رأي

دكتور بابكر عبدالله محمد علي يكتب : [[ كيف يتفاعل العالم الإسلامي، والسودان تحديدًا، مع منظومة النيوليبرالية المتشابكة مع الصهيونية العالمية،؟ ]]

رأي: خطوة برس
بسم الله الرحمن الرحيم

[[ كيف يتفاعل العالم الإسلامي، والسودان تحديدًا، مع منظومة النيوليبرالية المتشابكة مع الصهيونية العالمية،؟ ]]

المنظومتان الصهيونية العالمية والنيوليبرالية يمثلان منظومة هيمنة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية في العالم اليوم . ومن الواضح جدا ان العالم الإسلامي والعربي بالتحديد يغط في نوم عميق منذ بداية سبعينات القرن الماضي والذي شهد بداية تكون مفهوم النيوليبرالية .أن منشأ هذا المفهوم ولد وترعرع في بلاد العم سام وذلك بالتقريب ما قبل مجئ الرئيس الامريكي جيمي كارتر والذي عمل كقس في الكنيسة قبل أن يتولي رئاسة الحكومة الأمريكية في سبعينات القرن الماضي وتحديدا في عام ١٩٧٧م .وذلك عن الحزب الديمقراطي الذي لاتجري في شرايينه دماء الكنيسة الكاثوليكية او البروتستانية فهو حزب اسأسه الحريات المطلقة والمثلية الجنسية . مع ملاحظة ان الرجل كان قسيسا. وهذه النقطة بالتحديد.تمثل علامة فارقة في علمانية متوحشة .. فهل يعقل ذلك ؟ ، الا ان الكثيرين يرون ان بداية النيوليبرالية بدات في عهد الرئيس ريغان وعهد الرئيسة البريطانية مارغريت تاتشر ولكن ما يميز فترة جيمي كارتر القسيس الذي يشاع انه كان متدينا انه في عام ١٩٧٨م وقع بدايات اتفاقيات التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني الاسرائيلي والتي كان عمرها حينها ثلاثون عاما فقط من بداية التاسيس في عام ١٩٤٨م.ومن هنا يتراي لنا خطورة التلاعب بالاديان والمعتقدات الدينية وتسلل جسم غريب بدا يتخلق ويتطور رويدا رويدا الي ان تفاجا المسلمون اخيرا بتحالف جديد ما بين النيولبرالية والديانة الابراهيمية الجديدة ، الشئ الذي ادي الي احزاب اليسار بالتقرب اكثر الي الدول الغربية وعلي راسها الولايات المتحدة و ان تتحول احزاب اليسار بانتقال تدريجي الي النيوليبرالية. وينتمي بعض ممن يدعون قشورا اسلامية مختطفة مثل الجمهوريين والبهائيين والقاديانيين افكارا نيوليبرالية جديدة خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينات القرن الماضي وكسر سور برلين .فاختلط حابل الشيوعية ببعض الطرق الصوفية ، مثال تنامي الطريقة البرهانية في ألمانيا بصورة عامة وآخرها ظهور ما يعرف بشيخ الامين عمر في امدرمان ذلك الشيخ الذي روج له بأن [[ شرابه بيبسي وحيرانه جكسي ]]وخاصة في السودان وغيره من الدول العربية والاسلامية … ونستطيع ان نقسم الجواب لعنوان المنشور : إلى أجزاء لفهم الأبعاد المختلفة، ثم نلجأ لاستخدم السودان كنموذج تطبيقي.
أولًا: ما هي النيوليبرالية المتماهية مع الصهيونية العالمية؟
النيوليبرالية:
هي أيديولوجية اقتصادية ظهرت منذ السبعينات، تعيد الاعتبار للسوق على حساب الدولة.تقوم على: الخصخصة، تقليص دور الدولة، حرية حركة رأس المال، تحرير التجارة، تقشف الميزانيات العامة.تُستعمل غالبًا كأداة للهيمنة الاقتصادية والسياسية من قبل القوى الغربية (الولايات المتحدة، المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدولي).
الصهيونية العالمية:
مشروع أيديولوجي وسياسي يسعى للسيطرة السياسية والإعلامية والمالية العالمية عبر أدوات ناعمة وخشنة.يدعم إسرائيل ككيان محوري في الشرق الأوسط.يتقاطع مع النيوليبرالية من خلال أدوات مثل:
الشركات متعددة الجنسيات.
وسائل الإعلام الكبرى.
اللوبيات (مثل AIPAC). وهي اتفاقية أمريكية إسرائيلية لتقديم الدعم لدولة الكيان الصهيوني وتعمل كلوبي يهودي للضغط علي اعضاء الكونغرس الامريكي جمهوري ديمقراطي لتمرير الدعم السياسي والاقتصادي للدولة اليهودية .
ربط المساعدات الاقتصادية بالتطبيع أو القبول بـ”الترتيبات الجيوسياسية”.
التماهي بينهما:
الصهيونية تدعم النيوليبرالية لأنها تتيح لها أدوات السيطرة بدون الحاجة للاحتلال المباشر.
في المقابل، النيوليبرالية تخدم الصهيونية عبر:
تفكيك المجتمعات الإسلامية.
ضرب الدولة الوطنية.
ربط اقتصاد الدول المسلمة بالمراكز الرأسمالية الغربية.
ثانيًا: كيف يواجه العالم الإسلامي هذا التحدي؟
عمومًا: المواجهة غير متكافئة في الغالب.
هناك ثلاث مواقف رئيسية:
1. التطبيع والتماهي الكامل: بعض الأنظمة تطبّع اقتصاديًا وسياسيًا، وتقبل بالوصفات النيوليبرالية وصندوق النقد.
2. الرفض والممانعة: دول أو حركات ترفض النيوليبرالية والصهيونية معًا (مثل إيران، حركات المقاومة، بعض التيارات الإسلامية).
3. التذبذب والانقسام الداخلي: كثير من الدول المسلمة تعيش هذا الوضع، مثل السودان.
ثالثًا: السودان كنموذج تطبيقي
1. الوضع الاقتصادي النيوليبرالي:
السودان خضع لوصفات صندوق النقد منذ التسعينات (الخصخصة، رفع الدعم، تعويم الجنيه).
أدى ذلك إلى:
ارتفاع الفقر والتضخم.
تراجع خدمات الدولة.
تفكيك البنية الإنتاجية لصالح الاقتصاد الريعي.بعد الثورة (2019)، حاولت الحكومات الانتقالية إعادة الاندماج مع الغرب، فطبقت مزيدًا من السياسات النيوليبرالية بإيعاز من صندوق النقد.
2. التطبيع مع إسرائيل:
السودان وافق على التطبيع في إطار “اتفاقات أبراهام”، مقابل وعود أمريكية برفع اسمه من قائمة الإرهاب، ووعود اقتصادية لم تتحقق فعليًا.ربط واضح بين الانخراط في النظام النيوليبرالي والقبول بإسرائيل.
3. الحرب الأهلية (2023 – 2025):
يُمكن قراءتها في سياق الصراع على السلطة والثروة، ضمن تفكيك الدولة الوطنية.القوى الدولية تتدخل وفق مصالحها النيوليبرالية والصهيونية: استغلال الثروات، إضعاف المركز، تعميق الانقسام.دعم بعض الفاعلين المحليين من قوى خارجية (الإمارات، إسرائيل، روسيا، إلخ).
رابعًا: كيف يمكن للسودان أو غيره مواجهة ذلك؟
1. إعادة بناء الدولة الوطنية على أساس السيادة والاستقلال الاقتصادي:
التخلص من التبعية لصندوق النقد.
إعادة بناء الزراعة والصناعة.
استعادة الدور الاجتماعي للدولة.
2. التحالفات الإقليمية المستقلة:
دعم تكتلات إسلامية وإفريقية بديلة.التعامل مع قوى دولية صاعدة (الصين، روسيا) بشروط متوازنة.
3. نشر الوعي الشعبي:
فهم طبيعة النيوليبرالية والصهيونية كأدوات استعمارية جديدة.
رفض التطبيع الشعبي حتى لو فُرض رسميًا.
4. تمكين النخب الوطنية:
دعم النخب الفكرية والدينية المستقلة.إحياء الخطاب الإسلامي المقاوم والمنفتح.
الخلاصة:
النيوليبرالية المتماهية مع الصهيونية ليست مجرد توجه اقتصادي، بل منظومة سيطرة عالمية.السودان مثال واضح على دولة تخبطت بين مقاومة هذه المنظومة والخضوع لها.
مواجهة هذا التيار تتطلب مشروعًا حضاريًا إسلاميًا مستقلًا، تجمع بين
السيادة، العدالة الاجتماعيةوتحقيق الانتصار في معركة وحرب الكرامة.

د. بابكر عبدالله محمد.علي

503 Service Unavailable

Service Unavailable

The server is temporarily unable to service your request due to maintenance downtime or capacity problems. Please try again later.

Additionally, a 503 Service Unavailable error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.