رأي

قبيلة عموم الجوامعة بالسودان … نقطة وسطر جديد

بقلم : الزين كندوة

بدون أدني شك بأن حرب (١٥ أبريل للعام ٢٠٢٣) ألحقت أضرارا كثيرة وكبيرة علي جميع قبائل السودان ، ولكن الأضرار التي وقعت علي قبيلة عموم الجوامعة بالذات بشرق كردفان كانت أكبر وأفظع وممنهجة ومدروسة جدا من أجل( تركيع) وإرهاب هؤلاء القوم الذين لا يعرفون (حمل) شئ سوي (حمل ) ( السبحة والسوط لتدريس طلاب القرأن وعلومه وعلم الحديث ، وولم يتعودوا حمل شئ سوي (الأربيق ) لإدامة الطهارة لرفع الآذان لأداء الفرض والمسنون والإقامة ) ولأن هؤلاء القوم خلقهم القرأن وذكرهم القرأن ، وسلوكهم السنة النبوية يدركون تماما بأن قتل النفوس حرام ،وهتق عروض الناس حرام ، والسرقة أيضا حراااام، ولجملة هذه الأخلاق السمحة ، ونهجهم في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف ، ( إستقبالهم لنازحي ابوكرشولا خير دليل) وبالرغم من كل ماذكر من (سماحة) ، إلا إننا نجدهم لقد وقعوا ضحية لهذا العدوان الممنهج من مليشيا قوات الدعم السريع. إذ تم تهجيرهم وحرق قراهم ونهب محاصيلهم وثروتهم الحيوانية ، وكل مدخراتهم من ما كانوا ضيوف عندهم بكل أسف ، وأظن هناك ( غبينة) (مبيتة وقديمة) من قائد المليشيا نفسه محمد حمدان دقلو ، عندما كان نائبا لرئيس مجلس السيادة علي قبيلة الجوامعة _ عندما رفض ناظرها الدكتور هارون الطيب هارون مبايعته واللهث خلفه ، ورفض إستلام كل الإغراءات ، التي كان يسيل لها وقتذاك لعاب كل الإدارات الاهلية وبعض الأحزاب السياسية سوي كان بكردفان الكبري ، او كل ولايات السودان من أموال وسيارات وغيرها من حظوظ نفس ، وأظن إستعصام السيد الناظر جعل مليشيا الدعم السريع المتمردة تستهدف قبيلة الجوامعة بعنف زائد حتي يأتوا ( صاغرين ) ليساهموا ويشاركوا ( رغم أنفهم ) في تغيير المشهد السياسي السوداني لصالح المليشيا ، وحلفائها علي المستوي المحلي والإقليمي الدولي. ( حسب المعلومات المؤكدة المتوفرة لنا ).

# ( طبعا قصة الإغراءات بالعربات والاموال وتنفيذ مشاريع التنمية بشرق كردفان عبر الدعم السريع في نهاية العام (٢٠٢٢ ) انا شخصيا (كاتب المقال ) كنت شاهدا عليها ، والناظر هارون رفضها جملة وتفصيلا . بل قال بالحرف الواحد لبعض النظار : إني أرفض إي تواصل مع حميدتي ، ولا أرهن مستقبل قبيلة الجوامعة لقائد مليشيا وإن كان هو الآن في مجلس السيادة ، وأرفض إي عربة من حميدتي مهما تكون قيمتها ،وإذا وجدتها في منزل الناظر بالرهد ابودكنة ساحرقها أمامكم بهذا الزناد لأن قيمتها عندي لم تتجاوز قيمة ( السيجارة الضارة بالصحة )، واذهبوا وقولوا له هذا الحديث ..

هذه شهادة عصرية لله ولرسوله وللمؤمنين / ليعلمها الجميع ، وتوثيقا للتاريخ مهما حدث من مستجدات وافعال …
لاحقا يجب ان يقف عندها المجلس الإستشاري للنظارة والاجسام المدنية والشبابية الأخري بالقبيلة ).

_ عموما الإنتهاكات الفظيعة التي حدثت لسكان قبائل دار عموم الجوامعة من المؤكد إنها مقصودة لذاتها ، لإبعاد السكان نهائيا عن أوطانهم وارضهم .

_ وبالتأكيد جملة هذه التحديات والتداعيات فرضت علي الفاعلين في قبيلة عموم الجوامعة أن يدركوا بأن هذا المخطط الإستراتيجي لتفكيك البلد ومجتمعاتها (أسرة أسرة) ، لذلك قرروا وحزموا امتعهتم وتوجهوا شرقا للعاصمة الإدارية للسودان ، لمقابلة راس الدولة السودانية ، والجهات الأخري ذات الصلة بغية كف العدوان عنهم والحديث بوضوح عن ( الإهمال الذي أصاب المنطقة ) ( شرق كردفان)، لأن حق الدفاع و الموت في سبيل حماية الأرض والانفس والعروض واجب وطني ، والتخلي عن هذا الواجب ( بطلان وموت قلب وضمير ودثر للتاريخ ) وبالطبع نحن ليس بدعاة حروب ، بل الآن الآن الآن ندعو للسلم المجتمعي ، والحوار الجاد بين كل المكونات الكردفانية برغم المرارات ، توطئة للحوار المجتمعي بين كل المكونات السودانية عموما ، لإيقاف هذه الحرب اللعينة والعبثية التي لا يمكن ان تقف إلا ( بالحوار السوداني السوداني _ المصالحة الوطنية الشاملة ) ولكن إذا من تدعوه للخير يفعل بك كل صنوف الشر والعذاب فماذا انت فاعل؟؟؟ أكيد الإجابة معلومة بالضرورة للجميع .

_ علي إية حال لقد نادي المنادي في اذن ابناء عموم الجوامعة بالسودان وخارجه وقال( حي علي الجهاد) وطبعا الجهاد ليس بالضرورة بأن يكون بالسلاح الناري وقتل العدو الظالم لوحده ، بل الجهاد الحقيقي الذي أقصده ، يجب ان يبدأ بترتيب الصفوف الأمامية لكل شابات وشباب عموم الجوامعة ، وبناء بيت الجوامعة الكبير من الداخل لتماسك اللحمة الجامعية ، وتقديم النقد الذاتي للتاريخ الإجتماعي ، ونقد موضوعي للتجربة المريرة في تباعد الصفوف التي بسببها أصبحنا ( لقمة شهية وطازجة لكل من يريد أن يفتك بنا أفرادا وجماعات ) وهنا أحمل المسؤولية التاريخية في ضعفنا لكل من كان بإستطاعته أن يضع لنا رؤية إستراتيجية لتوحدنا وفشل في ذلك، فعليه أن يبتعد عن المشهد فورا وطوعا ، أو يكون فاعلا ويتقدم الصفوف ويتحمل مسؤوليته التاريخية الكاملة إتجاه القبيلة ، وأضاعف من (اللوم) علي أبناء جلدتنا الذين كانوا يتعبون للنظام البائد ( نظام الإنقاذ ) لأنهم لم يساهموا في تأسيس رؤية لبناء جسم مدني إقتصادي إجتماعي أمني صلب وفولازي يستطيع المصادمة في وقت ( الحوبات) بل كانوا يعملون ضد بعضهم ، وضد كل من يختلف معهم في الرأى السياسي ، الي أن حلت بنا الحرب فوجدنا أنفسنا في قمة الشتات والبيات الشتوي ..

_ عموما الآن لا وقت لتقديم اللوم بقدر ما إننا نريد وضع الأصبع في مكان الألم الحقيقي وتوفير العلاج المناسب ، وأعتقد لقد حان الآن الوقت لترتيب الصفوف ، وفي كل الإتجاهات ، لأن الإحتلال من مليشيا قوات الدعم السريع يوميا يتوسع في شرق كردفان ، فإذا هذا الواقع المزري لم يوحدنا من أقصي اليمين الي اقصي اليسار ، فلا ننتظر لنا وحدة أبدا الي يوم الدين ، وسنحكم بالإعدام علي كل الأجيال ظلما .

_ لذلك في تقديري إن ما قام به الأخوة في المكتب التنفيذي لإتحاد عموم الجوامعة بشمال كردفان ، ومن معهم من عمد ببعض العموديات ، من مقابلات ولقاءات للجهات الرسمية ، وابناء عموم الجوامعة ببورتسودان سيعيد لنا فرضا الطائرة الي ( المدرج الرئيسي لتقلع من جديد ) لمواجهة كل التحديات الأمنية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية التي تحيط بنا، لذلك إني أعتقد بأن قبيلة عموم الجوامعة بدأت عمليا في تأسيس مستقبل جديد ،وزاهر بوضع نقطة وسطر جديد في جدران التأريخ ..

ودمتم ،،،
الاثنين الموافق( ١٦ سبتمبر للعام ٢٠٢٤)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى