دكتور محمد تبيدي يكتب : مسارب الضي… حكاية آل دقلو تُروى كمثال ساخر على أن الهيبة لا تُصنع بالكذب

رأي : خطوة برس
في فصل درامي لا تقلّ عن مسرحية هزلية، شهدت الساحات مواجهة غير متوقعة بين الجيش السوداني والمقاومة الشعبية من جهة، وبين مليشيا آل دقلو الإرهابية التي حاولت الأكاذيب الزائفة تُظللها على حساب الحقائق. وكأنها واثقة أن كُل ما يُقال من زيف سيتحول إلى رصيدٍ من التأثير والنفوذ، إلا أن الواقع جاء بموازين لا ترحم.
كانت مليشيا آل دقلو قد جمعت بين الأساليب القديمة والتلاعب اللفظي المُتقن، متأنقة في سرد قصصٍ مختلقة عن معارك بطولية وأنجازات تُضاهي أساطير الخيال. لكن في مشهدٍ غير متوقع، واجهت هذه الأكاذيب موجةً من الحقيقة المرة، حينما حدده الجيش السوداني والمقاومة الشعبية حدود اللعبة التي لا مجال فيها للتزحلق على دروب الأكاذيب.
وبينما كانت الأكاذيب تتهافت وتتنافس على انجاز المزيد من الهيبة الوهمية، لم تستطع مليشيا آل دقلو إلا أن تُعاني من زلةٍ ذريّة كادت أن تُفشي كل أسرارها الملطّخة. ففي مواجهتها الأخيرة، انقلبت الطاولة عليها؛ حيث تجلت الحقائق في أبهى صورها، وبدأت الأكاذيب تنفجر في وجه من حاول أن يحيا من خلالها على حساب شعبٍ ينتفض لمقاومة الظلم.
إنها مفارقة تاريخية لاذعة، حينما يُظهِر التاريخ كيف أن محاولات التزييف الدؤوبة، مهما بلغت حدة الكلام وتعددت رواياته، لا تصمد أمام قوة الحق والحقيقة. فالجيش السوداني، الذي لم يكن مجرد رمزٍ للسلطة بل انعكاساً لإرادة شعبٍ حريص على كسر قيود الظلم، صَدّم تلك المحاولات الفاشلة، وكشف كل ما كان من تسويق زائف لسلطة مبنية على الخداع.
وفي نهاية المطاف، بقيت مليشيا آل دقلو حكاية تُروى كمثال ساخر على أن الهيبة لا تُصنع بالكذب، بل تُستمد من الأفعال التي لا تعرف إلا شرف البطولة الحقيقية. وفي حين أن محاولاتها لتثبيت مكانتها في سجل التاريخ قد أضحكتها في بداية المطاف، فإن النهاية كانت بمثابة درسٍ قاسٍ لكل من يظن أن الحقيقة يمكن أن تُستبدل بأوهامٍ لا قيمة لها.
بهذه الحكاية الساخرة، يظل التاريخ شاهداً على أن الكذب مهما تراكم، لا بد أن ينكشف في نهاية المطاف، تاركاً خلفه آثاراً من السخرية والندم لمن حاول التلاعب بالواقع على حساب الشعب والجيش الذي يحمي كرامته.
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة