رأي

خالــــد محمـد الباقــر يكتب : على نـــار هادئـــــــة …الفاشر ، دعوة للمحاسبة الدولية واليقظة الوطنية

رأي: خطوة برس

⭕ تتداعى الكلمات خجلى أمام هول المشاهد، وتتعثر الأبجدية وهي تحاول رسم ملامح مجزرة الفاشر، التي لم تكن مجرد اشتباك عابر، بل كانت تذكرة دامية بمدى الانحدار الأخلاقي الذي يمكن أن تبلغه آلة التمرد. إن ما حدث على أرض الفاشر الطاهرة، من انتهاك صارخ لحرمة الحياة والمقدسات، يتجاوز حدود “الأحداث المؤسفة” ليرتقي إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم.
⭕ لقد تجاوزت أيدي قوات التمرد (الجنجويد) كل الخطوط الحمراء، فكانت المستشفى السعودي شاهدًا صامتًا على ذروة التنكيل، حيث تحولت أروقة الشفاء إلى مسرح للقتل والتخويف. لم تكتفِ هذه القوات بزهق الأرواح البريئة، بل امتد إثمها ليشمل انتهاك حرمة النساء، والترويع الممنهج للأطفال، ونصب المشانق المعنوية والمادية لزرع الرعب في نفوس المدنيين العزل. إن هذا السجل الأسود من التقتيل والتنكيل ليس مجرد خرق للقانون الوطني، بل هو طعنة في خاصرة الضمير الإنساني العالمي.
وعليه، فإن العدالة تصرخ بصوت مدوٍّ ، يجب أن يدفع الجنجويد ثمن إثمهم كاملاً غير منقوص. لا يمكن لـ “ضرورات الحرب” أن تكون ستارًا لجرائم حرب موثقة ومؤلمة. إن هذه الفظائع تُحتِّم أن تكون المحاسبة حتمية وعاجلة، وأن يوضع مرتكبوها تحت طائلة القانون الدولي لضمان عدم الإفلات من العقاب.
إن المسؤولية التاريخية تقع الآن على عاتق الحكومة وقياداتها السياسية. لا مجال للتردد أو التأجيل؛ يجب الدفع الفوري والمهني بملف مجزرة الفاشر إلى أروقة الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. إن الهدف ليس مجرد “الإدانة” الشكلية، بل فضح هذه الأفعال على الملأ أمام المجتمع الدولي، ووضع مرتكبيها تحت المجهر القانوني الذي لا يرحم. يجب أن يتحول صوت الضحايا من همس داخلي إلى إدانة عالمية صريحة تضمن العدالة. إنها معركة قانونية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية.
⭕ يجب على كل مواطن أن يعي بعمق أن الفاشر ليست نقطة النهاية، بل هي بداية مسار وعي جديد. إنها جرس إنذار يدعو إلى رفع درجات اليقظة والوعي الوطني، وإدراك حجم المؤامرة التي تستهدف كيان الدولة والمجتمع. إننا بحاجة إلى الاصطفاف التام. فـالدعم المطلق لـ القوات المسلحة بكامل تكويناتها ومكوناتها، ليس خيارًا، بل هو واجب وطني مقدس لحماية الأرض والعرض وصيانة شرف الوطن. فبالوعي والدعم والاصطفاف خلف المؤسسة العسكرية، يمكننا أن نضمن أن تكون تضحيات الفاشر هي المنعطف الحاسم نحو النصر والعدالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى