محفوظ عابدين يكتب : مسارات… بهدوء ومزاج في الرد على عصام الحاج
رأي: خطوة برس
في الوقت الذي كان يتابع فيه الشعب السوداني كله اللحظات الحاسمة لالتقاء جيش الكدرو مع سلاح الاشارة وفك الحصار عن القيادة العامة ،وفي ذات اللحظة التي كان يتابع فيها الشعب السوداني الأخبار باكتمال الفرحة بإعلان تحرير مصفاة الجيلي في هذا الوقت يخرج على اهل شندي السيد عصام الحاج وهو الرياضي المعروف برسالة الى والي نهر النيل ليلحق شندي من التدني والتدهور،ويستطرد فيه رسالتة متحدثا عن إصحاح البيئة وتوقف التنمية والفرص التي ضاعت على شندي بسبب القائمين على امرها في ان تستوعب المصانع القادمة من الخرطوم والجزيرة بعد الحرب وبالتالي فقدت شندي تلك الفرص وتحدث عن المسؤولين السابقين الذين تركوا بصمات في شندي.
ويبدو ان السيد عصام الحاج لا يعلم ان شندي كانت مسؤولة عن تأمين البوابة الجنوبية لنهر النيل وهي منطقة حرب فكانت شندي على قدر المسؤولية وهي تسد ثغرة كبيرة في منع العدو من الاتجاه شمالا وعينه على شندي لاسباب كثيرة ولكن ظلت شندي عصية على العدو لانها كانت الأولى على ولايات السودان في إعداد الرجال وفتح المعسكرات وفي المقاومة الشعبية المسلحة التي ارهبت العدو ظلت شندي صامدة لم تتأثر بالحرب النفسية ولا بالتصريحات الغوغائية من قادة التمرد التي تتوعد شندي بالثبور وعظائم الامور طوال تلك الفترة
رغم تلك الظروف الأمنية وشندي منطقة تماس قدمت قوافل الاسناد البشري والعيني والمادي للقوات المسلحة استقبلت الوافدين من سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة قدمت المأوى والغذاء والكساء والدواء رغم ضيق ذات اليد تقاسمت معهم (النبقة).
لكن رغم ذلك كانت الأولى في السودان في تطبيع الحياة المدنية استمرت الحياة في التعليم والصحة واصحاح البيئة الذي احدثت فيها شندي نقلة نوعية ووجدت الاشادة والتقدير من حكومة ولاية نهر النيل،ووزراء حكومة نهر النيل كل يباهي بشندي في مجال اختصاصه ان كان في التعليم أو الصحة أو الزراعة أو الرعاية والتنمية الإجتماعيةاو في الإعلام أو في الشباب
ويكفي شندي ان حكومة نهر انتقلت بكاملها لتعقد اجتماعات الحكومة في شندي اكثر من مرة تقديرا لعملها الدؤوب ومثابرتها في تقديم الخدمات للمقيمين فيها والوافدين على حد سواء والعدو يتسلل على حدودها الجنوبية
ان الرسالة التي بعث بها عصام الحاج الى الوالي اخطأت التقدير الزمني واخطات المضمون وهذا يدل الى ان رسالة بينها وبين الواقع مدى شاسع.
شندي استقبلت عشرات المصانع الوافدة ويكفي ان مجموعة اصيل بها اكثر من ستة مصانع في شندي غير الاخريات وإن شندي اعدت مدينة صناعية مساحتها 80 ألف متر2 تستوعب اكثر من عشرين مصنعا بخريطة استثمارية ومجازة من حكومة الولاية
شندي استقبلت العديد من الجامعات السودانية الحكومية والخاصة بلغت 22جامعة أدى طلابها الإمتحانات في شندي بسهولة ويسر استقبلت طلاب الشهادة السودانية من كل ولايات السودان حتى عبرت الإمتحانات بأمان
استقبلت شندي وفودا وقيادات أهلية وشعبية من دارفور والخرطوم ومن نهر النيل وبقية الولايات استقبلت شندي العديد من الوزراء الاتحاديين والولاة منهم من جاء مشيدا وداعما ومنهم من جاء لنقل التجربة
استقبلت شندي عشرات المؤسسات الصحية والطبية اخرها مستشفيات التهامي والنعمة استوعبت شندي الكوادر الطبية والإعلامية وبقية التخصصات، فتحت السوق للقادمين ووفرت معينات لسبل كسب العيش بدلا من الاعتماد على الاعانات والدعم الحكومي والطوعي.
شندي حققت طفرة في الخدمات الصحية ويكفي ما افتتحه وزير الصحة الاتحادي مؤخرا في مستشفى شندي التعليمي خدمات غير مسبوقة في تاريخ مستشفى شندي منذ الاستعمار وحتى الآن وعلى مستوى المحلية ،وفي مجال إصحاح البيئة قدمت خدمة نقل النفايات من المنازل والاسواق والمجمعات السكنية مثل الداخليات ومراكز إيواء الوافدين عبر التكاتك اسست اسواق جديدة في العبور مثل سوق الذرة وسوق البصل ونقلت البصات السفرية الى الميناء البري وتعاقدت على تعبيد أهم طريقين الاول من العبور الى الدسمة بمسارين لأول مرة في تاريخ المدينة مع للانارة ومواقع تصريف مياه الامطار و الطريق الثاني من الدسمة مارا بالمنطقة الصناعية حتى قيادة الفرقة الثالثة.
ان النقاط التي تناولتها رسالة عصام الحاج الى الوالي كلها يرد عليها الواقع أما عن البصمة التي تركها المسؤولين السابقين يكفي ان هذا المسؤول الذي بتولى امر المحلية ان كل هذا الانجازت التي حققها في زمن الحرب عجز السابقون في تحقيقها زمن السلم ،وهذه هي البصمة الحقيقية في تطبيع الحياة المدنية في زمن الحرب
واعتقد ان الرسالة التي بعث بها عصام الحاج الى الوالي ليلحق شندي من التدني والتدهور اعتقد انه الوالي لا ينظر اليها ولايعطيها دقيقة واحدة من زمنه، لسببين السبب الاول ان الوالي كان مديرا تنفيذا في شندي ويعرفها جيدا اكثر من عصام الحاج وكان قبل 48 ساعة من نشر رسالة عصام الحاج في شندي يضع حجر الاساس لمنشات جديدة ، والسبب الثاني ان الوالي قال في اجتماع الحكومة انه يتلقى تقارير يوميا من أربعة جهات مختلفة عن سير العمل في الولاية ويفحصها ويقارنها مع بعضها ليخلص الى توجيهاته أو قراراته وبالتالي لايحتاج الى رسالة من مواطن مهما كان شأنه.