قيثارة الموردة والسودان .. الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال أحد رواد الفكر السوداني
بقلم : إيهاب بشير
مرت ذكري الراحل الشاعر الكبير عبد النبي عبد القادر مرسال في سبتمبر والذي كتب عنه البروفيسور الراحل عبد الله الطيب: .
رحم الله الاستاذ عبد النبي عبد القادر مرسال، فصورة شخص الاستاذ عبد النبي واضحة الحيوية في ذاكرتي منذ عهد كنا نلتقي في ندوات الادب والشعر، أيام كان الادب والشعر هو أكبر ساحات الجهاد الوطني، وذلك قبل أن ينتظم الناس في مختلف تكتلات العمل السياسي بزمان.
وشعره كان مرآة لشخصه المهذب الحساس الصادق روح الوطنية، فيه سلاسة نفسه، وفيه صفاء الديباجة وحرص على سلامة الأداء، ووصفه البروفيسور عبد الله الطيب بأن عبد النبي حلو النفس وصادق خلجات الضمير.
وبحسب عبد اللطيف الخليفة في أننا لو أردنا أن نعرف مفتاح شخصية عبد النبي، فلا بد أن نأخذه في اطار جيل ما بعد ثورة 1924م، الذين عاشوا في أصداء تلك الثورة وغمرتهم امجادها وبطولاتها، والثورة أثرت في تفتح المواهب الادبية والفنية للشاعر عبد النبي، واصبح شخصية لامعة، ولن تنسى الاجيال النشيد الوطني الذي ساقه شعراً عبد النبي:
بلادي بلادي بلادي فدتك النفس من كدر العوادي
ونطالع من قصائده (حنين)، وعندما نظمها كان طالباً بحلوان حين هزه الحنين الى ملاعب طفولته بحي الموردة العريق بأم درمان، وعندما اشتاق لحواري وأزقة الموردة وناس الموردة الرائعين:
وتكمن لدى الشاعر في حفظ الجرس الموسيقي، وإنها لإجادة. وقد كانت في بداية الثلاثينيات، وإن دلت على شيء إنما تدل على ملكات ومقدرات الشاعر عبد النبي مرسال.
ونجد الشاعر يستوعب حركة المجتمع وخلجاته وسكناته في شعره، والحب والخصام والوجد والهيام، ففي قصيدة (قطيعة) يقول:
وقفت لك الهوى يا من هواي تركته عمدا
وقلبي آه كم غنى وكم لك في الهوى أشدى
ويتمدد الشاعر عبد النبي مرسال في نظم القصيد، وحقيقة أن عناوين قصائده موجزة ومختزلة، ولو قرأنا فيها ظلال الحروف لوجدنا معاني ودلالات ومغازي وإشارات تدل على تمكن شاعرنا مرسال من الشعر،
ونجد أن الأستاذ الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال متشبع بحب هذا الوطن والارض والتراب والناس الذين يملأون فضاء هذا الوطن، ويتجسد حبه للسودان في قصيدته يا سدرة المنتهى:
بوركت يا ملتقى النيلين من بلد
وملتقى الأحباب والأهل والولد
وإن أردت أن أحصي قصائد مرسال فإنني احتاج لمجلدات، لأن قصائد مرسال بحر ممتد من بوابة عبد القيوم إلى مسجد الأدارسة وسوق الموردة والى نادي الموردة، وأن الموردة عندي هى منبع الوطنية في بقعة السودان ومعقل الرجال الذين ذادوا عن هذا الوطن بالمهج والأرواح، والموردة سُرَّة السودان، ومن سُرَّة السودان جاء عبد النبي عبد القادر مرسال كاتباً ومحللاً وناقداً بالشعر والكلمات، منافحاً عن السودان الى أن نال استقلاله، وقد كتب لرسول الوطنية علي عبد اللطيف:
بالسيف أنشأت فينا دولة الأدب
يا صارم العزم يا ابن الصارم الأرب
إن الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال ابن الموردة العريقة، وابن السودان الذي ولد في عام 1918م، ورحل عن دنيانا الفانية في سبتمبر1962م، فقد عاش للشعر ومات بالشعر، وترك لنا إرثاً شعرياً عظيماً، وانه من الشعراء المجيدين الذين صوروا الحياة السودانية دفاعاً بالكلمة والقلم، بالرغم من انه كان مقاتلاً. وإن بنى وطني لنعتز بهم ومرسال منهم وفيهم. وعليك السلام في الخالدين عبد النبي عبد القادر مرسال، فقد سطرت عدداً من الدواوين الشعرية، منها ديوان «على الطريق» وديوان «مرسال».. وقد كتبت شعراً في الصحف والمجلات المصرية والسودانية.. وإن مؤسسة البابطين عندما اختارته في موسوعة الشعر والشعراء كانت محقة في ذلك، لأن مرسال شاعر علم على مستوى الوطن العربي، وتقف قصائده شاهدة على ذلك..
تلقي تعليمه لابتدائي والثانوي بالمدارس المصرية بالخرطوم والتعليم العالي بمعهد حلوان العالي بالقاهرة (جمهورية مصر العربية) عمل موظفا بالكاترونيه الإنجليزية بالخرطوم كما عمل مترجما بقوات دفاع السودان واخيرا عمل مترجما مع قوات دفاع السودان في شرق أفريقيا (كرن) (اسمرا) ـ(تسني) عمل مع قوات دفاع السودان في شمال أفريقيا (الكفرة) (طبرق)
أعماله الشعرية والأدبيه:
1. ديوان شعر علي الطريق
. 2. ديوان شعر مرسال
3. كتابات شعريه في الصحف والمجلاات المصرية والسودانيه
4. قصائد مسجله بصوته في مكتبة الاذعة السودانية
5. اختارت جامعة امدرمان الإسلامية كلية اللغة العربية ديوان علي الطريق كاحدي الدراسات العليا المقدمة لنيل درجة الماجستير وكانت من نصيب الدارس عمر بن الخطاب
6. تم تكريمه بالمداليه الذهبية في مهرجان الثقافة الأول
7. تم اختياره في موسوعة الشعر والشعراء العرب لمؤسسة البابطين وتم تكريم اسمه في احتفال المؤسسة في الخرطوم
توفي لرحمة الله في يوم الجمعة 9/9/1962