رأي

محفوظ عابدين يكتب: مسارات…الحركة الاسلامية ..يسهر الخلق جراها ويختصم

رأي: خطوة برس

مثل ما قال الشاعر ابو الطيب المتنبيء حول اختلاف الناس حول تفسير المراد من اشعاره ويصلون فيها مرحلة من الخصام كل يعتد برأيه ان المتنبيء يقصد كذا ويقول الآخر ان المتنبيء يقصد كذا والناس يتعاركون حول شعره وهو نائم في بيته
وعبرعن ذلك في ميميته المعروف التي يفخر بها ويعتد فيها بنفسه والتي يقول فيها.. الليل والخيل والبيداء تعرفني والسيف والقرطاس والقلم..
الى ان يصل الى عراك الناس حول شعره ويقول
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم.
وهكذا هو حال الحركة الاسلامية دائما يسهر الخلق جراها ويختصم.
وعندما نفذت التغيير في العام 1989م فشلت كل القوى الداخلية والخارجية في معرفة نوع هذا التغيير الذي حدث في ذلك العام حتى استخبارات ومخابرات دول جوار والاقليم كل حسب هذا التعبير في صالحه دون يعرفوا هويته وذهبت كل التحاليل السياسية والاعلامية في اتجاه ..والحركة الاسلامية تنام ملءجفونها ويسهر الخلق جراها ويختصم.
وعندما قال الشيخ حسن الترابي قولته المشهورة في اليوم الاول للتغيير البشير أذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الى السجن حبيسا، كان قبلها قد دار حولها قول كثيف لانها اخفت هويه التغيير ،وفيها وحولها كان يسهر الخلق جراها ويختصم.
وعندما جاءت التعديلات الدستورية في العام 99م كانت في ظاهرها انقسام في الحركة الاسلامية وهو ماعرف في ذلك الوقت بين مجموعة( المنشية) التي يمثلها د. الترابي ومجموعة( القصر) التي يمثلها الرئيس البشير وتطورت لاحقا بين المؤتمرين (الوطني) و(الشعبي) وكان هذا الحديث الأكبر واخذ زمنا طويلا وسهر فيها الخلق زمنا واختصموا الى ان اكتشفوا ان هذا الانقسام الظاهر كان حيلة لرفع الضغوط الدولية على السودان وإن تمسك الحركة الاسلامية ب(مفاصل) الحكومة و(تفاصيل) المعارضة ،والقوة السياسية في الداخل والخارج كانت تسهر وتختصم والحركة الاسلامية تنام ملء جفونها.
والحركة الاسلامية خلال مسيرة حكمها اكتسبت خبرات عالية في فن التفاوض السياسي والدبلوماسي وكانت لها قدرة كبيرة في قراءة الواقع الإقليمي والدولي حول السودان وكيفية التعامل معه واستطاعت ان تمضي بمسيرة الحكم حوالي ثلاثين عاما في ظل كل هذا الأجواء المتقلبة.
وحتى بعد مغادرتها سدة الحكم لكن ظلت الحركة الاسلامية حاضرة تخفق منها قلوب الحكومة الانتقالية وتزداد وجلا وتهتز جوانب المعارضة منها خوفا وحتى في الحرب التي نشبت في السودان كانت الحركة الاسلامية حضورا في دوائرها المحلية والإقليمية والدولية وفي دورها ومشاركتها ودعمها للقوات المسلحة وفي موقفها القوي والثابت يسهر الخلق جراها ويختصم.
وحتى في الدعوة الأخيرة التي تلقتها الحركة الاسلامية من منظمة بروميدييش للقاء تفاكري بين القوى السياسية السودانية ، وكانت على المنظمة والاجندة ملاحظات ولكن كان لقبول طرف من الحركة الاسلامية للدعوة ورفضها من طرف اخر فقد كان هذه الموقف محل تحليل ولازال جاريا والقراءات فيه مستمرة من أهل الإعلام والسياسة كل يدلو بدلوه والى ان يظهر الموقف الحقيقي من هذه الخطوة التي اتخذتها اطراف الحركة الاسلامية كما ظهرت أمثال تلك المواقف من قبل ،فإن الحركة الاسلامية ستنام ملء جفونها عن شواردها ويسهر الخلق ويختصم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى