رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات…الوالي والمعاش

رأي: خطوة برس

جاء في الاسافير ان هنالك خمس ولاة سيطالهم التغيير وصاحب هذا الخبر الاسباب التي سيعفى بموجبها هؤلاء الولاة الخمسة ، الاول لظروفه الصحية والثاني لضعف الاداء ،والثالث بسبب مشكلة حدثت بين مكونين في ولايته وفشل في معالجتها واما رابع الولاة لم تذكر علته وأما الخامس وهو موضع حديثنا ان سبب اعفائه هو بلوغه السن القانونية للتقاعد عن العمل (المعاش).
وكما هو معروف فإن معظم الولاة الذين اوكلت لهم مهام إدارة الولايات هم في الأصل ضباط اداريين في درجات متقدمة في السلم الوظيفي وجاء هذا التكليف لكي تتجاوز الحكومة الاتحادية حرج التعيين السياسي الذي قد يكون له اثار جانبية في هذا الوقت الحرج من عمر البلاد وبالمثل كان مجلس الوزراء الذي يدير الحكومة بالتكليف ايضا هم في الأصل موظفين مثل اخوانهم الضباط الإداريين كانوا في درجة متقدمة في السلم الوظيفي في وزاراتهم وارتقوا الى كرسي الوزير.
ولكن يبدو ان الحكومة الاتحادية تجاوزت مرحلة الحرج في مسألة تعيين الولاة من الضباط الإداريين واتجهت الى تكليف ولاية من خارج سلك الضباط الإداريين عندما اطاحت بعدد منهم واستبدلتهم بولاة عسكريين كما حدث في ولايات الشرق تحديدا البحر الاحمر ،كسلا، والقضارف وقد تكون الاسباب التي اطاحت بهؤلاء الولاة تختلف من وال الى آخر.
وبتعيين ولاة عسكريين يكون باب التعيين السياسي قد انفتح في البوابة الشرقية وربما تكون البوابة الشمالية هي البوابة الثانية التي قد يطل من خلالها هذا التعيين السياسي.
والذي نشير إليه هنا ان الوالي المرشح للاعفاء بسبب بلوغه السن القانونية للتقاعد عن العمل اي وصل (سن المعاش) قد يجد مناصروه حجة للابقاء عليه في الولاية التي سال من شعرها الذهب.
لان بلوغ السن القانونية للمعاش ليس سببا كافية لإعفائه أو إستبداله بوال آخر لان الولاة الذي تم تعيينهم في كسلا والبحر الاحمر والقضارف كلهم جاءوا من سن المعاش وثلاثتهم يحمل لقب لواء( م) اي معاش.
وحتى التعيينات الأخيرة التي تمت في مجلس الوزراء جاءت بوزير الخارجية د.علي يوسف من المعاش ،وبالتالي فإن هذا الوالي قد تكون حجته دامغة وسوابقه حاضرة ان المعاش ليس سببا كافيا لعزله من منصب الوالي حتى لو استلم خطاب ،تقاعده عن العمل في ديوان الحكم المحلي أو الحكم الاتحادي لكنه يمكن ان يستمر واليا بتعيين سياسي لان التعيين في المناصب الدستورية لايشترط فيه بلوغ السن القانونية وإلا لم يستبدل جراهام عبد القادر من وزارة الثقافة والاعلام بخالد الاعيسر وهو اصغر سنا من جراهام كمايبدو من شكله العام
وهذا الوالي الذي يعيب عليه مناؤه انه يحتفظ بخطاب المعاش في درج مكتبه وظل يمارس عمله واليا دون ان يعير خطاب المعاش اهتماما كبيرا ،قد يكون لهذا الوالي حق لأن خطاب المعاش معني بوظيفته التي تدرج فيها من الدرجة التاسعة الى ان وصل الدرجة الأولى في اعلى مستوياتها.وليس لخطاب المعاش علاقة بمنصبه الدستوري الذي لايبت فيه إلا رئيس مجلس السيادة ان كان بالإبقاء عليه أو بإعفائه، لكن السن القانونية ليست سببا كافيا في اقالته أو إعفائه.
وسيظل هذا الوالي يمارس عمله كالمعتاد الى ان يصدر قرارا من مجلس السيادة باعفائه أو استبداله بأخر ان كان من ضباط المعاش في القوات المسلحة كما كان في البحر الاحمر وكسلا والقضارف أو من ضباط القوات المسلحة الذين هم الخدمة كما هو متوقع في ولايتي نهر النيل والشمالية وقد تكون هذه هي البداية للخطوة التي كان ينتظرها كثير من الناس وإن يتحول ولاة الولايات من الكاكي الاغبش زي الضباط الاداريين الى الكاكي الأخضر زي ضباط القوات المسلحة.

وستبدي لك الأيام ما كنت جاهله ويأتيك بالاخبار من لم تزود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى