محفوظ عابدين يكتب : مسارات…هيئة المواصفات والمقاييس السودانية..لاتعمل بالطاقة الشمسية

رأي: خطوة برس
التناول الإعلامي الذي تعرضت له الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بشأن الواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها بإنه هنالك جزءا كبيرا من هذه السلعة في الاسواق غير مطابق للمواصفات الأمر الذي جعل الهيئة تصدر بيانا توضح فيه حقيقة الأمر في جوانبه المختلفة.
واعتقد ان التناول الإعلامي الذي تعرضت له هيئة المواصفات والمقاييس هو مسألة إيجابية اذا نظرنا الى الجزء الممتليء من نصف الكوب أو اذا نظرنا إليه بعين( الرضاء) لا بعين (السخط).
وتبدو ايجابية هذه المسألة في ان هذا التناول جاء من حملة الأقلام والإعلام والاعلام هو مرآة المجتمع وقد يكون الوسيط بين السلطات والشعب ومن هنا تأتي أهمية الإعلام في لفت السلطات اي كانت طريقة تلك الإلتفاتة وبالتأكيد هذه الخطوة تمت بين الإعلام والجمهور في ما بينهما قبل ان تصل الى الراي العام عن طريق النشر وهذا مؤشر أن مسألة(الجودة) هي حاضرة في ذهن المواطن وهذه هي التي تربط بين الهيئة والاعلام والجمهور من اجل رفع (الوعي) بأهمية( الجودة) وهذا هو الدور الذي تتكامل فيه جهود الجهات الثلاث من اجل الحصول على سلعة ممتازة وفق المعايير المطلوبة التي تحددها هيئة المواصفات.
والايحابية الثانية في هذه المسألة هي ان هيئة المواصفات ردت على على هذا التناول الإعلامي وردها ليس قاصرا على تلك الجهات الاعلامية التي تناولت الموضوع ولكن كان ردها بحديث اهل اللغة و البلاغة( أطلقت الجزء وارادت الكل) وردها لتلك الجهة الاعلامية(جزءا) وللشعب السوداني (كلا) حتى يقف على حقيقة الأمر.
وراعي الضأن في الخلاء يعرف ان هيئة المواصفات هي مسوؤلة أمام الله والوطن والشعب عن كل سلعة تدخل عبر الموانيء والمنافذ الرئيسية للبلد.فان اي سلع تدخل بصفة رسمية ويتضح في ما بعد بأن فيها خللا فإن هيئة المواصفات تكون مسؤولة أمام الله والوطن والشعب ومايترتب على هذه السلعة غير المطابقة من اثار.
وبنفس القدر فإن هيئة المواصفات والمقاييس هي غير مسؤولة عن أي سلعة تدخل البلاد عن طريق التهريب أو طريق العفش الشخصي للمسافرين فهذه مسؤولية جهات اخرى والمواصفات غير مسوؤلة عن دخولها ولكن هي مسؤولة عنها وهي معروضة في السوق ولكن هذا لايعني ان تقف هيئة المواصفات مكتوفة الأيدي وهي ترى السوق مليء بالبضائع والسلع المهربة قليل الجودة.
فلابد من تنظيم حملات على الاسواق خاصة الاسواق المتخصصة كل حسب سلعته
وتكون الواح الطاقة الشمسية هي البداية لهذه الحملة خاصة وإن هذه الأيام هي مطلوبة بشدة في البيوت ومحطات المياه وطواحين الغلال والمخابز والمؤسسات والشركات. والمستشفيات وغيرها.
ان ارتفاع أهمية عمل المواصفات والمقاييس عند المواطنين هو المؤشر الاول في تاخذ هذه الهيئة اهميتها وسط مؤسسات الدولة ووسط الجمهور وهي بالتأكيد تعمل بالطاقة الوطنية ولاتعمل بالطاقة الشمسية.