رأي

محفوظ عابدين يكتب: مسارات… عمر أبو طالب.. أصالة الاسم ..وقوة الفعل

.

قد تكون واحدة من فوائد الحرب انها إعادت لحمة الاتصال بين الاهل وجمعتهم من جديد في ديارهم الاصلية مرة ثانية خاصة الذين استوطنوا في الخرطوم منذ زمان بعيد وعاد الحوش الكبير في القرية أو الحلة ومساحات السمر والتلاقي في المناسبات الإجتماعية تجمع بين المقيمين والمهاجرين الى مناطق السودان الأخرى خاصة الخرطوم والجزيرة.
وإن كانت هذه فائدة في الجانب الإجتماعي فإنها في الجانب الوطني كان الدور الأكبر في هذا التلاحم الوطني العظيم الذي جمع الشعب مع القوات المسلحة وكانت من ثمارته المقاومة الشعبية والذي كان للجهد الشعبي من رجال والأعمال التجار بمختلف قطاعاتهم وشعبهم دور كبير في دعم القوات المسلحة وتأسيس المقاومة الشعبية.
وفي شندي برزت الهيئة العليا لدعم وإسناد القوات المسلحة منذ الايام الأولى للحرب والتي تجتمع بصفةدورية و مرات اخرى اجتماعات طارئه يكون فيها الدعم حاضرا. والهيئة العليا لدعم وإسناد القوات المسلحة جمعت خير الرجال وكانت خير سند للجيش وهو يخوض معركة الكرامة.
ولقد ظهرت أسماء في هذه الهيئة منهم أسماء معروفة في العمل العام ومنهم في العمل الاقتصادي ومنهم من رجال الاعمال غير معروفين لان اسماءهم لم تظهر في الإعلام ولكن معروفين في عمل الخير ان كان ظاهرا أو مستترا ومن هؤلاء يظهر الشاب رجل الاعمال عمر ابوطالب وهو ابناء كبوشية شمال شندي ،وعمر أبو طالب ظل حاضرا في الهيئة العليا لدعم وإسناد القوات المسلحة يقدم المال قبل ان يقدم الرأي والمشورة.
وإن كان للشخص نصيب من اسمه فإن عمر أبو طالب كان له النصيب الاكبر ان لم نقل كل النصيب واسمه جمع بين أصالة الاسم وقوة الفعل وهو حمل اسم ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب ولقبه (الفاروق) لانه فرق بين الحق والباطل ،وعمر ابوطالب بعمله هذا قد (فرق ) بين المجاهد والمتكاسل وفرق بين السخي والبخيل وفرق بين الوطني الذي وظف كل وقته وجهده وماله من اجل نصرة جيش وطنه،وبين آخر ظل على الرصيف ينتظر مآلات الاحداث والى أين تنتهي.
والشاب عمر ابوطالب حمل اسمه اسم عم رسول الله والذي دافع عنه وهو سيد قريش وعندما جاء ابرهة الحبشي لهدم بيت الله قابله ابوطالب وقال له اطلق لى أبلي، فالبيت له( رب) يحميه.
وعمرابوطالب استجاب لأمر (ربه) وجاهدوا بأموالهم وانفسكم، فكان ماله حاضرا (ماديا) و(عينيا) بين يدي الهيئة العليا لاسناد وعم القوات المسلحة.
وعندما نزح سكان شرق الجزيرة بعد اعتداءات المليشيا على قراهم الى شندي فتح عمر ابوطالب مزرعته وجزءا من ارضه لتكون مستقرا لهولاء النازحين حتى رتبت السلطات المحلية امر اقامتهم وكالعهد به واهله كانوا حاضرين في خدمة اهلهم من شرق الجزيرة.
وفي آخر لقائي به وجدته مريضا وفراشة العلاج معلقة في يده وهو متجه الى اهله في كبوشية ،علمت ان مبادرة اطعام وعلاج التي يقودها الشاب ابراهيم السيدح من مركز شباب شندي اعدت الطعام ولم تجد وسيلة لنقله لمراكز الإيواء ،فاتصلت على عمر ابوطالب وهو وقد خرج من المدينة ، ليعود من جديد ويحمل الطعام على سيارته الى مراكز الإيواء فعاد الى توه ولكن وجد من أهل الخير من استبقه الى فعل الخير.
واذا كانت للحرب فوائد إنها اظهرت معادن الرجال وكشفت ان للخير رجال نحن لانعلمهم ولكن الله يعلمهم
والتحية للشاب عمر أبو طالب الذي جمع بين إصالة الأسم وقوة الفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى