دكتور محمد تبيدي يكتب : مسارب الضي… الشهيدة هنادي بت الفاشر زهرة الكرامة وإلهام بنات الوطن

رأي: خطوة برس
???? في سردٍ حافل بالتضحيات والبطولات، تقف شخصية هنادي بت الفاشر كرمزٍ خالدٍ يجسد معاني الكرامة والإصرار على تحقيق السلام. لم تكن هنادي مجرد اسم على صفحات التاريخ، بل كانت روحاً نقيةً تأبى الانكسار، وزهرةً نمت من تراب الكرامة، سقت حلم وطنها من روحها الطاهرة.
ولدت الشهيدة هنادي بت الفاشر في مجتمعٍ كان يبحث عن صوتٍ ينادي بالحرية والعدل، فكانت منذ نعومة أظافرها مثالاً على العطاء والتضحية. لم تكن تبحث عن الشهرة أو تقدير الأضواء، بل كانت تسعى بكل جوارحها لبناء وطن يرتقي إلى تطلعات أبنائه، خاصةً بنات السودان. تحمل في قلبها أمل الوطن، وفي روحها توقًا للسلام الذي طال انتظاره. وتشكل حادثة استشهاد هنادي نقطة تحول في رحلة نضالها، إذ اختارت طريق الوفاء لأرض الوطن مهما كانت التضحيات المطلوبة. كانت تحمل في صدرها ألف أمل، وفي يدها ألف دعاء، إذ سطع ضياء وطنها لتضيء عتمة الظروف الصعبة. في تلك اللحظات الحاسمة، تجسدت قيم البطولة والفداء؛ فكان استشهادها بمثابة رسالة سامية لكل من آمن بأن الحرية لا تُهدم، بل تُبنى بالتضحية والولاء للوطن. ما يميز هنادي بت الفاشر هو أنها لم تكن تهدف إلى المجد الشخصي أو التصفيق، بل كانت تضع نصب عينيها السلام وحلم وطن تستحقه كل بناتها. لقد تركت وراءها إرثًا ناصعًا يضيء دروب الجيل الجديد، خصوصاً الفتيات والنساء اللواتي يجدن في قصتها دافعًا للاستمرار في النضال والمطالبة بالحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية. لقد أصبح اسم الشهيدة مرادفاً للقوة والوعي، ورمزاً للمرأة السودانية التي لا تقبل بأن تظل صامتة أمام الظلم. إن روحها التي استمرت في الحاضر، وما تزال تناقل قصتها الأجيال، تثبت أن البطولة ليست مجرد قضية لحظة، بل هي منارةٍ تبقى مضيئة مهما طال الزمن.
الشهيدة هنادي بت الفاشر لم تمت؛ إنها تسكن في قلوب كل من آمن بأن الكرامة والحرية تستحقان كل تضحية. لقد رسمت الشهيدة طريقاً للإلهام عبر مسيرتها، فصارت رمزاً خالداً في ذاكرة الوطن ومصدر فخر لكل بناته. وفي كل خطوة نسيرها نحو تحقيق السلام والعدالة، يظل اسم الشهيدة يتردد كنبراسٍ يضيء دروب التحديات، مؤكدًا أن الأمل لا يموت وأن التضحية في سبيل الوطن تبقى أسمى القصص البطولية.
بهذه الصفحات نستذكر البطلة الشهيدة التي لم تكن تبحث عن الشهرة، بل كانت تلاحق حلم وطن يليق بأحلام كل امرأة، وتدعو إلى بناء مستقبل يعمّه السلام والكرامة.
رحم الله الشهيدة هنادي واسكنها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا
والحقني بها في الفردوس الأعلى شهيداً
انا لله وانا اليه راجعون
سيخلد التاريخ بطلة اسمها هنادي
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة