصيب (الدانة) أو الدانات التي تطلقها المليشيا لتصيب اهدافا.
ومن شروط الوظيفة العامة أو المناصب الدستورية ،ان لايكون الشخص المتقدم قد (أدين) في قضية تمس الأخلاق او الشرف أو الخيانة العظمى أو الوطنية.
وقد تكون كلمتا (دان) أو (دون) بفتح الحروف الثلاثة، والاخيرة من التدوين أو التسجيل ومنها الديوان مثل ديوان الشعر وقد يكون( التدوين) علم من علوم المعرفة وقد يكون( التدوين) مصطلح من المصطلحات العسكرية.
ولكن التدوين الدبلوماسي قد يأخذ نفس الاتجاه في المهمة أو نفس الاتجاه في المصطلح.
ولعل الجهود الكبيرة الذي قادها سفير السودان في الامم المتحدة السفير الحارث إدريس الحارث من اجل الدفاع عن حقوق السودان الشرعية والدستورية وتقديم الادلة الموثقة ل( إدانة) الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وهي جرائم( تدينها) كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية التي اجازتها الامم المتحدة التي يتحدث من تحت (قبتها) السفير الحارث إدريس مندوب السودان فيها وهو يقدم (الادلة) القاطعة و(الموثقة)التي (تدين) تلك الدولة التي تقدم كل الدعم اللوجستي للمليشيا من أجل تحقيق اهدافها ،ولكن ثلاثة من الدول الخمس التي تمتلك حق النقض( الفيتو) وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا لاترى ان جرائم مليشيا الدعم السريع لا تخل بالشرف ولاتمنعها من (التنافس) على الوظيفة ( العامة )أو المنصب( الدستوري)، بل ان بريطانيا صاحبة (القلم) تحاول ان تمسح ما (دون) أو تم تدوينه بالوثائق لادانة تلك الدولة التي وفرت كل الدعم اللوجستي لانفاذ المخطط الذي يخدم مصالحها ومصالح من شجعوها وهم ذات الثلاثي في الامم المتحدة، امريكا، بريطانيا، وفرنسا لان مصالحهم مرتبطة بافريقيا.
و(التدوين) الذي قام به السفير الحارث بالحجج القاطعة والدلائل الثابته، لم تستطيع القبة (الحديدية ) من التصدي له واحدث (حرجا) كبيرا ل(دعاة) حقوق الإنسان و القانون الدولي في عقر دارهم.
وبمثل ما قاد السفير الحارث إدريس الحارث سفير السودان في المنظمة الدولية من( تدوين) بالمصطلحين (اللغوي) و(العسكري) ،فان( تدوينا) من ذات الشأن ينتظر سفير السودان بالمملكة العربية السعودية دفع الحاج وهو سفير من الطراز الاول والفريد ،فقد قاد الخارجية في وقت عصيب في غياب وزير الخارجية وقتها السفير علي الصادق الذي كان محجوزا في بيته في العمارات بالخرطوم بسبب الحرب الى ان تمكن من الخروج والوصول الى بورتسودان، في ذلك الوقت قاد السفير دفع الله الحاج دفة الدبلوماسية السودانية باقتدار واصبح مبعوثا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي لعدد من الدول واحدث اختراقا كبيرا في تحييد كثير من الدول ونجح في تغيير كثير من مواقف بعضها في تلك الحرب التي تجري في السودان.
واليوم السودان يرسل مبعوثه وزير الطاقة الى السعودية والى (جدة) تحديدا لمعرفة الفهم الأمريكي من مفاوضات جنيف.
وبالتاكيد سيكون سفير السودان في السعودية السفير الحاج دفع الله عضوا أصيلا في هذه المحادثات التعريفية ،وبمثل ما أحدث سفير السودان في الامم المتحدة الحارث إدريس الحارث اختراقا كبيرا في كسب هذه الجولة الدبلوماسية شديدة وحامية الوطيس، فإن السفير دفع الله الحاج سيحدث في( جدة )ما احدثه الحارث في( نيويورك).
والسفير دفع الله الحاج كان ترأس بعثة السودان في الامم المتحدة وابلى بلاءا حسنا في هذه المحطة التي تمثل رأس المجتمع الدولي ،ومن قبلها في محطات مهمة اخرى ،والسفير دفع الله رصيد دبلوماسي مهم في هذه المرحلة التي ينتقل فيه الصراع من الميداني العسكري الى الميداني الدبلوماسي.
وإن التخوف الذي إبداه البعض من اختيار وزير الطاقة أبو شمة لمعرفة الفهم الأمريكي من مفاوضات جنيف لا معنى له لان اختيار أبو شمه رئيسا للوفد فيه تعزيز للثقة في الحركات المسلحة التي تؤمن بالسلام ،فان هذا الوفد الذي سينضم إليه السفير دفع الله الحاج بكل هذه الخبرات والقدرات بإذن الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.