رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات… في بهو محكمة شندي..إختفاء (قسري) لمواد القانون

. رأي: خطوة برس

ظلت محكمة شندي التي تنقلت في مراحل من حيث المكان ومن حيث مواد القانون ومن حيث الشخوص ان كانوا (قضاة) أو (محامين) أو (متهمين) أو( شهود) ،و تعددت الحقب السياسية وأنظمة الحكم ولكن ظل (العدل) فيها (ثابتا)و( سائدا) ولم تختصر فيها مراحل التقاضي ولم تستخدم فيه سياسة الأرض المحروقة ولم تتم فيه عمليات حرق المراحل ليبقى ( العدل) فيها شعلةيضىء في( أرض) و (سماء) المجتمع.
وظلت مواد القانون حاضرة في محكمة شندي بين اوراق القضايا وبين افواه القضاة والمحامين تتناثر كالدرر تتبين فيها حكمة المشرع الى ان تنسخ التجربة بضعا منها بالتعديل (حذفا)و(اضافة) أو بالالغاء.
ولكن في اصيل ذلك اليوم إختفت كل مواد القانون بمختلف انواعها (قسرا) أو أصبحت ك(نجوم) غائرات في سماوات بعيدة وظهر الادب فيها( قمرا) وهو (مزدان) بالبلاغة و(مطرز) بالفصاحة و(مزين) ب (أشعار) جاءت من العصر الجاهلي والاسلامي لم يحملها (عفريت) سيدنا سليمان ولم يأت بها من له علم بالكتاب ولكنها خرجت من فم مولانا قاضي المحكمة العليا كامل الباهي كلحن جميل كأنه جاء بخلفية من ابداعات( بتهوفن) أو ألحان( زرياب) وتخرج الكلمات من ثغره (محفوفة) ب(العبرات) تكاد تسابقها الدموع في تلك الاحتفالية المصغرة التي نظمها مجمع محاكم شندي لوداع من صدر في حقهم (حكما) بالنقل إلى مواقع جديدة وهما قاضي المحكمة العامة مولانا محمد محجوب محمد المحجوب وقاضي المحكمة العامة مولانا محمد الامين عوض الله.
في تلك اللحظات المفعمة بالحنين والذكريات والفراق والشوق وهي محاطة بكلمات مولانا قاضي المحكمة العليا كامل الباهي لم يجد رئيس مجمع محاكم شندي وقاضي المحكمة العامة مولانا راشد محمد الحسن محي الدين لم يجد ملاذا إلا ان يعود( أدراجه) الى لغته (الدارجة) حتى لا يفتضح أمره أمام مولانا الباهي صاحب الفصاحة (الاصيلة) و(المكتسبة) و ذلك عند ما كشف مولانا راشد الأمر للحضور علت الابتسامات على الوجوه ولكن لم تخل كلماته في حق مولانا ود المحجوب ،وود الامين من فصاحة لأن في الأصل (دارجية) اهل السودان هي في الأصل ( فصيحة) وإصيلة والاصالة لم تكن (غائبة) من المشهد وكان الزي القومي عند مولانا الباهي وراشد (حاضرا) ،هو المميز والذي أحدث شكلا جميلا بين( البدل) ذات اللون الأسود والتي هي بلغة ( الديمقراطية) كانت صاحبة (الاغلبية) في قاعة الاحتفالية.وكان (الثوب) السوداني حضورا (جالسا) و (واقفا)
كان الحنين هو الذي (حف) كلمات مولانا محمد محجوب ولان في طبيعة عمله في المحكمة الشرعية تكون ( الإنسانية) هي التي تحيط بالمكان من كل (صوب) و(حدب) وترتفع فيه قيم العمل الاجتماعي ولهذه كانت( كومة) الحنين عند ود المحجوب لم ينفع معها إلا (أونسلين) من (فصاحة) مولانا الباهي و(جرعات) ( دارجية) من مولانا راشد ليعود من جديد وهو يسترد بعضا من انفاسه في سرد جميل عن ذكريات الدراسة والعمل والزمالة.
نعم كانت احتفالية مميزة ظهرت فيها لمسات محمد ابراهيم ود الخليفة بشكل كبير وظهرت فيها بشكل اكبر ذلك التقدير العظيم لمولانا قاضي المحكمة العامة محمد محجوب الذي إنتقل الى العمل في مدينة (كسلا) وزميله مولانا محمد الامين عوض الله الذي إنتقل للعمل في( القضارف ) وذات الروح التي جمعت بين الزميلين هي ذات الروح التي تجمع بين المدينتين وبالتوفيق والسداد ان شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى