رأي

خالد محمد الباقر يكتب : على نار هادئة… هل أصبحت الصحافة سلعة في سوق الأزمات؟

رأي: خطوة برس

تعتبر الصحافة من الركائز الأساسية للمجتمعات ، حيث تلعب دوراً حيوياً في توعية الجمهور ونقل الحقائق. ومع ذلك، فإن الأزمات التي يواجهها السودان من جراء الحرب التي تدور بين عناصر الدعم السريع المتمردة علي الحكومة وجيشنا القومي، قد أثرت بشكل ملحوظ على مجال الصحافة ، مما أدى إلى تدهور القيم الصحفية التي تعود عليها المجتمع .
لقد أصبحت كلمة الصحافة اليوم تحمل دلالات جديدة، حيث يبدو أن الأسعار تتحكم بها وازدادت الحاجة إلى الدعم المالي ، وهو ما قد يؤثر على نزاهة الإعلام وجودته بشكل خطير .
الصحافة ليست مجرد وسائل لنقل الأخبار، بل هي صوت المجتمع ومرآة لواقعه . يقوم الإعلام بدور حيوي في بناء مجتمع واعٍ من خلال تقديم معلومات دقيقة وموضوعية وتشريح وتحليل للمشهد السياسي .
في الأوقات العادية، يتمتع الصحفيون بالاستقلالية الكافية للقيام بمسؤولياتهم، لكن في أوقات الأزمات، غالباً ما تتغير المعايير .
يصبح من الصعب الحفاظ على النزاهة والموضوعية في أوقات تتصادم فيها المصالح الخاصة مع المصلحة العامة .
تتأثر القيم الصحفية بشكل كبير بفعل الأزمات ، حيث يتعرض الصحفيون لضغوط بسبب المعيشة وسترة الحال . فقد يُتطلب عليهم إما بيع المشهد أو التركيز على قصص معينة تفيد جهات محددة . هذا التحول في التعامل مع المعلومات يجعل الصحافة، التي كان من المفترض أن تكون مصدراً موثوقاً، تتحول إلى مجرد سلعة في سوق الأزمات . ومع كل ذلك، يبقى السؤال ؟
كيف يمكن استعادة الأمانة والنزاهة في هذا القطاع الحيوي؟
تعاني الصحافة اليوم من أزمة مالية خانقة . فالعديد من الصحفيين والإعلاميين لا يتلقون مرتبات كافية أو حتى أي استحقاقات ، مما يضطرهم لقبول أي عرض مالي بغض النظر عن جودة المحتوى . تزداد حدة هذه الأزمة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، مما يخلق ضغطاً إضافياً على الصحفيين للإذعان .
في النهاية، تؤدي هذه الضغوط إلى تدهور جودة المحتوى المقدم للجمهور، وهو ما ينعكس سلباً على الإعلام ككل .
في سياق الأحداث الحالية ، يجب على الصحفيين إدراك الاؤليات الوطنية والواجب الاخلاقي .
العمل الإعلامي لا يجب أن يكون مجرد نقل للخبر، بل يجب أن يتضمن موقفاً يعبر عن قيم الوطن .
وعدم القومية و الوطنية، مثل القوات المسلحة التي ترمز إلى وحدة البلاد، وتخوض حربآ مع كيان متمرد خارج علي سيادة الدولة منتهك مغتصب يجب هزيمته بالسلاح والقلم .
حيث الصحافة تحتل مكانة هامة في تشكيل المحتوى الإعلامي. إذا لم يكن هناك توافق بين الإعلام والمصالح الوطنية، فإن نتائج ذلك ستكون سلبية على المجتمع ككل .
يعيش الصحفيون في ظروف قاسية، حيث عدم الاستقرار المالي يؤثر على كل جوانب حياتهم .
إن الأمور الأساسية مثل المأكل والمسكن تصبح تحدياً كبيراً . بالكاد يستطيع الصحفيون تلبية احتياجاتهم اليومية، مما يُنعكس سلباً على قدرتهم على تقديم محتوى ذو جودة عالية. اليوم، يجب أن تكون المنابر الإعلامية أكثر وعياً بواقعهم وأن تقدم دعماً فعالاً للصحفيين لتعزيز قدرتهم على التأثير في المجتمع.
لإعادة الأمانة إلى الإعلام، يجب تعزيز القيم الصحفية الجيدة وزيادة الدعم للصحفيين والإعلاميين. يتطلب الأمر تعاوناً بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع، بما في ذلك توفير التدريب والموارد اللازمة.
يجب أن نقدم لوسائل الإعلام بيئة مستقلة لتعمل فيها ، بعيداً عن الضغوط المالية والعوامل الخارجية . فقط من خلال ذلك يمكن للصحافة أن تعود لدورها الحقيقي كمراقب للاحداث ومؤثر على المجتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى