محفوظ عابدين يكتب : مسارات… دبلوماسية( الشاي) والدوشني (سفيرا).

رأي:خطوة برس
وفي شندي واللجنة الأمنية فيها تتفقد عددا من المصانع الوافدة بسبب الحرب، والتي اتخذت من شندي مقرا لها كان من بين تلك الجولة زيارة لمصنع تعبئة الشاي لإعمال الدوشني التجارية الذي كانت له فروع في العاصمة الوطنية أمدرمان وفي عاصمة( الفرسان) و(الخيول) نيالا عاصمة جنوب دارفور ومن مسميات تعبئة الشاي منها ( البحير) و(الخيول) ذات العلاقة بنيالا.
ووقف وفد اللجنة الأمنية بشندي على مراحل تعبئة الشاي داخل المصنع بآليات حديقة وإن الشاي مقسم الى انواع منه( الناعم)و(الفلفل) وإن المصنع عمل استبيانا حول أين يتجه (المزاج) عند اهل الشمال للشاي الناعم ام الفلفل لأن المصنع يغطي اجزاءا كبيرة من ولايتي نهر النيل والشمالية فضلا عن ولاية الخرطوم
ولكن كان الجزء الأكبر في الحديث حول الازمة (السياسية) بين السودان وكينيا التي يكون الشاي واحدا من أهم ( أجندة ) هذه الازمة السياسية والعسكرية حيث تعتبر كينيا واحدة من الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع.
وكان الحديث في ذلك الوقت قبل ان يتخذ السودان قرارا بوقف الواردات الكينية وعلى رأسها(الشاي)
ووقتها قال المدير العام لإعمال الدوشني لتعبئة الشاي بالانابة عبد الحي محمد الحسن ان هناك العديد من الدول التي يمكن ان يستورد منها الشاي منها الافريقية والاسيوية وحددها بالاسم لتكون بديلا عن( كينيا) التي لم تقدر ان السودان من اكبر المستوردين للشاي الكيني، وبهذا الخطوة يكون دوشني (سفيرا) اقتصاديا لأنه يفتح منافذ جديدة للتعاون الاقتصادي مع عدد من البلدان لتكون بديلا بكينيا.
وامس كذبت اكبر الصحف الكينية (ذا استاندرز) الرئيس الكيني الذي زعم ان صادرات الشاي الى السودان لازالت مستمرة وكتبت تلك الصحيفة في صدر صفحتها الأولى مع صورة له ( الرئيس الكاذب).
وقرار السودان بوقف واردات الشاي من كينيا قد ادخل حكومة نيروبي في (أزمة) إقتصادية و سياسية ودبلوماسية وجعل كثير من الضغوط تنهال على الرئيس الكيني من اصحاب مزارع الشاي والمنتجين، والمصدرين ومن البرلمان الكيني والذي اضاع على بلادهم الكثير من الموارد بسبب دعمه للمليشيا المتمردة في السودان.
وكشف قرار السودان بوقف واردات الشاي من كينيا والازمة التي خلقها (سياسيا)و(دبلوماسيا)و(اقتصاديا) ان السودان يمتلك الكثير والعديد من الوسائل التي يضغط بها على الكثير من الدول ويجعلها موقفها (ضعيف)كما فعل بكينيا.
وإن واحدة من اسباب هذه الحرب ان الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع تريد السيطرة على كثير من موارد السودان خاصة الزراعية ،وبالتالي قرار مثل هذا القرار يمكن ان يعمم في الصادر والوارد وتكون نتائجه اكبر من عائداته المادية.