رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات… زفة مولد…في دار الإعلام

رأي: خطوة برس

درجت الادارة العامة للثقافة والاعلام والاتصالات بشندي الاحتفال سنويا بمولد نور الهدى صلى الله عليه وسلم،وهو إحتفال فيه تجديد للعهد والتزام بماحملت الرسالة المحمدية من منهج قويم لا يضل من يسلكه ولا يعمى من أبصر محاسنه ولايصم من صغى الى معانيه ،ولايشقى من تنعم في هداه.
يجى احتفال إدارة الإعلام بهذه المناسبة العظيمة التي يحتفل بها اهل السودان قاطبة في انماط واشكال مختلفة ولكن كلها تلتقي في (حب) سيد البشرية وخير البرية و الذرية ،مكمل الأوصاف وجامع الكلم ونور الكون وهداه.
والادارة العامة للثقافة والاعلام بشندي لاتنفك من حالة الجذب( الصوفي) التي تتملك كل اهل السودان ولاتظهر هذه الحالة فقط عند مدير الادارة بكري الأزرق، ومعاونيه ولكن تظهر بشكل كبير عند ضيوفه الذين يمثلون قيادات المؤسسات وقاعدتها من رجال ونساء فترى الجمع وقد تنزلت من مقلتيهم الدمع حبا وشوقا في شفيع الأمة والمنظر ذاته متكرر في مشاهد الاحتفال المتعددة بالمولد النبوي الشريف.
وياخذ إحتفال هذا العام شكلا مبسطا في مظهر الخارجي وشكلا أعمق في عمق معانيها التي تجلت في الحضور الكبير والنوعي في إشارة الى عظمه المناسبة وتقديرا لصاحبها الذي تتجاذبه النزعات الصوفيه وتراه يدندن حين خلوة من الناس بالمدح المحبب، وعلى وجهه يقين بان الأمر كله بيد الله ،فلاتحزن ولاتغضب ولا تستعجل النتائج ولا تتلهف الى ماهو بعيد او قريب فإن كان كائن فهو كائن لا محالة ،وهذه النزعة الصوفية التي تظهر عند (الشيخ) بكري كما يرددها دوما الدكتور ناصر محمد عثمان وكيل جامعة شندي ،فهي إمتداد لحالة جذب (وراثية )ممتدة في عائلة ( الأزرق) من آلاف السنين وإن كان تعاقب الاجيال في الأسرة وطويل المسير قد اصاب حالة الجذب الصوفي هذه بنوع من الضعف والوهن إلا من تلك الحالات التي (تعتري) الأزرق الأبن أو الحفيد في غير مواسم الاحتفال الدينية بهذه المناسبة،ويزداد ايقاعها كلما جاء ربيع الاول فتجد حالة الجذب الصوفي قد ارتقت الى المركز( الأول) لاتنافسها رياضة ولا ثقافة ولاقضايا الإعلام التي عنده لا تتحول.
وان كان من شيء يميز هذه الادارة عن مثيلاتها هي انها تضع للاحتفالات والمناسبات الدينية ان كانت في رمضان أو المولد أو ليلة الاسراء والمعراج أو عيدي الفطر والأضحى تقديرا خاصة وتكون من ضمن برامجها الرسمية وتقاريرها التي ترفع للجهات العليا في كل مستوياتها وهي بهذا العمل تفوقت على كثير من نظيراتها حتى التي هي اقرب منها الى هذه المناسبات الدينية بحكم مسؤولياتها المباشرة ،فهذه نقطة تحسب للادارة رسميا ، وتحسب لها نقاطا كثيرا شعبيا.
فإن الاحتفال الذي تزينت به إدارة الإعلام كان بسيطا في مظهره، عميقا في جوهره، وهذا ملمح من ملامح الصوفية وهي البساطة والزهد والبعد عن الترف ،وكانت ضيافته تعبيرا عن الحديث الشريف ، حسب ابن آدم( لقيمات) يقمن صلبه.
وفي مرات الأسودين الماء التمر.
وهكذا في عام نلتقي في رحاب المصطفى نجدد العهد والالتزام بما جاء به يوميا وتكون سيرته حاضرة بين (الناس) تذكر بعظمة هذه الرسالة ومن حملها الى( الناس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى