صلاح دندراوي يكتب : نقطة ضوء .. حكومة بدون شعب..!!
رأي : خطوة برس
من عجائب الأخبار أن تسمع هناك من يعلن العزم بتكوين حكومة في المنفى، أي خارج أسوار القطر، وأنه بحق أمر يدعو للدهشة إن لن نقل للرثاء، فما هي الحكومة وما هو دورها ومما تتكون، وكيف تتكون، ومن أي تفويض تتخذ شرعيتها.
إن لإخوتنا المصريين مثل يقول( يا خارج من دارك حزين رايح تلقى الفرح وين) . وهو بالفعل ما يجري على هؤلاء القوم الذين غلبوا على إمرهم وبعد أن إعيتهم الحيل وتقطعت بهم السبل لم يجدوا إلا أن يأتوا بهذه الفكرة التي لا يمكن إن ترى النور إلا في نظر من يطلقونها.
فما هي حكومتهم وما هي رؤاها وأي شعب ستحكمه، ومن الذي فوضها لتنصب نفسها حاكما على البلاد، وهي لا أرض لها ولا أرضية، وإلا إن تكون كما يقول المثل( عمدة بدون أطيان)
ثم من أين تأتي بهذه الأموال التي تسير بها دولتها وفي أي مساحات تتحرك، وحتما فهي لا ميزانية لها فإذا سيتحكم فيها من يدعمها ويوفر لها الميزانيات، وأيضا لا توجد حكومة بدون جيش وقوات نظامية وخلافة، فأنى يكون لها جيش إلا إذا إعتبرت الدعم السريع هو الجيش المنتظر، أو يكون لها جيش من دول من يدعمونها ليغزوا بلادنا ويدحروا جيشنا ليكونوا هم الحاكمين ويكون هذا بالمسمى الواضح إستعمار.
إن أي حكومة لا تقوم إلا برضاء الشعب عنها وإطمئنانه بها، وإلتفاف الشعب حواليها، فكيف لتقدم التي تريد أن تشكل حكومة المنفى أن توفر لها تلك الجزئيات من شعب ومناصرين وهي التي لا تأمن على نفسها من غضبة الجماهير حتى وهي في منفاها وتحت عرش تلك الدول التي تلوذ بها.
ويكفي الفضائح التي وثقتها وسائل الإعلام حول ما تعرض له هؤلاء من شتم ومطاردة وزجر عندما أرادوا أن يقيموا منتديات في تلك الدول، فكيف لهم إن يحموا أنفسهم من شعب هو لافظهم، هذا على نطاق العالم الخارجي،
فما بالكم بداخل السودان وحجم الغضب والسخط والحنق الذي يعتري أهل السودان تجاههم وهم الذين بهم وعبرهم قتل الشعب السوداني وسحق وشرد ونهب، فكيف بمكن إن يرضى بمن جرعوه كل تلك المآسي من قول أو فعل،
أن مجريات الأيام وما روته تلك الإحداث من مشاهد أثبتت أنه لم يعد لهؤلاء حظ في أفئدة أهل السودان إو أرضه كأفراد ناهيك أن يكونوا حكاما عليه.
إن هذا الشعب حكم أمره ووجه وجهته ولا إحسبه يرضى أن يكون لمن قتلوه إو ناصروا عدوه وجعلوا له الغطاء السياسي وزينوا له ما يفعله إن يكون لهم موطئ قدم وتواجد وسطه، وإن إرادوا التأكد فليحضروا إلى السودان وليمشوا في طرقاته وشوارعه ويرون إن كانوا يمكن إن يخرجوا سالمين،
أن هذا الوهم الذي يعشعش في أذهان هؤلاء بأنهم ما زالوا ملهمي هذا الشعب ومرتجاه والإمل الذي يعقدونه عليه، وما دروا أن كثيرا من المياه قد جرت من تحت الجسر بل ومن فوقه وإندفع سيلها لتجرف كل إحلام ميتة ليس لها سيقان.
فيا ترى أي حكومة في المنافي تلك التي بريدون أن بشكلوها، ويكفى أنها تسمى (المنفى) ليطاردها مقطع الأغنية:
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى..!!!