رأي

بابكر عبدالله محمد يكتب : ( الكتب القديمة حاوية الحقيقة ) ” 4 من 5 “

(( Old Books Literature Container of the Truth ))
الحلقة الرابعة . ( تاريخ انضمام السودان للمهاتفة واللغة العربية وقيام الممالك و الدولة ) الأرباح والخسائر
نواصل فبما يخطه القلم مما يجيش به العقل والقلب والوجدان ، وبعيدا عن اطروحات الالسنة وتبايناتها واختلافاتها المتعددة . نتناول الحلقة الرابعة من باب المهاتفة اللغوية وهي لغة القرآن الكريم في أرض السودان …والتي تعلمها الشعب السوداني لتاسيس اول الدول والممالك الاسلامية بعد تمدد اللغة العربية وانتشار خلاوي تحفيظ القران الكريم وبزوغ فجر الاسلام في السودان . حيث دخل الإسلام إلى السودان على أنقاض ممالك مسيحية منقسمة وغير حقيقية وواقعية ولكنها كانت ممالك افتراضية ولم تستطع توحيد نفسها . و لانها كانت عبارة عن خيالات متوهمة خطط لها او هي من نسج خيالات المستعمر و لم تكون موجودة اصلا بل كانت مصنوعة صناعة عن طريق الرحالة والمبشرين وارسالياتهم والمكتشفين لمجاهل السودان . ودليلي المادي في ذلك النظر في الاثار القديمة عبر تاريخ السودان القديم المعاصر …والفرضية الاولي …وهي فرضية في تساؤل . مشروع اسسته علي الشك وهو احد أدوات البحث عن الحقيقة …هل توجد اثار لكنائس قديمة او حتي معابد يهودية في السودان علي مر العصور ؟ …الإجابة لا تحتمل نعم / لا ولكنها تتطلب ادلة مادية علي ذلك أين الاثار الدالة علي ذلك .؟ وعكس الفرضية اين هي قديما او خلال العصر الحديث الحالي ؟ . والفرضية الثانية اوالدليل المادي القوي الاخر ان معظم الكنائس الموجودة في السودان بنيت اثناء فترة استعمار السودان فقط ليس الا وخلال فترة التبشير بالمسيحية مع فترة الاستعمار الاولي والثانية ..وعلي اثر نشاط الممالك المسيحية في القرن الافريقي او عن طريق الاقباط المصريين الذين دخلوا السودان خلال الحكم التركي المصري ..لقد تم تضخيم الفرية العظيمة وهو قيام ممالك متوهمة وغير حقيقية في السودان ..والواقع ان الاراضي السودانية تعاني من مشكلة قلة السكان . وذلك استنادا الي نظرية الخلو والذي خرج بها من من حققوا رحلة محمد علي باشا للسودان في عام 1838م بحثا عن الرجال والذهب .إن بلاد السودان ذات اراضي شاسعة وفيها الرجال والذهب . وهذه بديهة دعت محمد.علي باشا لرحلة السودان. وان بلاد.السودان تتميز بارتفاع كبير في درجات الحرارة طيلة العام ولذلك قطنها عناصر ذات بنية جسمانية قوية ومن اصول عربية وزنجية ومن قبائل البجا والهدندوة وقبائل المحس والجعليين والدناقلة والشايقية وقبائل شرق السودان ذات الامتدادات القربية لدول القرن الافريقي .كما سكنها السكان المحليين من الانقسنا والفونج والنوبة في مناطق جبال النوبة وقبائل دارفور المتباينة عربا وزنوج . ولقد دحض نظرية وفرية الخلو هذه الباحث الاستاذ / ابراهيم احمد حسن في تحقيق رحلة محمد علي باشا والموثق في كتاب صدر من دار النشر جامعة الخرطوم 1973م .وكل هذا النسيج من السكان المحليين والذين جبلوا علي مقاومة ظروف الطبيعة القاسية وسكن اغلب الناس فيها في أحواض ومصب ومجاري الأودية و الانهار .فرضية قوية ثالثة تعزز من الفرضية الاولي والثانية سالفة الذكر وهي فرضية من كتب تاريخ السودان القديم والمعاصر .؟ ..والذي يقودنا الي الذهاب بعيدا لبعث مبدا الشك الذي يقود للحقيقة وقد تجدون الاجابة علي هذه الفرضية في الفترة الثالثة من هذا المنشور والذي عرفناه من خلال كتابة وصناعة تاريخ السودان ..في هذا المنشور .
كما أن الدعوة المسيحية لم تجد القبول وسط السكان المحليين من السودانيين بمثل ما وجدها دين الإسلام الجديد ..وتمهيدا لما حدث بعد قيام الممالك والدول الاسلامية وآخرها ( الدولة المهدية ) ارجو ان اشير الي أربعة فترات هامة في تاريخ السودان المعاصر والتي ادت الي ما الت اليه الامور من حرب 15 ابريل 2023م والتي جري التخطيط لها وبدون توقف وباستمرار و طوال قرن من الزمان . وهي علي النحو الاتي :
الفترة الاولي / مرحلة إعادة استعمار السودان
Stage of Recolonization of Sudan
أظهرت هذه المرحلة والفترة الهامة في تاريخ السودان بعد انهيار الممالك المسيحية المتوهمة في علوة والمقرة ودنقلا .تلك الممالك الافتراضية .والتي قصد بها التخطيط لتفتيت الدولة مع بروز وظهور ممالك وطنية في دارفور وابرزها مملكة الفور والتي تمثلت في عدد من الممالك المتفرقة في دارفور مثل ممالك الزغاوة والبرتي والداجو والبرقد.. ثم انتشرت
ممالك متفرقة في انحاء السودان مثل دولة المسبعات(1559-1821م) ودولة تقلي(1570-1927م) ودولة الفور(1640-1874،1898-1916م) ومملكة المساليت في الجنينة . إلا أن دولة الفونج (1563/1610) وملكها عمارة دنقس تعتبر أكبر هذه الممالك وأكثرها منعة وتأثيرًا على مجريات السياسة الاقليمية حيث بسطت سلطتها على عدد من المشيخات السودانية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووسطا . وفي وسط السودان نشات مملكة العبدلاب والتي انتقلت عاصمتها الي سنار في العام 1563م (1563/1504) وكان ذلك موافقا للعام 935 للهجرة.بداية تكوين مملكة العبدلاب ونصب ملكا لها عبدالله جماع اتخذت قري عاصمة لها ثم انتقلت الي الحلفايا والتي انتقلت عاصمتها خلال القرن السادسة عشر الي سنار بقيادة ملكها ( عمارة دنقس) وكانت قد أرسلت طلاب العلم الي الأزهر الشريف وانشات تكايا لطلاب العلم الشرعي واللغة العربية عرفت برواق السنارية في الأزهر الشريف . ونتيجة لهذه التغيرات الكبري .وحتي قيام الدولة المهدية ونجاحها في طرد المستعمر البريطاني المصري في عام 1885 م واستمرت المهدية بكل سلبياتها وايجابياتها كونها حكم وطني حكم السودان حتي اعادة استعماره من جديد في عام 1899م …حيث اعاد البريطانيون استعمار السودان من جديد . للفترة من 1899 الي 1956م ..
الفترة الثانية / مرحلة ما قبل انشاء وتاسيس السودان الجديد .
٢/ Stage of Pre_ Establishing of New Sudan
اعقبت الفترة الاولي تخطيط دقيق للغاية بالاستفادة من دروس الماضي والذي تمثل في تحديد الادوات وادوات التنفيذ من أبناء الوطن انفسهم والاسس والمنهجيات لاعادة بناء وتأسيس دولة موالية للغرب علي نسق دول التاج البريطاني او ما يعرف بدول الكومنولث البريطاني.
والتي بنيت علي السودان بشكل مختلف كثيرا وذلك للأسباب التالية :
ا/ صلابة الشعب السوداني في مواجهة المستعمر خاصة خلال حكم الدولة المهدية في السودان ومقتل عدد من جنود الحكم التركي المصري والذي تمثل في الوفد المرسل الي مملكة الفور وقام السلطان محمد بن الفضل بن السلطان عبدالرحمن الرشيد قام بقتل جميع افراد.الوفد.
٢/ مقتل اسماعيل باشا والذي قُتل حرقًا في تدبير محكم أعده له الملك نمر ملك شندي عام 1822، ردًا على إهانة وجهها له إسماعيل توبيخًا له على مهاجمة أهالي شندي لقوافل الرقيق المتجهة لمصر..
٣/ مقتل غردون باشا الحاكم العام علي السودان عند فتح وتحرير الخرطوم علي يد جيوش الثورة المهدية المحررة للخرطوم في عام 1885م حيث قتل غردون وتم قطع راسه .
٤/ مقتل السير لى ستاك فى مصر.. وهي حادثة ونقطة فارغة في مقاومة المستعمر وكان يشغل سردار وقائد الجيش الانجليزي في مصر وحاكم السودان .وتم قتله في القاهرة في عام 1924م .وحادث مقتله هز وزلزل اركان الإمبراطورية البريطانية و له دلالات كثيرة فهو ليس حدثا عابرا …ولم ينل قدر من التحليل المناسب له في تاريخ السودان المعاصر بالكم والكيف الذي ازعج واخاف وزلزل الإمبراطورية البريطانية بكاملها …وبتكتم شديد صاحب مقتله والذي صاغت به المخابرات البريطانية موقفها من الحادث ومن السودان . وعلاقته بسير الأحداث التي صاحبت ثورة اللواء الابيض في السودان في نفس السنة 1924م .
٥/ حادث مقتل السيرلي ستاك في القاهرة . برز الملازم عبد الفضيل الماظ ضابط في الجيش السوداني و هو من الشخصيات التاريخية البارزة في السودان الحديث لدوره في جمعية اللواء الأبيض و التي تاسست لمناهضة و مقاومة الإدارة الاستعمارية البريطانية للسودان .والمثير للانتباه ان الشواهد تتكرر فالشهيد الماظ الذي قتله المستعمر البريطاني استشهد وهو يقاوم المستعمر الانجليزي و ممسكا بمدفعه بعد ان نفدت ذخيرته ..ليظهر حفيده السيد / ابراهيم الماظ دينق وهو يشغل مستشار رئيس حركة العدل والمساواة للشؤن الاجتماعية والاهلية.وبرتبة الفريق في قوات حركة العدل والمساواة . وهو الان يقاتل الي جانب الجيش السودان كقائد من ضمن القوات المشتركة التي تقاتل في معركة الكرامة الدائرة الان .
ولهذه الاسباب وغيرها الكثير من الحوادث المتكررة والطرق التي اتخذها قادات وزعماء القبائل والعشائر لمحاربة المستعمر ..لم تفكر انجلترا في ضم السودان الي دول التاج البريطاني حيث شكل لها مقتل غردون اهانة كبري وذلة ظلت عالقة في اذهان الانجليز الي يومنا هذا… كما ظلت علامة فارقة بالنسبة لمقاومة المستعمر ومصدر فخر حتي لشعوب اخري كانت مستعمرة بواسطة انجلترا مثل الصين والهند حيث عمل غردون حاكما عليها في فترات سابقة قبل انتدابه للعمل حاكما علي السودان ..
الفترة الثالثة / مرحلة التخطيط الفكري وصناعة كتابة التاريخ.
Stage of Ideological Planning and Industry of Writing the History of Sudan.
تمثل هذه الخطوة الاساس للسيطرة الكلية علي السودان من خلال
التدخلات الناعمة للترويض المستمر وادخاله الي حظيرة الطاعة المستمرة ..ولذلك وعقب استقلاله في عام 1956م ..بسنوات عديدة جرت عملية تحضير بريطانية لتشويه التاريخ و رسمت المشهد بصورة دقيقة لما نشهده اليوم من حرب مدمرة تستهدف تفتيت السودان وتقسيمه الي دويلات صغيرة وضعيفة وبلا جيوش تحميها ..و بعد ان تناولنا حقائق حول تزوير الكتب القديمة المقدسة …نتناول أيضا جانبا مهما من تاريخ السودان والذي كتب كله او جله بواسطة اجانب لا ينتمون للوطن العزيز وابرزهم / نعوم بن بشارة نقولا شقير …والمعروف باوساط المثقفين والمتعلمين باسم نعوم شقير .واسم نعوم يشير الي حزب نعوم وهو بالعبرية( لازوز ) وهو حزب يهودي ارثودكسي يميني متطرف.ونعوم يطلق علي حزب قام بتكوينه احد الحاخامات المتطرفين اليهود. في عام 2019م .
ثم مضي يهودي اخر حكم السودان وهو ضابط استخبارات يهودي نمساوي بريطاني حكم السودان لفترة من الزمن وما قبل الدولة المهدية وهو النمساوي اليهودي رودلف انتون كارل فور سلاطين …والمعروف بسلاطين باشا والذي اشتهر بكتابه المعروف ( السيف والنار ) …اضافة الي ذلك هناك كتاب هام تم فيه سرد لتاريخ أجزاء واحداث كثيرة وكبيرة وهامة في تاريخ السودان الحديث .وهو الكتاب المعروف بحرب النهر ( River War ) لمؤلفه / ونستون تشرشل والذي غطي تاريخ السودان للفترة من 1899 وحتي 1956م وكان مطبوعا في مجلدين ضخمين بلغت عدد صفحاته اكثر من ( ١٠٠٠ ) الف صفحة . ولكنه اختزل واختصر في كتيب صغير وتم اخفاء الإصدار الأول للكتاب واختفت من النسخة الأصلية العديد من الحقائق المغيبة عن الشعب السوداني في تاريخه المعاصر . اما بقية المصادر التي كتب بها تاريخ السودان اغلبها من كتابات الرحالة او المبشرين او علماء الاستشراق . وبمثل ما تم تزوير الكتب القديمة المقدسة تم تزوير تاريخ السودان بنفس الكيفية بل بطريقة ابشع وفيها اذدراء واضح للشعب السوداني ولا توجد امة تم تزوير وتحريف تاريخها بمثل هذا الشكل الطريقة المريبة في العالم اجمع .واذا نظرنا الي تاريخ السودان ومنذ مؤتمر الخريجين فقد انقسم الجيل الأول من المتعلمين والخريجين من كلية غردون فيما بينهم من اول وهلة …
ونتوقف هنا لنروي باقي المنشور في الحلقة الأخيرة او خاتمة المنشور والذي يمثل المرحلة الرابعة من تاريخ السودان والتي أطلقت عليها …الصراع الداخلي والخارجي مابين القومية في السودان وقوي الارتزاق المساندة للامبريالية العالمية .والتي يمكننا ان نسميها ونعرفها في هذا المنشور و نعرفها بالإنجليزية ونطلق عليها .:
الفترة الرابعة / وهي مرحلة الصراع الداخلي والخارجي مابين القومية الوطنية والامبريالية العالمية .
The Inner
and Outer Struggle Between Nationalism and
International Imperialism in Sudan.
والتي تمثل صراع ,الهوية والقومية للسودان والتي أصبحت احد عوامل الصراع المستمر مابين القوي الوطنية الصادقة والقوي التي تتماهي مع الامبريالية العالمية ..
والي اللقاء في المنشور القادم بإذن الله تعالي
بابكر عبدالله محمد.