محفوظ عابدين يكتب : مسارات… طلاب الشهادة السودانية.. بين حمل ( الكلاشنكوف) وحلم (البكلاريوس)
رأي : خطوة برس
يدخل جميع أهل السودان يوم السبت الثامن والعشرين من ديسمبر 2024م في تحديات جديدة بإنطلاق إمتحانات الشهادة السودانية بعد ان توقفت لمدة عامين في مواقيتها الراتبة بسبب الحرب التي اندلعت في السودان بسبب الاطماع الدولية والإقليمية في موارد السودان والقضاء على أهم مورد من موارده وهو الانسان السوداني صاحب اعرق الحضارات الإنسانية في العالم والانسان السوداني متميز ومختلف عن ساير خلق الله من البشر وهو الذي يصنع الفرق دائما في كل التحديات والظروف التي واجهته على مدى العصور والاجيال.
وبإنعقاد إمتحانات الشهادة السودانية يوم السبت يدخل الانسان السوداني في تحد جديد مع تلك القوى الدولية والإقليمية في معركة جديدة بعد ان تبين (للاعشى )و(الاعمى) نصر القوات المسلحة على هذا العدوان الدولي والاقليمي على السودان
وهذا التحدي ليس قاصرا على الطلاب والمعلمين ومن خلفهم وأمامهم وزارة التربية والتعليم التي تبذل جهدا غير عادي كما كشف ذلك المنبر الإعلامي لرابطة اعلاميي الخرطوم بولاية نهر النيل الذي استضاف الوزير الاتحادي و الولائي وكان الحديث فيه للارقام مسيطرا.
ولكن التحدي لكل السلطات بمختلف تخصصاتها وإتجاهاتها ان كانت السلطات الأمنية والتعليمية والصحية يجب ان تكون في اعلى درجات الاستعداد من اجل ان تمر إمتحانات الشهادة السودانية بسلام الى ان تحل إمتحانات العام دفعة (24) بنفس الاهتمام والهمة في المتابعة.
والجميل في هذه المرة ظهر التضامن الشعبي بشكل جماعي لدعم طلاب الشهادة السودانية الذي يؤدون الإمتحانات في ظروف مختلفةعن سابقتها في المكان والزمان والإجواء العامة التي تحيط بالبلاد
والتضامن الشعبي الذي ظهر بشكل كبير في مواقع ومراكز الإمتحانات بالدعم الغذائي وبقية المستلزمات التي يحاتجها الطلاب خلال تلك الإمتحانات واهمها عمليات الاسناد الاكاديمي في مراجعة المواد وتوفير بعض الادوات المدرسية ،فهذا التضامن يؤكد ان (روح) التكافل والتضاعد عند أهل السودان لازالت حية وإن (جذوة) الكرم و(قنديل) العطاء لازال مشتعلا رغم المحاولات المستميتة لاطفائه بالاستلاب الثقافي ومحاولة طمس الهوية والعادات الجميلة التي يتفرد بها الانسان السوداني.
ان حالة الاستنفار من كل السلطات من اجل ان تعبر إمتحانات الشهادة السودانية في( أمان) والنفرة الشعبية من المجتمع لدعم مراكز الإمتحانات ومواقع السكن للطلاب من اجل ان تمر فترة الإمتحانات ب(سلام) هي تعبير قوي وصادق من السلطات والشعب في هزيمة القوى الأجنبية الطامعة في خيرات البلاد، ولان طلاب الشهادة السودانية الذين يمتحنون اليوم دفعة( 23)وبعد (90 )يوما يأتي طلاب دفعة (24). هم حراس هذه الخيرات في الحاضر والمستقبل ولأن كثيرا من هؤلاء الطلاب جاءوا للامتحانات من (الدفاعات) و(الإرتكازات) ومناطق العمليات الى قاعات الإمتحانات ،تحفهم دعوات زملاؤهم في معركة الكرامة وهم يتجهون. الى معركة الكرامة الثانية بتسليح الشباب بالعلم ويصبح الطالب من هؤلاء يحمل على كتفه (الكلاشنكوف) وفي رأسه حلم (البكلاريوس).
ان الشعب السوداني قد ادرك المخاطر التي تحيط به وتحدق به من كل (جانب) من هؤلاء (الاجانب) فأن الاستعداد يجب ان يكون شاملا ومتكاملا وإن يجمع المستنفر بين الاختين (البكلاريوس) و(الكلاشنكوف) لبدء مسيرة إعادة الأعمار والبناء وحراسته..وهذا هو المطلوب.