رأي

أطباء العيون بالأبيض لقد (نادي المنادي) بعد فشل الحوار مع مؤسسة البصر الخيرية لطب العيون

بقلم : الزين كندوة

_ في( ١٣ يوليو من العام الجاري ٢٠٢٤ ) أجريت إتصالا هاتفيا مع إدارة صندوق التأمين الصحي بولاية شمال كردفان مستفسرا عن أسباب توقف خدمات التأمين لمرضي العيون بمستشفي مكة حسب الشكوي التي وصلتني من المواطنين بالأبيض، والمحليات الاخري بولاية شمال كردفان ، فأجابني مدير الصندوق الدكتور خطاب السماني عابدين وقال: بأن التأمين أفلح في إستعادة معظم النوافذ لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية للمؤمنين ماعدا مستشفي مكة لتمسك إداراتهم بدفع كامل المديونية البالغة( ٢٥٣) مليون جنيه سوداني ، وكشف خطاب بأن إدارته قدمت حل وإلتزمت فيه بدفع الثلث فورا عند توقيع عقد جديد وعودة الخدمة .
عموما تم نقاش طويل مع دكتور خطاب من أجل عودة الخدمة ، وقدمت له مقترحات ، علي أن نذهب بها لإدارة مستشفي مكة لطب العيون بالابيض لتكون نقاط مفتاحية لإنجاح المبادرة حتي نستطيع جميعنا المساهمة في رفع الضرر عن إنسان كردفان الكبري ودارفور الكبري، وسكان الولايات الأخري الذين أتت بهم ظروف الحرب الدائرة الآن، بإعتبار الأبيض لآن تعتبر عاصمة لنصف ولايات السودان .

_ وكانت مقترحات الحل التي وافق عليها مدير التأمين الصحي بدون إي تردد كالآتي :_

١/ أن يدفع التأمين الصحي نسبة ثلث مبلغ المدينونية السابقة وبلغت حوالي (٨٣ مليون جنيه فورا ) علي أن تجدول متبقي المديونية بإتفاق مشترك بعد شهر من مؤشرات التردد ، وسير السداد حتي لا يحدث تعسر جديد في دفع المطالبات المالية .

٢/ يدفع المريض نسبة تحمل (٢٥% ) لكل الخدمات عند دخوله المستشفي.

٣/ يتم سداد نسبة (٧٥%) فورا من تكلفة الشهر الجديد كسلفية حسب التردد الي حين تسوية مبالغ المطالبة ، علي أن يتم سداد متبقي المطالبة السابقة مع تقديم المطالبة الجديدة مع دفع (٧٥ % منها) وهكذا تستمر الإجراءات المحاسبية.

_ وتم عرض هذه المصفوفة علي إدارة مستشفي مكة لطب العيون بالأبيض ليكون الحل واقعا ، وتمت الموافقة عليها ، ولكن طلبت فترة زمنية لاتتجاوز (٧٢ ساعة ) لرفع المقترحات لإداراتها المركزية لإجازتها ، وعندما تأخر الرد ، قمت بالتواصل شخصيا مع الدكتور العاص المدير العام لمؤسسة البصر الخيرية وشرحت له كل التفاصيل ، ووعدني خيرا بأن يدرس هذه المقترحات مع أعضاء إداراته المركزية لصياغة الرد علينا ، وقبلت هذا الرد لانه منطقي ،ويؤكد بأن مدير مؤسسة البصر الخيرية الدكتور العاص يدير مؤسسة تعمل بمنهج تشاركي مدروس ، ولكن بعد طول إنتظار ، ومخاض عسير بكل أسف جاء الرد مخيبا للآمال حقيقة ، بسبب تقديم أسعار (خرافية) بحجة إن المستهلكات تأتي بالدولار وإن الدولار يشهد تصاعد جنوني مقابل الجنيه السوداني ، وإن الطرق للأبيض غير آمنه ، والترحيل فيه صعوبة ومشاكل معقدة ، فضلا عن المبالغ الضخمة مديونيات ، وكمتأخرات علي التأمين الصحي بالسودان ، ولجملة كل هذه الاسباب جاءت الأسعار لشراء الخدمة خرافية حسب الرائ الفني لإدارات التأمين الصحي ، لذلك تم رفضها بإعتبارها أكثر بكثير من المتفق عليه سابقا في الجولات التفاوضية الأولي.

_ عموما لشئ في نفوس إدارات مؤسسة البصر الخيرية في عدم ( مطاوعة الصعاب في هذا التوقيت الذي يحتاج للتضحيات الجسيمة من الجميع ) فشل الحوار ، وكل الجهود لعودة خدمة التأمين الصحي بمستشفي مكة لطب العيون بولاية شمال كردفان ، والسبب الرئيس في ظني التركيز علي ( المكاسب المادية ) بكل أسف، بالرغم من إن ظاهر الأمر تاريخيا يحدثنا بأن مؤسسة البصر الخيرية جاءت من أجل الضعفاء ،وبسبب ذلك أصبحت (معفية) من الجمارك والضرائب وكل الرسوم التي تفرضها الدولة داخليا.
أما خارجيا فإنها تجد دعومات ضخمة ، وإسناد لا محدود من مراكز خيرية متعددة ، لذلك أصبحت مؤسسة عالمية، ترفع شعار بأنها تهتم بأمر الضعفاء والفقراء والمساكين ، صحيح هي تنفذ مخيمات ومشاركات في الأيام العلاجية ، لكن هذه برامج وأنشطة نفعها محدود ،وغير مستمرة .

_ علي إي حال ، مواقف إدارات مستشفي مكة إتجاه مرضي العيون بشمال كردفان يجعلنا نصرف النظر عنها تماما، ونتمني لها التوفيق في تقديم الخدمة بالشكل الذي تراه ، ولكن هذا الواقع المرير يفرض علينا بالضرورة أن ( نعيد النظر كرتين ) ونفكر بمنهج مختلف تماما في سياق (( جحا أولي بلحم توره)) وهو النظر بعين الوطنية في تأهيل قسم العيون بمستشفي الأبيض التعليمي ، علما بان مدينة الأبيض بها تقريبا عدد اثنين إستشاري ( دكتورة هبة / دكتور خليل ) بالاضافة لأكثر من ثمانية أخصائيين في طب العيون من الشباب والشابات ، وجميعهم تهمهم مصلحة البلد ، وبالطبع المواطن هو محور الحدث ، فقط المطلوب منهم موقف وطني واضح وبجدية ، وذلك بتقديم مبادرة تحمل في طياتها رؤية متكاملة لتأسيس بنية تحتية لتوطين طب وجراحة العيون بالأبيض تجعلنا نتحرر من (بروقراطية) إي مؤسسة سوي كان خيرية او ربحية أو مزدوجة (خيرية / ربحية )، ومن الممكن الإستفادة من جهود إدارة التأمين الصحي في هذا التوقيت العصيب لتوفير كل المعدات والأجهزة المتطورة لمستشفي العيون بالأبيض ، وأيضا جهود الخيرين ومنظمات المجتمع المدني، وحكومة الولاية.

وأعتقد وجود مستشفي حكومي مؤهل خاص بطب وجراحة العيون سيساعد في توطين التخصصات الدقيقة لكل الإخصائيين ، لأن أمراض العين حسب معلوماتي المتواضعة كثيرة ، وإي مرض يحتاج لإخصائي متخصص فيه مثل ( الموية السوداء / البيضاء / القرنية ، ….الخ ) لذلك عندما يهتم الإخصائيين بهذا المرفق الحيوي سيساعدوا أنفسهم ، وزملائهم من الأجيال القادمة في تطوير المهنة ، ومطلوبات البحث العلمي.

_ عموما هذه مبادرة اتوقع دراستها من جهات الإختصاص ، والدفع بها من أجل إنسان كردفان والسودان عموما .

ودمتم بخير ،،،،

الجمعة الموافق (٣٠ أغسطس ٢٠٢٤)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى