محفوظ عابدين يكتب: مسارات…المخابرات في السودان ومصر …ما أشبه الليلة بالبارحة
رأي: خطوة برس
اصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا بتعيين اللواء رشاد مديرا عاما للمخابرات وتم تعيين اللواء عباس كامل المدير السابق منسقا للاجهزة الأمنية ومستشارا للرئيس في الشؤون الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل متغيرات تشهدها الساحة الاقليمية.
ومصر عندما تتخذ خطوة مثل هذه فان التحليلات لاتتوقف لان المؤسسية في مصر دائما هي الغالبة في العمل العام.
وجاء هذا التغيير متزامنا بنفس الخطوة في عدد من دول الجوار بتغيير المسؤول الاول عن الامن والمخابرات فيها مثل جنوب السودان وتشاد.
ففي العام 2009 اعفى الرئيس عمر البشير وقتها الفريق أول صلاح قوش من منصبه كمدير عام لجهاز الامن والمخابرات الوطني وحل مكانه الفريق محمد عطا ،وبذات الخطوة التي اتخذتها مصر تجاه المدير السابق عباس كامل ،فقد تم تعيين صلاح قوش مستشارا أمنيا ومنسقا عن الاجهزة عن الأمنية ،وشرع صلاح قوش في تشييد مبنى ضخم بالقرب من مسجد القوات المسلحة بالخرطوم وقريبا جدا من القيادة العامة ليكون مقرا لمستشارية الامن الوطني ،واعتقد صلاح قوش انه سيكون رئيسا لمدير جهاز الامن ومدير عام الشرطة ورئيس الاستخبارات بالقوات المسلحة من خلال منصبه الجديد وستكون مستشاريته بديلا لمجلس الامن الوطني الذي كان يتراسه البشير، ولكن تطورات الاحداث داخل المنظومة الحاكمة والصراع على الحكم والذي انتهى بنهاية النظام الحاكم .فقد تم تخصيص مبنى مستشارية الامن ليكون رئاسة للقوات الدعم السريع التي ارادت ابتلاع الدولة السودانية بالسيطرة على البلاد بتمردها في ابريل قبل الماضى
وتجيء التغييرات التي حدثت في مصر غير بعيدة من تصريحات قائد الدعم السريع الأخيرة التي هاجم فيها مصر واتهمها بقتل جنوده بالطيران في جبل موية بسنار وبعد تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع انبرت ابواق الدعم السريع ترسل التهديدات لمصر بضرب السد العالي تارة وتحريك الخلايا النائمة للدعم السريع التي دخلت مصر بكميات كبيرة بعد الحرب في السودان ،واحداث فوضى في مصر تؤدي الى زوال حكم السيسي.
ولكن مصر تتحسب لكل التهديدات التي تؤثر على أمنها القومي ان كانت من جهة اسرائيل في الشرق أو ليبيا في الغرب أو السودان من جهة الجنوب أو من وراء ذلك مثل التهديدات التي تطلقها الجهات الأثيوبية من حين الى آخر.
وهي بالتالي تضع كل الاحتمالات وتتحسب لكل الظروف.
وقد يجيء هذا التغيير الذي جعل من اللواء عباس كامل منسقا للاجهزة الأمنية ومستشارا أمنيا للرئيس في وضع أفضل لادارة العمليةالامنية في ظل كل التعقيدات التي يشهدها جوار ومحيط مصر.
واللواء عباس كامل يعتبر من المقربين للرئيس السيسي حيث كان مديرا لمكتبه عندما كان السيسي مسؤولا من الاستخبارات في الجيش المصري وحتى عندماتولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي رحمه الله.
وليس بعيدا من هذه الخطوة ان يكون اللواء عباس كامل مسؤولا عن ملفات ذات تآثير على الامن القومي المصري كما كان الحال في عهد الرئيس حسني مبارك عندما كان يقوم اللواء عمر سليمان بذات المهمة وليس مستبعدا ان يتولي اللواء عباس كامل منصب نائب الرئيس المصري كما تولاه اللواء عمر سليمان في عهد مبارك..
وهذه الخطوة هي في صالح اللواء عباس كامل لانها تقربه جدا من مفاصل الحكم في مصر وتتيح له التحرك بحرية أوسع مما كان عليه في السابق على عكس ما ظن البعض ان هذه الخطوة هي تحجيم او هي أبعاد مبطن أو بطريقة دبلوماسية لانه قد يكون قد اخفق في ملف مهم مثل ملف السودان وهذه هو سبب الاطاحة به من هذا المنصب،وهذا إحتمال ضعيف.