رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات…القوات المسلحة…(العلمية) تستبق (البندقية).

رأي: خطوة برس

قد تكون المعركة التي قادتها القوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع ومن يقف ورائها من القوى الإقليمية والدولية هي ليست معركة عسكرية بحسابات الميدان ومصطلحاته المعروفة في إدارة المعارك العسكرية.ولكن معركة الكرامة كانت ورقة (علمية)في إدارة فنون المعركة نظريا وعمليا والحصول على النتائج المرجوة وهو الإنتصار وهزيمة وسحق العدو.
ولكن تبقى الاستراتيجية العسكرية التي أدارة بها القوات المسلحة معركة الكرامة وهي تواجه جنود ومرتزقة مليشيا الدعم السريع في الميدان ب(عين ) واحدة وترقب ب(عينين) الخبراء العسكريين الاجانب الذين يديرون المعركة من وراء (جدر) بإمكانيات فنية كبيرة وغير متوفرة عند الجيش السوداني ،وفي ظن هؤلاء ان المعركة منتهية لصالحهم ان لم تكن في المرحلة الأولى فانها في المرحلة الثانية هي لهم وان لم تكن كذلك هي في المرحلة الثالثة لهم،ولكن خابت توقعاتهم المبنية على نظرية التفوق اللوجستي والتفوق التقني والتفوق العددي في تحقيق الهدف المنشود وهو هزيمة القوات المسلحة والسيطرة على البلاد حينما حددوا ذلك ب(ساعتين) فقط (120) دقيقة ولكن الأمر استمر الى (سنتين) وتساقطت خططهم العسكرية ونظرياتهم التكتيكية بل تحطمت كلها أمام استراتيجية القوات المسلحة التي أذهلت علماء وخبراء الاكاديميات العسكرية في العالم. الذين باتوا على قناعة تامة في اضافة (استراتيجية) القوات المسلحة في معركة الكرامة الى مناهجهم العسكرية وهي أحدث معركة عسكرية تخرج لهم بنتائج ميدانية غير مسبوقة في تاريخ المعارك العسكرية. التي بين يدي تلك الاكاديميات العسكرية (النظرية) منها و(العملية).
ومعركة الكرامة التي خاضتها القوات المسلحة ضد قوى اقليمية ودولية وامكانية فنية وتقنية ولوجستية غير مسبوقة في المعارك العسكرية في العالم واستطاعت هزيمة هذا التفوق العالمي بنظريات وسياسات بدأت ب سياسة (حفر الإبرة) وانتهت بسياسة (النفس الطويل) وشرك ( ام زريدوا).
والقوات المسلحة بتلك الاستراتيجية التي إدارة بها معركة الكرامة وهزيمة القوى الأجنبية الدولية والإقليمية التي تقف أمام وخلف مليشيا الدعم السريع ،تقدم سفرا جديدا للاكاديميات العسكرية في العالم في كيفية إدارة المعارك العسكرية وتضيف نظريات في حسابات ميزان القوة ومعطيات ميدان المعركة غير مسبوقة.
والإكاديميات العسكرية العالمية حين تضع معركة الكرامة بتلك المعطيات التي إدارة بها القوات المسلحة السودانية، أمام كبار الضباط الذين يدرسون فيها كإمتحان فستكون النتيجة لم ينجح احد (نظريا) ولن ينجح احد( ميدانيا).
ان الاستراتيجية التي إدارة بها القوات المسلحة معركة الكرامة التي قدمت فيها نظريات عسكرية في إدارة المعارك بتلك المعطيات فإن القوات المسلحة تقدم في نفس الوقت درسا جديدا آخر هو ان (العلمية) تستبق( البندقية) في المعارك العسكرية.وتضع في (أرشيف) الاكاديميات العسكرية العالمية كل ماسبق من علم وخطط ونظريات قبل معركة الكرامة.
وصدق من قال ان السودان هو (معلم) الشعوب ويكفي ان أول حضارة انسانية في العالم كانت في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى