بقلم : إيهاب بشير
الموردة من أقدم أحياء مدينة أم درمان وهو حي عريق وربما يكون قد نشأ قبلها و نجد أن الإمام محمد أحمد المهدي عمل بها في صباه عند حضوره من جزيرة لبب في صناعة المراكب قبل أن يتجه الي قدير ومن ثم يعود وأتباعه و يتخذ من قرية أم درمان الصغيرة مقرا لحكومة المهدية في ذلك الوقت وبدأ في بناء هذه المدينة و كانت المراكب الشراعية تحمل الأخشاب والحطب والمواد الغذائية من الشمال والشرق والجنوب لترد أم درمان عند شاطئ النيل جنوب بيت المهدي و الخليفة، ولذلك أطلق علي هذا المرسي المورد وسكن اغلب العاملين به في المنطقة من تجار ومهن اخري مرتبطة بالميناء بالقرب منه ويعد حي الموردة من أعرق أحياء مدينة أم درمان العاصمة الوطنية للسودان واصبحت اهم ميناء نهري وتصلها البواخر النيلية من الجنوب والشمال وتتركز بها تجارة الحبوب والاخشاب وصناعة السفن النهريةواكبر أسواق السمك وهي حي يطل على النيل مباشرة يمر شارع الموردة بهذا الحي العريق ويشطره إلى نصفين الموردة شرق وغرب حي الموردة الغربي والذي يحده خور أبو عنجة من الجهة الجنوبية ومن الناحية الشرقية حديقة ولس سميت باسم المستر ولس أحد المديرين الإنجليز تحول الاسم إلي حديقة الجندول بعد الاستقلال والآن ضمت جامعة القران الكريم ومن الشمال الشرقي الهاشماب وحي العباسية شرق من ناحيه الغرب حي الموردة الشرقي فيعرف بفريق ريد يحده شرقاً شارع النيل أم درمان وغرباً شارع الموردة وشمالا مستشفي الدايات وجنوبا حديقة الموردة
الحياة الاجتماعية في الموردة قوية وتمتاز الموردة بروح الأسرة الواحدة والممتدة رغم اختلاف الملل وقد ظلت بيوتها تعج بما يعرف ب( النفاجات ) التي تشير إلى الترابط الاسري والإمتدادات العائلية وظاهرة الأسر الممتدة في كل البيوت, حيث تربط بين جميع أهلها روابط إجتماعية وصلات قوية تميز جميع أهلها بل أن الموردة مقرونة بالوطنية وكل مافيها من فكر وثقافة ورياضة وريادة ارتبط حي الموردة بالحركة الوطنية في السودان وكان معظم الضباط في فترة النضال الوطني ينتمون لهذا الحي العريق وهناك عدد مقدر من أبناء الموردة قادوا الحركة الوطنية والفكرية والثقافية منذ عهد مبكر.
أهم معالم الحي
مدرسة ومستشفي الدايات ومدرسة امدرمان الثانوية للبنات ودار الرياضة بيت المال سابقا في أقصي شمال الموردة وفي حي الموردة الغربي يقع مسجد السادة الأدارسة حيث ضريح الشيخ الحسن الإدريسي وتقام الذكري السنوية للسيد الحسن الإدريسي وفي الشمال الشرقي منه هناك مسجد سوق الموردة ومسجد فريق ريد في الموردة شرق ومدرسة المؤتمر الثانوية الحكومية تقع في الجنوب من الموردة وهي من أقدم المدارس الثانوية وغربها مدارس إبراهيم سوميت الخاصة وشجر ودقلين شمال مدرسة المؤتمر
الحدائق
*حديقة الموردة التي إفتتحها الزعيم إسماعيل الأزهري والرئيس بوكاسا
*حديقة الجندول التي أصبحت جامعة القرآن الكريم
*حديقة النيلين التي أصبحت مسجد النيلين ,
*حديقة الريفيرا
سوق الموردة
من اقدم اسواق أم درمان وهو سوق داخلي معروف ، يرجع تاريخه إلى ما قبل الحكم الثنائي الإنجليزي المصري وكان وما زال يخدم أحياء الموردة والعباسية وحى الضباط وبانت والهاشماب والمواليد لانه أقرب من سوق أم درمان الكبير ويتوفر فيه اغلب احتياجات الاسر
سوق السمك :
يُعد سوق الموردة العتيق الذي مازال يحتفظ بشكله التقليدي مكاناً يتجمع فيه أبناء الموردة يمارسون فيه مهنتهم الأصلية في صيد وبيع السمك. ويعد السوق من أشهر أسواق السمك، ليس في أم درمان فحسب، بل يأتي إليه عدد كبير من مختلف أنحاء السودان، إذ أن الموردة اسم ارتبط بالسمك وما ذكرت الموردة إلا وكان لقب (القراقير)، لذا أصبح سوق الموردة يشهد إقبالا من عدد من الزبائن من كافة أنحاء الخرطوم،واشهر تجاره السكي وبشير واخرين
نادي الموردة
من الأندية السودانية الثلاثة التي تشكل القمة الكروية وأنه المنافس التاريخي والضلع الثالث إلى جانب الهلال والمريخ ظل دوما رقما مهما في المعادلة الرياضية في السودان وقد ظل دوما قنطرة عالية يتحدد عبرها ملمح الدوري السوداني .
يعتبر نادي الموردة من أقدم الأندية السودانية نشأة وتكويناً وهذه الحقيقة تظل مكانة الموردة التاريخية ثابته حيث ظلت في الصدارة ردحا طويلا نادي الموردة الرياضي نادي عريق تأسس في العام 1927م وقد سجل بصورة رسمية في ذات العام وهو بهذه الصفة يكون شيخ الأندية السودانية أول نادي رياضي تأسس في مدينة أم درمان أسسه بعض الضباط وشعاره يشابه شعار الكلية الحربية السودانية مما يؤكد ماذكر من قبل ظل نادي الموردة رمزا مرتبطا بالحي أكثر منه ناديا لعموم أهل السودان . ولعل هذا الترابط الوثيق بين الموردة كنادي رياضي وإجتماعي وثقافي هو السبب في أن نادي الموردة ظل ناديا محدود الرقعة الجغرافية حيث ارتبط بالموردة كحي وكرقعة جغرافية محدودةورغم ترحيله الي منطقة بانت غرب الا انه يحتفظ بأسم الموردة وهوأسم الإنشاء تعتبر الموردة أول من فاز بالبطولة الأولى لدوري السودان في عام 1952م مناصفة مع أهلي مدني وكان من أبرز نجومه في تلك الفترة: ترنة ودرار حامد الجزولي , الصافي أحمد عبد الله , عبد الوهاب سلمان.فضل بريمه والمحينة وعمر عثمان وبكري ود النوبة
نادي ابوعنجة الرياضي وهو من الأندية التي شكلت رافدا للفريق القومي واندية الموردة والهلال والمريخ
نادي قلب الاسد ويعد من أقدم أندية امدرمان
بوابة عبد القيوم:
ومن الآثار والمعالم المميزة لأم در ( بوابة عبد القيوم) و التي تقع بمحازاة النيل وتقف بالضبط في منتصف الشارع الذي يفصل حي الموردة شرق عن الملازمين من الناحية الجنوبية.حيث ظل هناك إعتقاد سائد عن البعض ان عبد القيوم الذى سميت عليه البوابة هو من أحد قواد و امراء المهدية وسميت البوابة عليه تخليداً لذكراه، ولكن في الحقيقة وحسب الروايات المعروفة في حى الموردة توضح ان (عبدالقيوم) الذي سميت عليه البوابة كان خفيراً للبوابة، في الوقت الذى كانت فيه امدرمان إبان فترة المهدية عبارة عن سور كبير عليه البوابة ضلعها الشرقي ممتد حتى الطابية الحالية بالقرب من النيل وضلعها الغربي ممتد إلى مسافة طويلة، وانه إذا حضر أحد لزيارة أو مقابلة الخليفة فلابد أن يمر عبر بوابة أم درمان والتى يحرسها الخفير عبدالقيوم والذى نالت اسمه فيما بعد.
الطابية
تجمع الطابية في السودان على عدة طوابي، وهي عبارة عن استحكامات عسكرية دفاعية وهجومية. وهي في الأصل بناء عسكري في شكل خندق عميق ساتر مبني من الطوب والطين والحجارة بها فتحات تبعد كل فتحة عن الاخرى 92سم تقريباً ، تسمي المزاقل ، وعليها عدة أبراج للمدفعية. وقد بنيت ثلاثه طوابي حول طوابي أم درمان لزيادة الضغط عليها. إلا أن الطابية التي اشتهرت في الإعلام السياحي هي طوابي الموردة
ابرز السكان
ضمت منطقة الموردة كل القبائل السودانية التي سكنت فيها وتجد من أبرز سكانها الدرديري محمد عثمان رئيس مجلس السيادة ومعاوية نور وإدريس ومحمد داش وآل عشري الصديق وال عباس رحمه الله عمدة امدرمان وال ابو اصبع وال سليمان إبراهيم مؤسس نادي الموردة وال خلف الله خالد وآل أبوشلة وآل الصياد وآل أبو صالح وآل سعيد عثمان والشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال وآل أحمد كافي وآل دسوقي وآل جقود وآل زاهر سرور السادات وآل شوشة وآل الزبير وآل عطية وال إدريس شاشة وآل ابوشوشة وآل عطا وال عبدالحفيظ وآل سوار الدهب وآل الصاوي وآل دينق وآل ابوحوه وآل عقارب وآل الفيل وآل مناديل
