رأي

إضراب أطباء مستشفى الأبيض وبنود الحل المفقودة

بقلم : الزين كندوة

إستمرار إضراب أطباء مستشفى الأبيض التعليمي بولاية شمال كردفان في مثل هذه الظروف المعقدة أمنيا، وإقتصاديا ، وإجتماعيا ، لأكثر من أسبوعين جعل دوائر كثيرة جدا تتساءل لماذا يحدث هذا الإضراب في هذه الظروف العصيبة ، ولماذا الحكومة بالولاية لم تتحرك لإحتواءه ؟ ولماذا وزير الصحة الإتحادية لم يتدخل بشكل عاجل وفوري، علما بأن زباراته للولايات الأخري لتقوية النظام الصحي تتم مشاهدتها عبر شاشات تلفزيون السودان ؟
وايضا هناك أسئلة عن دور المجتمع المدني والخيرين ورجال الأعمال بالأبيض ، وتم وصفه بأنه دور غائب تماما بخصوص الإضراب ، علما بأن هناك مبادرات مجتمعية أخري نجحت وساهمت بشكل فاعل في توفير معدات طاقة شمسية لوحدة العناية المكثفة بالمستشفي، وايضا هناك مجهود مقدر من ديوان الزكاة بالولاية في دعم الصحة ( سنتعرض له لاحقا ).

وكذلك هناك أسئلة منطقية عن دور كبار الإخصائيين وبقية زملائهم الأطباء في ضرورة إبراز دورهم الفاعل في معالجة قضايا الإضرابات المتكررة حتي ينفوا عنهم التهم الضمنية عن ( أمانيهم الصامتة) بإغلاق أقسام مستشفى الأبيض.

_ في تقديري كل هذه الأسئلة المطروحة من الشارع العام الكردفاني اظنها مقبولة ، ومن الممكن نلخص منها البنود الآتية للحل ومعالجة إضراب أطباء مستشفى الأبيض وبشكل نهائي:_

١/ أن تقوم حكومة الولاية بزيارة المستشفى فورا ، وتعقد جلسة مجلس وزراء بها في نفس اليوم ، ويسبق ذلك إجتماع موسع بفناء المستشفى ،ويكون كل الأطباء والعاملين بالمستشفي حضورا تعرض فيه المشاكل والإستماع للحلول الممكنة ، وإصدار اول توجيه بتوجيه ( مدير ديوان شؤون الخدمة ) بمراجعة كشوفات العاملين الحقيقين بمستشفى الأبيض( الذين يدامون علي مدار الأسبوع ) وهؤلاء هم الذين يستحقون دفع الحقوق لهم ، على أن يكون صرف بالحضور الشخصي وتقديم إثبات الهوية سواء كان الصرف نقدا أو بتحويل بنكك _ لإيقاف إي فساد مالي وإداري ، وما دفعنا لهذا المقترح لأن القطاع الصحي بالولاية به مشاكل مالية وإدارية ، ويكفينا إثباتا بأن هناك عناصر بالوزارة عندها تجاوزات مالية ، ولم يتم إتخاذ إي إجراءات بشأنها مما يعني ربما تكون هناك جهات نافذة لا تريد تحريك الملف.

٢/ أن يصدر الوالي قرار بتعبية المستشفى له ، وتكون ميزانيتها وحركة المال منفصلة عن وزارة الصحة تماما ، ويحق لمديرها حضور مجلس الوزراء، وتقديم تقريرها أسبوعيا، مع توجيه كل إيراداتها اليومية لها لتغطية المصروفات( مستهلكات العمليات ، إستحقاقات الأطباء _ المعامل _ أخري ).

٣/ أن تقوم وزارة المالية بالولاية بتصفير المديونيات ، وذلك بدفع كل متأخرات العاملين ( الدرجات العمالية ، الموظفين ، كل الأطباء ) حتي نصل ( لزيرو إضراب مستقبلا ).

٤/ مراجعة الهيكل الإداري للمستشفى والدرجات الوظيفية به ، وتقوية الإدارات ، مع إنتهاج منهج توجيه الصرف علي الأولويات الضرورية .

٥/ أن يخاطب والي ولاية شمال كردفان عبدالخالق عبداللطيف وداعة الله السيد وزير الصحة الإتحادي بضرورة تخصيص دعم مالي ضخم لمستشفى الأبيض لمواجهة التحديات ، والظروف الماثلة خصوصا الولاية اصبحت موطن لحمي الضنك والكوليرا ومعظم الوبائيات والأمراض الاخرى .

٦/ أن يساهم الأخصائيين وكبار الأطباء بالأبيض في الحلول الآنية والمستقبلية ، وذلك بإطلاق المبادرات، والإعلان عن صندوق لدعم المستشفى بشكل شهري يسمي ( صندوق الأطباء لدعم مستشفى الأبيض التعليمي) ويكون ذلك في إطار المسؤولية المجتمعية ، لأني اتوقع للأطباء بالابيض اصدقاء وزملاء كثر خارج السودان من المؤكد سيكونوا مفيدين جدا لاسناد مبادرتهم الخلاقة إذا تم إطلاقها .

٧/ أن يقف كل مجتمع كردفان داخل السودان وخارجه على أمر تقويم مستشفى الأبيض التعليمي بتوفير الدعم المالي اللازم لتحسين بيئة والسكن والإعاشة للأطباء والطبيبات بالميسات ، وتوفير وجبة الإفطار لكل العاملين والعاملات بالمستشفى لتكون البيئة جاذبه لهم ، ونوفيهم حقهم الإعتباري لانهم يعملون في ظروف قاسية .

٨/ أن يضغط الأطباء العموميين ونواب الإخصائيين وأطباء الإمتياز على أنفسهم في الحد المعقول ، لأن الإضراب في الأصل ليس في صالحهم لأنهم جميعا في فترات ومراحل تعليمية من أجل تحقيق إمتيازات ودرجات أخري ، وهذه الوضيعة لم يجدوها إلا في حالة أقسام المستشفى الحكومي تكون عاملة بكامل طاقتها ، لذلك وحتي الكل يكسب زمنه الغالي ويأمن مستقبله المعرفي الحلول الوفاقية والواقعية أفضل ..

٩/ تفعيل الإتفاقية مابين التعليم العالي ( جامعة كردفان _ كلية الطب ) ومستشفى الأبيض التعليمي ، لأن القانون يلزم كل كليات الطب إنشأ مستشفيات تعليمية لطلابها ، وفي حالة عدمها يتم التعاقد مع المستشفيات التعليمية الموجودة بالبلد ، لذلك أتوقع بأن تكون هناك مبالغ ضخمة مستحقة لمستشفى الأبيض يجب دفعها فورا من جامعة كردفان …( أين هذه المبالغ ؟؟؟ ) هل سدادها مستمر بشكل منتظم ؟ أم لا ؟ وإذا لم يتم تسديدها ، أو لم تكون موجودة أصلا محتاجين فتوة فنية بخصوصها من جهات الإختصاص .

_ صحيح هناك مجهودات من لجنة الامن للتوصل لبعض المعوقات الامنية في سير العمل بالمستشفى ، ولكن في تقديري اعتقد بان المقترحات التسعة التي لخصناها من الاسئلة إذا تم وضعها موضع النقاش والتحليل بالحذف والإضافة ، ربما تساهم في الحلول الإستراتيجية وتعصمنا مستقبلا من إي إضرابات ، خصوصا هناك مؤشرات تجعل هذه الحلول ممكنة __ مثلا الحكومة بالولاية بإستطاعتها مراجعة سجل العاملين في ظرف( ٢٤ ساعة) وتتعرف علي القوى العاملة الفعلية وإستحقاقاتها ( بالقرش والمليم ) ، وايضا بإستطاعتها فرض قانون مصاحب لصرف إي( مليم ) من الخزنة ، وهنا اقترح أن يتم تشكل لجنة دائمة من ممثلين للجنة الأمن لمراقبة صرف المرتبات والإستحقاقات الأخرى بالمستشفى وحركة العاملين وغيرهم . لأن هناك ظواهر سرقات في الجازولين والأدوية وتغذية الأطفال حسب المعلومات المؤكدة ، وأعتقد الآن حكومة الولاية بإستطاعتها ايضا تصفير المديونيات للعاملين بالمستشفى ، بالإستفادة من توريد مبلغ أكثر من ( ترليون جنيه بالقديم ) ( من مباع الأراضي بالمزاد الأخير ) وأعتقد لا توجد أولوية قصوى للصرف المالي أكثر أهمية من إرجاع مستشفى الأبيض لدائرة الخدمة وبكل اقسامه ، لأن المؤسسات الصحية الخاصة بالأبيض نيران أسعارها لهبت ظهور المرضى وذويهم ، واصبح الكل يشتكي الي الله من توقف مستشفى الأبيض التعليمي عن العمل ، وفي هذا السياق أقترح على السيد الوالي الاستاذ عبدالخالق عبداللطيف ولجنة امنيه وكل الوزراء ان يزوروا قسم الأطفال ليروا بام اعينهم الحال البائيس للعنابر والحضانات وهي تشتكي من موت الأطفال لعدم تواجدهم بداخلها .
_ أعتقد إي تأخير في دفع الأجور في حالة القدرة المالية يعتبر تقصير من الحكومة بالولاية ، وفشل صريح في إدارة المال العام والزمن لا يرحم ابدا .

_ في ظني القاطع اذا تم إجراء حوكمة في القطاع الصحي عموما ، بالتركيز علي صرف الاستحقاقات بمستشفى الأبيض كمرحلة أولي وبمنهج مدروس سيكون سببا للمجتمع بان يبادر فورا بدعم ميسات كل الأطباء ، وتوفر وجبة إفطار للعاملين بالمستشفى ايضا .

ودمتم بخير ،،،
١٦ نوفمبر ٢٠٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى