محفوظ عابدين يكتب : مسارات… صلاح كركبة… عندما يتحول الطموح( الشخصي) الى (وطني).

رأي: خطوة برس
وقصة سيدنا يوسف بن يعقوب المعروفة لدى الجميع كما جاءت في القرأن الكريم هى مجموعة من الابتلاءات مر بها سيدنا يوسف من قصة البئر وعملية بيعه بثمن بخس وقصة نساء القصر والسجن الى ان كانت قصة (حلم) الملك والذي نجح سيدنا يوسف في تفسيره وكان النقطة التحول الكبرى في ان يتحول من (سجين)الى (وزير) وتطورت القصة واصبح ملكا وجيء باهله من البدو ورفع ابويه على العرش وتحققت (رؤيته) الأولى أني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين.
وعندما تحققت كل الطموحات والأمال بلغة اليوم ،كان دعاء سيدنا يوسف اللهم توفني مسلما وألحقني بالصالحين.
وكانت القصة التي تحول بموجبها سيدنا يوسف من ( سجين)الى (الوزير) هي تفسير (حلم) الملك وايجاد المعالجة لواقع الحلم في إنقاذ القوم من اثار السنين العجاف الى ان جاء ذلك العام الذي يغاث فيه الناس وفيه يعصرون وانفرجت الازمة الاقتصادية وخرج الناس من دائرة المجاعة بفضل تلك التدابير.
والسنين العجاف التي عاشتها مصر في ذلك الوقت كانت أسبابها (مناخية) ،ولكن الظروف التي يعيشها السودان الآن أسبابها (الحرب) والتي بسببها خرجت ملايين الافدنة من دائرة الإنتاج في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وهي في الأصل ولايات انتاج زراعي معروفة وبسبب الحرب عاش السودان سنينا (عجافا) وصلت الى سنتين ،وتحملت ولاية نهر النيل عبء الإنتاج الزراعي خلال سنتي الحرب واجتهدت في ان تسد حاجات اهل السودان الذين وفدوا اليها والى غيرها من الولايات والى الذين ظلوا ايضا في مواقعهم خاصة في ولاية الخرطوم تأتيهم خيرات نهر النيل وحتى القوافل التي سيرتها ولاية نهر النيل دعما للقوات المسلحة كانت اكثر من (85% )منها منتجات زراعية وكانت الإنتاج الزراعي في الخضر والفواكه والمحصولات مثل القمح والفول والبصل كان وفيرا بفضل سياسة وزارة الزراعة وخبرة مزارعي الولاية في التعامل مع (الأرض)ورعاية ومتابعة عمليات (الإنبات) في تكون معدلات الإنتاج تغطي حاجة اهل السودان بعد خروج ولايات بأكملها من الإنتاج الزراعي.
ونجحت ولاية نهر النيل رغم الظروف الأمنية التي احاطت بالولاية نفسها في زيادة الرقعة الزراعية وزيادة حصيلة الفدان في كل انواع المزروعات ولاتزال الولاية تفتح ذراعيها لمزيد من الاستثمارات في المجال الزراعي ووزارة الاستثمار بالولاية لديها اكثر (9 )مليون فدان جاهزة في أرض خصبة تنتظر من يخطب (ودها).
والمهندس صلاح كركبة الذين يقود الوزارة منذ العام 2022م حتى الآن تخللتها فترات خروج اقتضتها بعض الظروف إلا انه ظل يقدم عملا في هذا الوزارة خاصة في انتاج القمح الذي وصل معدلات انتاج متوسط الفدان فيه من (16)الى (20) جوال. حتى في الاراضي التي تزرع لأول مرة مثل مشروع الفرقة الثالثة بالتعاون مع مشروع المسيكتاب الزراعي بشندي ومساحته حوالي( 500) فدان
وصلاح كركبة هو رجل الان بلا طموح ان صح القول فقد تحققت طموحاته الشخصية الاكاديمية والاسرية والاجتماعية والمهنية فلم يبق له إلا ان يحقق (حلم) السودان في إنتاج( القمح) وبقية المحصولات الى (واقع) كما فسر سيدنا يوسف (حلم) الملك وحول واقعه الى معالجة اقتصادية من تلك السنين العجاف.
والقمح الذي الذي تحول بموجبه سيدنا يوسف من سجين الى وزير هو ذات القمح الذي يجعل الوزير (كركبة) في يحقق( حلم) الامة السودانية لتحقيق انتاجية عالية من القمح بمعالجة الاسباب وتوفير الأمكانيات المطلوبة ،لان القمح اصبح (سلاحا) و لأن( الامن الغذائي) و(الامن العام) بينهما رابط قوي ووثيق ،ومن لايملك قوته لايملك قراره وهذا ايضا مرتبط بالسيادة الوطنية واستقلالية القرار السياسي.