رأي

صلاح دندراوي يكتب : نقطة ضوء … بين الجماهير..والي الجزيرة نموذجا

رأي: خطوة برس

من وحي تواجدي بولاية الجزيرة جعلت أرقب نشاط إجتماعي فعال لوالي الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير، وهو رغم ما ألمت به من وعكة، إلا انني لاحظت له نشاط محموم، وأشد ما أعجبني هو إتجاهه للتواجد بين المواطنين والإستماع إليهم ليس من داخل مكتبه بل تجده يسعى إليهم في أماكنهم في الأسواق والمساجد والطرقات،وقد لاحظت هذه الظاهرة منذ شهر رمضان المعظم حيث تراه يلف عمامته ويتجول في الأحياء والطرقات ويفاجئ المواطنين بتواجده وسطهم ويفتح معهم نوافذ للحوار يستمع لرأيهم وهمومهم والمشكلات الماثلة وكيف معالجتها، بحيث يشركهم في قضايا ولايتهم ويبحث معهم عن الحلول والدور الذي يجب أن يضطلع به دولة ومواطنين. وتراه يسعد أيما سعادة عندما يسعى إليه البعض بمبادراتهم فتراه يتلقفها ويشد من أذرها ويعمل على الإسهام في تعبيد مسارها
والإجمل أنه أحيانا يتخير الفئات فتراه حينا مع الشباب وأحيانا مع الرياضيين وأهل الفن بل إتخذ لنفسه برامج لزيارة بعض الرموز الذين أسهموا بجهدهم في العمل الإجتماعي والرياضة والفن وخلافه. هذا خلاف الجهد الرسمي الذي يضطلع به في ادارة الولاية وتحسس مشاكلها والسعي لوضع المعالجات لها وقد لمسنا كيف أن الولاية في زمن وجيز من تحريرها من براثن التمرد قد دبت فيها الحياة وإنتظمت أنشطتها وعادت إليها معظم الخدمات.
بحق إنها ظاهرة محمودة نأمل أن تشيع وسط كثير من المسؤولين بأن يتحسس المسؤول قضايا مواطنيه وهموم وظيفته لا أن ينتظر التقارير الباردة التي تجئ من الموظفين القابعين بالغرف الباردة والتي لا تعدو أن تكون تقاربر علاقات عامة لا تخدم قضايا الشعب في شئ.
ولقد أتيح لي أن أشاهد دراما مصرية باسم (طباخ الرئيس) وقد جسدت هذه التمثيلية هذا المسلك في كيف أن الرئيس كان يرتدي ملابسه العادية ويغوص وسط مواطنيه يتحسس همومهم، ويستمع إليهم ويدير معهم حوارات على الهواء الطلق ويعرف أين تكمن العلل فيقوم بحلها على الفور. ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
بل حتى في السودان كانت هناك نماذج فقد كان للرئيس نميري لقاء المكاشفة، وكان لوزير التخطيط العمراني السابق شرف الدين بانقا يوم مفتوح للجماهير يستمع منهم مباشرة ويعمل على حل قضاياهم من فوره.بل حتى رئيس مجلس السيادة البرهان قد شهدنا له كم من تلك النماذج في أن يفاجئ المواطنين ليحتسي معهم فنجان قهوة أو أفطار رمضاني على قارعة الطريق والتي كانت تحدث أثرا فعالا في أفئدة هذا المواطن البسيط الذي يحس بقرب الدولة منه، وإشراكه في أمرها، وإحسب أن هذا هو حال المسؤول الناجح الذي يسعى لمواطن العلل فيداهمها لا أن ينتظر مجيئها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى