محفوظ عابدين يكتب: مسارات… السودان ..ومدرسة المشاغبين.

رأي: خطوة برس
ومدرسة المشاغبين هي مسرحية مصرية قدمها نجوم الكوميديا في مصر وعلى رأسهم عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي واحمد زكي وسهير البابلي وحسن مصطفي،وكلهم من نجوم الزمن الجميل.
وتناولت المسرحية قضايا التعليم من زاويا مختلفة منها عملية التربوية والمناهج والعلاقة بين الطالب والمدرس وعلاقة المدرسة والمجتمع وناقشت المسرحية وضعية المدرس باعتبار هو المحور الاساسي في كل قضايا التعليم.
ومن خلال مشاهد المسرحية يحاول المدرسين وادارة المدرسة السيطرة على هؤلاء الطلاب المشاغبين الذين يحاولون الخروج عن النظم واللوائح والتمرد على النظام الذي تتبعه المدرسة وفقا للمنهج العام لوزارة التربية والتعليم في مصر.
ولكن إدارة المدرسة في المسرحية استطاعت ان تسيطر على تلك الفوضى وتعيد الطلاب من حالة الشغب والتمرد على النظم واللوائح الى الالتزام بها داخل الفصل وداخل المدرسة.
والسودان دخل في حالة شبيه بتلك الحالة في مسرحية مدرسة المشاغبين، ولكن المشاغبين هنا ليسوا (طلابا) وانما هم (دول) حاولوا ان يخلقوا نوعا من الفوضى والخوف والهلع وسط الشعب السوداني من خلال تمرد المليشيا الذي صنعوه متجاوزين النظم والقوانين الدولية والإقليمية.والهدف منه خلق الفوضى وبث الخوف وسط المواطنين ثم السيطرة على السودان بواسطة العملاء والخونة وفي المرحلة الثانية يديرون السودان مباشرة دون وسيط للسيطرة على الأرض والموارد والثروات الطبيعية.
ولكن السودان قدم لتلك الدول وبقية دول العالم دورسا حية في إدارة المعارك وتقديم استراتيجيات عسكرية في الوصول الى النتائج المطلوبة وما حدث في معركة الكرامة كان درسا (حيا )وعلى( الهواء) مباشرة كيف ان السودان استطاع من خلال قواته المسلحة ان يعيد الوضع لصالحه رغم التفوق العددي واللوجستي والاستعداد المبكر لهذه المؤامرة والسند الإقليمي والدولي للعدو الذي تقف من خلفه اكثر من ( 17) دولة، هم كطلاب مدرسة المشاغبين يهدفون لاحداث فوضى في البلاد.
واليوم العالم يتعلم من السودان وينظر إليه بمزيد من(الدهشة)و(الاعجاب) وهو يقدم استراتيجية عسكرية في إدارة معركة كرامة لتقف هي شاهدة أمام العالم بان الجندي السوداني (غير) ومختلف عن (الكثير)من جنود الأرض.
وبعد ان شهد العالم تلك الدروس التي قدمتها القوات المسلحة في ميدان المعركة وها هو العالم يشاهد ايضا على الهواء مباشرة في ردهات المحاكم الدولية في لاهاي ان السودان يقدم مرافعات رفيعة المستوى تجعل من قضاة المحاكم الدولية يقدرون الجهد القانوني المبذول من السودان في تلك الشكوى التي رفعها ضد دولة الأمارات وهي تشارك في إبادة وقتل الشعب السوداني من خلال إمدادها للمليشيا المتمردة بالسلاح المتعدد والمتطور، وقبول المحكمة الدولية للحيثيات التي قدمها السودان ورفضها لمبررات دولة الأمارات وتاكيد المحكمة للاستمرار في النظر في هذه القضية
فهذا درس جديد يقدمه السودان للعالم حيث كان الاول في ميدان المعركة والثاني في ردهات المحاكم الدولية.
ومدرسة المشاغبين من الدول في المعركة وفي المحكمة استطاعت السودان ان يحسم الفوضى بالانتصار في الاولي وفى إعادة الهيبة للقوانين والنظم الدولية في الثانية.