إيهاب بشير يكتب : رواد الغناء السوداني كانوا اصحاب (مهن) ولكن!!

رأي : خطوة برس
*الفنون هي نتاج طبيعي لتفاعل الإنسان مع كل مايحيط بحياته وتفاعله معها منذ المهد .
*وهي ضروب إبداعية شتي منها الشعر والدوبيت والحداء والغناء والموسيقي والمسرح والرسم .
*الذين إمتهنوا الفعل الابداعي فى الربع الاول من القرن العشرين واضحوا فنانين ورموز ابداعية جوبهوا بحرب ضروس شنها عليهم المجتمع فى بداياتهم ووصفهم (بالصيع)
*كانو اصحاب مواهب وتاثروا ببيئتهم وناموس حياتها وحتى الشعراء شركائهم فى الفعل الابداعي كانوا ابناء بيئتهم ومفرداتهم يستمدونها من واقعهم المعاش.
*علما ان اغلبهم لم تسنح لهم الظروف إلا بالقليل من التعليم والتعلم .
*كلهم كانوا مهنيين كل منهم يمارس عمله المعتاد ويمارس الفعل الابداعي في وقت فراغه ارضاءا لموهبته
*بل أكثر من ذلك كانوا يمارسون الفعل الابداعى ولايتقاضون نظيره اي عائد مادى رغماً عن كونهم من أهم اسباب نجاح الافراح التي يشاركون فيها لعدة ايام بلياليها
*ولولا أن الرمز الامدرماني جورج مشرقي اقترح علي الفنان إبراهيم الكاشف تقاضي اجرنظير غناءه لتغطية مصاريف العازفين لما فعل .
*وكلهم من اصحاب المواهب المتفردة و المميزة ونحتوا فى الصخر وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل ان يصل كل منهم لمبتغاه وارضأء موهبته .
*فيهم من غير اسمه خوفاً من اهله مثلما فعل صلاح بن البادية وسيد خليفة رحمهم الله .
*جاهد الرواد العميد أحمد المصطفى وحسن عطية وعثمان حسين وآخرين فى تغيير الصورة الشائهة فى المجتمع عن الفنانين .
*كان جهادهم يتمثل فى الانضباط السلوكى والتزام الادب ومراعاة الاعراف و الظروف المحيطة بالمجتمع وانسانه
*ومراعاة ان يكون الفنان مهندماً ومنضبط سلوكياً ولابد ان يكون انموذجاً يشرف وقدوة تحتذي .
*جل الرواد كانوا يؤمنون بان الفن رسالة تدعو للحب والفضيلة والادب والحق والجمال .
*ولاغرابة ان يكون من ضمن كوكبة الفنانين زمرة من المعلمين امثال محمد ميرغنى وعبد الرحمن عبد الله ومصطفي سيد احمد ووردى وصديق عباس والأمين عبدالغفار رحمهم الله وعبدالقادر سالم والطيب عبدالله وحسين شندي متعهم الله بالعافية وآخرين لايسع المجال لذكرهم .
*لم يسعوا للشهرة ولاللمال بل كانوا يسعون لرفد الوجدان السودانى بكل ماهو جميل ومعبر ويدعو للخير والجمال والحب والفضيلة .
*كل الرواد بدأو مقلدين من سبقوهم ولكنهم كونوا شخصياتهم بعد أن عرفهم الجمهور كل على حدا باختياره لاعماله الخاصة التي شكلت شخصية كل منهم المميزة .
*حتى فى اختيارتهم لاعمالهم التى اختاروها كانو يستشيرون من سبقوهم والاستنارة بارائهم واخذها بعين الاعتبار .
*تفاعلوا مع كل القضايا الوطنية الانية كالسلم التعليمي أو محاربه العطش أو المساهمة في أعمال اخرى تفيد المجتمع والوطن والمواطن .
*وكان كل منهم يحتفى بجديده احتفاءه بابنائه ويعقدون لها الجلسات والورش للتدقيق والتمحيص .
*كم من أغنية تعرضت لعملية خصم او اضافة من العازفين أو من زملاء الفنان قبل ان تصل للمتلقى فى صورتها الاخيرة
*لذا لاغرابة ان يكتب عبد الكريم الكابلى لمحمد احمد عوض (عشمتينى بحبك ليه) ويلحنها محمد احمد عوض ويغنيها رحمه الله
*اويكتب الكابلي نفسه ويلحنها ويمنحها للفخيم عبدالعزيز محمد داؤود (يازاهية) كتبها كابلي ولحنها ومنحها لابوداؤود
*ولاضير ان يكتب اسماعيل حسن ويلحن وردى ليغنى عثمان مصطفى (والله مشتاقين) .
*أو يكتب كابلى أيضا ويلحن عركي ويغنى خليل اسماعيل (جبل مرة).
*أو يكتب ويلحن محمود فلاح ويغني عبدالوهاب الصادق(حبايبي الحلوين) .
*أو يكتب الفاضل سعيد ويلحن ويغني محمد احمد عوض(ابوي ماتقول ليه لا) .
*لذالك لابد ان يرسخ عطائهم في وجدان الشعب السوداني ويردده المؤديين حتي الان .
*وتكون نسبة استماعه تفوق الجديد الماسخ الذي يقدمه عديمي الموهبةوزمرة المرددين الان في الحفلات .
*وهم يسعون للمال ويتقاضون الملايين نظير ذلك والاغتناء من أغنيات الرواد.






