رأي

صلاح دندراوي يكتب : نقطة ضوء…نحن في الشدة بأس يتجلى

رأي : خطوة برس

نقطة ضوء

الشعب السوداني معروف بقوة شكيمته  وبتحديه للصعاب وأنه لا يرضى التخويف أو الحقارة كما قال شاعرنا الكبير الحردلو:
ان درت السمح تعال يا زول
وإن درت الكعب أرح يا زول
فنحن شعب طيب حبوب كريم مضياف يحب الخير ولا يرضى الذل والهوان وهذا ما جسده شاعرنا؛
نحن في الشدة بأس يتجلى
وعلى الود نضم الشمل أهلا
لذا فالذين يعرفون ثقافة هذا الشعب يعرفون كيف يتصرفون معه وكيف يمكن أن يكون التعامل معه.
والولايات المتحدة الأمريكية والتي تتباهى بقدرها وتحسب انها راعية العالم حاولت أن تمارس مع هذا الشعب وقادته هذا السلوك الغليظ في أن تفرض عليه قراراتها ورؤاها وتحسب أن السودان كغيره من شعوب العالم وقادته يمكن ان تسوقه بعصاها الغليظة، فارسلت أوامرها بأن هلموا إلى مائدة جنيف، وكأنهم كما يروق لهم يطرحوا مبادرة وينقضوا غزل أخرى وكأن تلك الشعوب هي قطيع تسوقه كما تريد ولكن كما أسلفنا فهي لم تعرف بعد قدر هذا الشعب وقادته، فلم تجد منهم إلا ممانعة وعصيان وتسفيه للأحلام، فلم تفلح معنا عبارات التهديد والوعيد ولا حتى المغريات التي حاولوا يغلفون بها دعوتهم، وها هو السودان يمد لسانه لتلك المفاوضات التي جرت من طرف واحد وهو ما لم يكن في حسبانهم. وقد إستنكرها كل قادة الحكومة الذين لفظوها واعلنوا موقفهم الثابت الذي لم يختلف عن رأي الشعب الذي وقف داعما وناصرا ومساندا لقواته المسلحة، وهاهو نائب القائد العام الكباشي يؤكدها صراحة بأنه لا يوجد من يملي على أهل السودان إرادته..
والعجب أن الطرف الآخر الذي يتطلع للسلام ويحرص على الحضور لمائدة الحوار بجنيف لإرساء دعائم هذا السلام يخالف سلوك ما يدعو له وها هي قواته تواصل قصفها لتحصد ارواح المدنيين الأبرياء في سنار والخرطوم وغيرها غير مبالية بأي آثار يمكن أن تنجم من الراعين للسلام، بل لم يفتح الله عليهم بصوت إدانة وإستنكار لتلك الأفعال الشنيعة…
إن المواقف الثابتة والوقوف عليها هي التي تجبر الأعداء للإنصياع لك والتزلف لكسب ودك وهو الذي يجر عليك الإحترام والتقدير من قبل الأعداء قبل الأصدقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى