د.بابكر عبدالله محمد يكتب : (( خطوات بناء المنهج ))..المنشور الثاني عاشر ( ١٢ )
بسم الله الرحمن الرحيم
:
(( خطوات بناء المنهج )).
تحت عنوان
.(( الفلسفة والتصوف ))
(( Philosophy and Sufism ))
المنشور الثاني عاشر ( ١٢ )
تبقي الفلسفة دوما عملا ملتصقا بالبناء السليم لاهمية الفلسفة للعلم واهمية العلم للعلم بغرض دفعه للتطور .وقاطرة للتصوف والفكر الباطني عند علماء التصوف وهو ضرب من المعرفة كان مدخله ومبناه مرتكزا علي تطور الفكر الانساني والنفسي والاجتماعي المعرفي للدين الاسلامي الجديد بعد بعثة المصطفي صلي الله عليه وسلم …ويعزي البعض لفظ التصوف علي فقراء الصحابة عليهم رضوان الله تعالي والذين اطلق عليهم اسم اهل الصفة.. وكان لهم مصطبة اوبناء مرتفع قليلا و ظاهر في داخل مسجده الشريف بالمدينة المنورة وظل هذا المكان معروف وموجود.الي وقت قريب عند باب السلام وعلي الجانب الاخر من الروضة الشريفة ..
..ولقد كتبنا من قبل ان للفلسفة اربعة دعامات ومرتكزات اساسية وهي
١/ الاساس العقدي والايماني التوحيدي
٢/ البناء الاجتماعي
٣/ البناء النفسي
٤/ البناء المعرفي …
وليس غريبا ان ياخذ البناء السليم لمرتكزات منهج التصوف عندالمسلمين نفس عناصر الفلسفة الأربعة..
ولنتناول التعريف للتذكير بمفهوم التصوف والذي يؤكد علي : تهذيب النفس وتطهير القلب من الرذائل والخطايا ،ومدافعة الهوي والضلال ومجاهدة النفس للحد من الشهوات والانحراف عن عقيدة التوحيد والحد من الشركيات واتخاذ المسلم اندادا من دون الله الواحد الاحد.،فالتصوف يرتقي بالانسان إلى تهذيب سلوكه ،عن طريق السمو عن الشهوات ، للفوز برضا الله والفوز بسعادة الدارين . ويترجح لدى الباحث والقارئ الصديق من خلال عرض التعريفات السابقة تعريف ابن خلدون للتصوف علي انه يدل على معنى الزهد والتقشف .وهو تعريف جامع لمعظم التعريفات السابقة . وأن التصوف وأهل التصوف أنواع كثيرة، ولهم طرق كثيرة، واختلافات في أسباب تسميتهم الصوفية، فقال الكثير من أهل العلم: إنهم سموا بهذا الاسم لأنهم اعتادوا لبس الصوف، والتميز بالصوف عن غيرهم ؛ فقيل لهم الصوفية … اما الفلسفة : فهي دراسة طبيعة الواقع والوجود، ودراسة ما يمكن معرفته من السلوك السوي من السلوك الخاطئ. …ومفردة ( فلسفة) مصدرها الإغريقية وتعني ”حب الحكمة”. وهي بالتالي، واحدة ومن أهم مجالات الفكر الإنساني في تطلعه للوصول إلى معنى الحياة.وبالتالي هناك تلاقي واضح في المعنيين او التعريفين للمصطلحين …ولذلك تأثرت الصوفية والمتصوفة بالفكر الفلسفي لدرجة عميقة للغاية ومن الطبيعي أن تنتقل مفاهيم كثيرة من تلك المفاهيم الي التصوف وبالتالي يكون التاثير ايجابيا في بعض الجوانب وسلبيا في جوانب اخري ..ونركز في منشور اليوم علي بعض الجوانب السلبية التي لحقت بالتصوف عند المسلمين منذ بروزه وظهوره ولعلي أشير الي بعض ما لحق به من خلال مسيرتي لتتبع بناء منهج تجديدي قاصد الي الله تعالي لأكثر من شهرين متواصلين في البحث وهو وقت فضول وقليل للغاية للتوصل الي حقائقه ومؤثراته علي بناء المنهج …وأهم هذه المؤثرات السلبية نبرزها في النقاط التالية :
١/ تأثر الفكر الصوفي الاسلامي بالاديان السابقة والفلسفات المتقدمة مثل علم اللاهوت والناسوت والذي برز في موسسات وكليات وعلوم اللاهوت عند النصاري وكان من ثمرات و اجتهاد . القديس توما الأكويني أو توما إكواينيس (تُلفظ ˈkwaɪnəs/) أو -كما عُرف بالعربية أحياناً- توماس أكويناس والذي ولد عام (622هـ-673هـ) الموافق عام (1274 /1225 م) .وهو راهبٌ دومينيكانيٌّ، وفيلسوف، وكاهنٌ كاثوليكيٌّ. وخطورته تكمن في إن الناسوت وإن كان يختلف عن اللاهوت القريب ل ( التوحيد ) اختلافاً جوهرياً ، إلا أنه لاتحادهما معاً في المسيح اتحاداً كاملاً، كان له المجد ذاتاً واحدة لا اثنتين: فهو ابن الله، وهو بعينه أيضاً ابن الإنسان. وان السيد المسيح، وإن كان واحداً، إلاَّ أنه لقيامه باللاهوت والناسوت معاً، كانت له صفات وخصائص كل منهما وهذا ما يدعيه بعض أصحاب العقائد الفاسدة امثال محمود.محمد.طه وقرة العين الطاهرة وحسين منصور الحلاج .
٢/ بعض من مظاهر اليهودية والتي تمثلت في فرق الكابالا اليهودية… والذكر والمديح المصاحب للرقص الصاخب والحركات فيه والاستحوال الذي يشابه حالات المتصوفة في اذكار وترانيم ذكر الكابالا . وهذه انماط ذكر لا تليق بالحضرة النبوية ناهيك ان يكون فيه ذكر لله سبحانه وتعالي وعبادته وشكره.
٣/ بعض الشطحات والرؤي المنامية وادعاء الكرامات .وهذا ينفي ما يقول به كثيرا من علماء التصوف الراسخون ان (( الاستقامة أفضل من الكرامة )) ..
٤/ استخدام ((الاوفاق)) في كتابة التمائم والاحجبة .. وهو ما يعرف بعلم الاعداد الذي يرتبط باسرار الأرقام وطلاسم السحر المنهي المسلم عن استخدامها بقصد تسبيب الضرر او النفع للانسان المسلم لاخيه المسلم .
٥/ الدعاء لغير الله تعالي كان يدعو بالشيخ فلان او غيره .يا المكاشفي ويالكباشي ويالبرعي …
٦/ استغلال بعض المشائخ لفضاء الاحتياجات المتزايدة للناس و للفقراء المسلمين والتكسب من وراء ذلك لتحقيق أهداف ذاتية ومنها الثراء الذي ظهر علي بعض المشائخ واغلب هذه الشريحة من المشائخ ممن يقل عطاؤهم ومعرفتهم لكتاب الله تعالي وتفسيره وتحفيظ القرآن للناس …فقد أصبح ادعاء التصوف عند البعض مظهرا لثراء البعض منهم ..
٧/ بعض من المشائخ يدعي الطبابة وانهم قادرون علي تطبيب المرضي للشفاء من الاسقام…فالله هو الشافي وحده وبعضهم يدعي انه من ينجب الولد وغيرها من أساليب استغلال ضعاف الإيمان.
ونكتفي بهذا القدر لنتواصل في المنشور القادم بغرض التلميح لماذا نظن الصعوبة او الفشل في بناء منهج تجديدي قاصد ..ونواصل في شرح المنهج لغد افضل.لمزيد من المعلومات .فضلا وليس امرا يمكنكم الاستماع الي المواقع الموضحة أدناه في نهاية المنشور .
ولكم الحب والتقدير
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤م
https://www.facebook.com/share/v/1DTkEtARNH/
https://www.facebook.com/share/v/184ASKHYKx/