قضايا

ضبط اسلحة وذخيرة ومقر تجميع صواريخ بالمنشية والطائف .. من رأي ليس كمن سمع

الخرطوم : عرفة صالح

منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل من العام 2023 .لم نتمكن من تتجاوز جسر النيل الابيض الرابط بين امدرمان والخرطوم ، ولكن بعد تحرير الخرطوم في مارس المنصرم من ايادي المليشيا المتمردة الارهابية ، سنحت لنا الفرصة ان نعبر الجسر بكل امن وامان ، وان نتجول في احياء الخرطوم. المنشية وحي الطائف، وكان كذلك يوم الثلاثاء الثامن من ابريل 2025م ، وكنت ضمن الوفد الاعلامي الذي وقف على ضبطية اسلحة ومقر لتجميع صواريخ في احدي البنايات بحي المنشية يتم تجهيزها للاستخدام .

0 وما لفت نظرنا كانت قطع الصواريخ متناثرة في البدروم ، يتم تركيبها وتجهيزها بواسطة مختصين ، وعندما سألنا عن لماذا تاني الصواريخ في شكل قطع كانت الاجابة من المختصين تحسبا لعدم معرفتها عندما يتم ضبطها من قبل الجيش السوداني ومعرفة مصدر شحنها للمليشيا المتمردة ، وما هي الجهة التي أتت منها حتى لاتصبح دليل ضد من دفعوا بها الى هؤلاء المتمردين.

0 هذا المنزل الذي ضبطت فيه عملية تجميع الصواريخ يمثل احد البنايات المدنية التى استخدمته المليشيا لتدمير الخرطوم ،حيث اصبح المبني سكنة عسكرية في وسط أحياء المدينة ، مما يدل على ان الحرب التى شنتها المليشيا على البلاد أكبر من امكانيات قوات الدعم السريع المتمردة ومن عاونها، فالسلاح الذي تم ضبطه بواسطة الاستخبارات العسكرية السودانية في عدد من المواقع السكنية بمحلية الخرطوم من الأسلحة الحديثة التى تؤكد ان الحرب التي اندلعت بالبلاد هي حرب شاملة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية .
0 وبجانب الأسلحة كانت المحطة الثانية حيث وقفنا على بناية من أربع طوابق تستخدم مخزن للادوية واخرى عيادة ميدانية تستقبل جرحى ومصابين المليشيا ،هذه المضبوطات كانت لمصلحة الشعب السوداني ولقواتنا المسلحة والحمد لله

0 وحقيقة كانت المناظر فظيعة ومحبطة ومحزنة ، ومن رأي ليس كمن سمع انه تدمير حقيقي لاوجه الحياة في البلاد وخاصة في عاصمتها الخرطوم مقرن النيلين .
0 وخلال الجولة التي شاهدنا من خلالها مناظر مؤلمة في طرقات وشوارع الخرطوم المختلفة ، لا عين رأت ولا اذن سمعت ،فكل منظر كان يحكي عن بؤس ووحشية هؤلاء القتلة الذين حولوا أحياء محلية الخرطوم الى مدينة اشباح تحكي عن أسوأ مظالم شهدتها أكبر المدن بالسودان ذات التاريخ التليد ،انه شئ لايصدق ونحن نتجول في احياء المنشية والطائف مرورا بشارع الستين شارع عبيد ختم وشارع المطار حيث الهدوء وقلة الحركة ، سيارات ومواتر تاتي من حين لاخر تعد باصابع اليد ،في مشهد ملئ بالوحدة والوحشة والاستغراب والدهشة والحيرة ، حيث يتبادر لذهنك منذ الوهلة الاولى هل هذه طرقات الخرطوم وشوارعها المكتظة ام ان هذه مدينة من أساطير الاولين.؟

0 وفي مدينة الطائف مربع 22 وقغنا على مبني كانت تستخدمه المليشيا الارهابية مخزن للاسلحة والذخيرة حيث تم حرقه بالكامل من قبل المليشيا بعد ان تم سحقها وطردها من الخرطوم ،كان صاحبه مستأجره كشقق سكنية ، والان اصبح مدمر تماما لا يصلح لسكن حيث انه يحتاج إلى اعادة تأهيل وترميمه من جديد حتي يرجع لسابق عهده. ومثله كثير في ولاية الخرطوم .
0 وفي نبرة حزن عميق واسى تحدث لنا وكيل المنزل الذي تم حرقه المواطن صالح محمد علي ، وقال نحمد الله على حال ، كما ترون المنزل امامكم اصبح جثة هامدة ،هذا نهج المليشيا بعد ان فشلت في ميدان المعركة اصبح هدفها الأول المواطن ، وهذا يؤكد ان الحرب التى دارت بالبلاد حرب تدمير وخراب ممنهج ،القصد منه تهجير المواطنين من مناطقهم ،ولكن شجاعة وبسالة وحسن ادارة القوات المسلحة والقوات المساندة لها لمعركة الكرامة استطاعت ان تفشل المؤامرة المسنودة محليا واقليميا ودوليا بمهنية واحترافية ادهشت العدو قبل الصديق،حيث دعا صالح المواطنين للعودة لديارهم بعد ان تم تطهير كل المناطق التى كانت تحت سيطرة الدعم السريع ودنسها بسلوكه المشين ،واضاف ان الوضع الامني جيد ومطمئن للغاية حيث ان القوات المسلحة والمشتركة والمساندين لها بسطت سيطرتها على محلية الخرطوم والمحليات الاخرى.

0 ورغم المصيبة الكبيرة التى حلت بالبلاد الا أن هناك اشراقات تعطي الامل في عودة الخرطوم الى سابق عهدها ، حيث بدأت بعض الجهات في تنظيف بعض المؤسسات الحكومية التى شهدت الخراب والدمار من اوباش الدعم السريع ومن عاونهم .

0 وغاية القول ان ماتقوم به القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة وهيئة الاستخبارات وقوات العمل الخاص والمجاهدين والمستنفرين في تهيئة المناخ لتطبيع الحياة بولاية الخرطوم ،لعمل مقدر يعبر عن الروح الوطنية الخالصة التى يتحلى بها انسان السودان ، والتفاني من اجل عودة الحياة لطبيعتها في عاصمة السودان.
0 أخيرا :
دعونا نبدأ حياة جديدة واضعين في الاعتبار ما حل بنا من كرب ومحن وكوارث ،والاستفادة من هذه التجربة المريرة ، لبناء سودان بمفاهيم جديدة البقاء فيه للاصلح ، فكل شئ مقدر من عند الله العلي العظيم ،وعلينا ان نتقبل حكم الله ،ونسعى لتصحيح موقفا من كل الخطايا التى قادت البلاد الى الدرك الاسفل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى