دكتور محمد احمد تبيدي يكتب : مسارب الضي…هل ضيع “أبوعشرين” حلم المونديال؟!

رأي : خطوة برس
في خضم الأحداث الكروية الأخيرة في القارة الإفريقية للتصفيات المؤهله لكأس العالم ، يتردد سؤال في أروقة المحللين والمشجعين
هل ضيع “على أبوعشرين”، اللاعب المثير للجدل في منتخب السودان، حلم التأهل للمونديال؟
يأتي هذا التساؤل بعد نتائج مفاجئة ومثيرة للجدل في بعض المباريات الإفريقية؛ حيث حقق السنغال فوزاً باهراً على موريتانيا، كما تمكنت “الكنقو” من إحراز انتصار مهم على توغو، بينما انتهت مباراة السودان مع جنوب السودان بالتعادل.
إن نتائج هذه المباريات لم تكن مجرد أرقام على لوحة النتائج، بل شكلت منعطفاً في مسار التصفيات وتأثيراً مباشراً على آمال الفرق المشاركة في المنافسة. ففي حين تتقدم منتخبات مثل السنغال والكنقو بخطى ثابتة نحو التأهل، يبدو أن التقدم الذي كان يأمله المنتخب السوداني قد تقوض بظهور نتائج غير مرضية،
اعتبر “أبوعشرين” شخصية مثيرة للجدل داخل الساحة الرياضية السودانية مع فريقة الهلال والمنتخب الوطني ؛ فقد تميز بأسلوبه الفردي الذي يجمع بين التسرع والاندفاع، لكنه كثيراً ما واجه الانتقادات بسبب مواقفه وتصرفاته داخل الملعب. وبالرغم من المواهب التي كان يمتلكها سابقاً أن الأرقام والنتائج في التصفيات قد أبرزت بعض الثغرات في أدائه، مما دفع المتابعين للتساؤل على اصرار مدرب المنتخب كواسي ابياه على اشراكه بالرغم من أن أدائه وسلوكه أو قراراته الفردية قد أثرت سلباً على فرص الفريق في تحقيق ثلاثة نقاط غالية ترفع من سقف الحلم بالمونديال.
لا يمكن إغفال أن فوز السنغال على موريتانيا وانتصار “الكنقو” على توغو يرسخان مواقع متقدمة لفرق تمتلك مستويات فنية وتنظيمية عالية، في حين أن التعادل الذي خرج به السودان مع جنوب السودان جاء بمثابة جرس ناقوس للمدرب والإدارة الفنية بضرورة إعادة النظر في الخطط التكتيكية. إذ أن كل نقطة تُفقد في هذه المرحلة الحساسة قد تقرب الفريق من خيبة الأمل في تحقيق الحلم الكبير بالمونديال.
يبقى السؤال قائماً حول مستقبل “أبوعشرين” والمنتخب السوداني في ظل هذه النتائج. فبينما يتحدث البعض عن ضرورة التحول من أسلوب اللعب الفردي إلى التكامل الجماعي، يرى آخرون أن التحديات الأكبر تكمن في الإدارة الفنية وتنظيم الخطط قبل أن تُلقى اللوم على أي لاعب بمفرده. وما يزال الوقت قائماً لتصحيح المسار، سواء كان ذلك عبر تعديل استراتيجيات اللعب أو تعزيز روح الفريق، لتظل آمال السودان في التأهل حية في مراحل التصفيات القادمة.
في النهاية، تبقى كرة القدم لعبة مليئة بالمفاجآت، وقد يكون القادم أفضل إذا ما أدرك اللاعبون والمسؤولون أهمية الانسجام والتكامل، بعيداً عن الجدل الفردي الذي قد يعوق تحقيق الأحلام الكبيرة.