دكتور محمد تبيدي يكتب : مسارب الضي… «نصر المستضعفين والكهول والنساء والأطفال» رحلة دقلو من هيبة القوة إلى طيف الهزيمة

رأي : خطوة برس
*عبدالرحيم دقلو قائد ثاني مليشيا الدعم السريع المُتمردة بين أضواء الشهرة وظلال الفشل*
يُعد عبدالرحيم دقلو، قائد ثاني مليشيا الدعم السريع المُتمردة، شخصية لاقت صدى واسعاً في فترة تمرد المليشيا ، حينما عزمة نيته اخترق أسوار الولاية الشمالية، ووضعها نصب عينيه، رؤية جريئة لتحقيقها سيضع مرتزقته في رحي لن تبقى منهم سوء اشلاء فقد خرج دقلو بمعية قواته المدعومة بأحدث أنواع السيارات المصفحة والعتاد العسكري والتسليح الذي لا يُضاهى، الذي بإمكانه احتلال العالم بكامله. وكانت خلف دعم دولي وإقليمي واضح، خاصةً من دول الجوار، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة إيقاد وصمت العرب والمسلمين، إضافة إلى جامعة الدول العربية، كل هذا شكل شبكة من المساندين جعلت من مشهد النزاع لوحة معقدة للنظر والشفقة على جيش الوطن. لم يكن دقلو يقف وحيداً في رحلته؛ فقد كان مدعوماً من جهات دولية وإقليمية، قادرة على تحريك كتل سياسية وإقليمية بأبعادها المتعددة. وقد أسهم هذا الدعم في تعزيز قوة المليشيا رغم كل التحديات، مما جعلها تبدو كقوة عسكرية مهيبة على الساحة، قادرة على إعادة رسم خريطة السودان وعلى الرغم من تجهيزاته العسكرية المتطورة وتفاؤله المفرط، واجه دقلو سلسلة من الهزائم الميدانية. ففي مشهد شبيه بمن يسير على جليد هشّ، تكسرت خطواته مع كل محاولة للتقدم؛ فهرب من مصفاة الجيلي، وولاية سنار، والجزيرة، والخرطوم، وحتى مدينة الفاشر، حيث ظلت المقاومة قائمة لأكثر من سنة، وظل عصية عليهم اخضوعها. وهكذا تحولت حملة دقلو العسكرية إلى رحلة من التراجع المستمر، حتى باتت بطموحاته صوتاً خافتاً في وجه الرياح العاتية للصمود القوات المسلحة وفي مواجهة ما اعتبره البعض استعراضاً للقوة، بزغ فجر المقاومة الشعبية، حيث تصدرت كتائب البراء والمجاهدين صدارة المشهد، داعمةً القوات المسلحة وجهاز الأمن في حماية الوطن الجريح. وقد كان النصر حليف المستضعفين والكهول والنساء والأطفال، وكل شريف يحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض. وكأن المقاومة الشعبية كانت السد المنيع الذي حال دون نجاح مليشيا آل دقلو الإرهابية في فوضى تقسيم السودان الذي كان يحاول بعض المرتزقة والعملاء بتحريضه، متحدين “دولة الشر” التي سعت لتفكيك الوحدة الوطنية. ويبقى مسار عبدالرحيم دقلو شاهداً على صراع بين الطموح المتمرد والقوة الشعبية الثابتة، حيث انقلبت موازين الأمور على من اعتقد أن لديه القدرة على احتلال العالم بعتاده وسلاحه. ففي النهاية، أثبتت المقاومة الشعبية أن الأرض لا تُمنح للمعتدين، بل تُنتزع بعرق الصامدين ودماء الأبطال، مما يجعل من نصر المستضعفين صدىً خالداً في صفحات تاريخ الوطن.
#وانا_سأكتب_للوطن_حتى_أنفاسي_الأخيرة