في حضرة المك متوكل دكين مك عموم البوادرة(2)

حوار : رمزي حسن
نواصل حوارنا مع المك متوكل دكين نقلب معه تاريخ السودان
حتى العام ١٨٢١م لم تكن هناك دولة إسمها السودان
أو دولة بالحدود الحالية اين كان البوادرة؟
كانت هذه الرقعة الوسطية هي مملكة سنار او السلطنة الزرقاء وتشمل حدودها من الشمال قري ومن الشرق إقليم التاكا وبيلا ومن الجنوب الروصيرص ومن الغرب كانت تحاذي ممالك المسبعات في دارفور وكردفان.
كان الشمال الأقصى الصحراوي شبه منفصل ويسيطر عليه العبابدة والبشاريين بإدارات عشائرية بحتة..
كان البوادرة ضمن الحدود الإدارية لمملكة سنار ولهم مكوكية إدارية تضم جزء من اقليم التاكا من البحر غربا وحتى حدود سوبا..
ومن الجنوب الشرقي كان يحدهم اقليم بيلا الذي كانت حاضرته بيلا وكانت بيلا نقطة تجارية مهمة في ذلك الوقت.
تعاقب على هذه الرقعة الجغرافية عدد من المكوك أولهم المك جاسر ولازالت مكوكية البوادرة حاضرة حتى اليوم في نفس الرقعة الجغرافية المذكورة حيث يتواجد البوادرة في مركزيتهم الإدارية ومقرهم التأريخي الصيفي سابقا والدائم حالياً بمدينة القضارف بقيادة زعيمهم المك متوكل حسن دكين عبدالله مادا. مك عموم قبائل البوادرة
طبعا هم كانو ضمن الخلف التاريخي المشهور؟
إسم عبدلاب حينما ظهر لأول مرة كان يعني حلف قبلي عريض وليس بالضرورة أسرة وأحفاد عبدالله جماع الذين هم نواة هذا الحلف وهم عرب رفاعة القواسمة..
إشترك في هذا الحلف قبائل جهينة وهوازن وسليم وبعض القبائل القرشية التي تنتسب لعدنان..
كان البوادرة جزء من هذا الحلف المسمى عبدلاب..
لذلك فأن أي مكاتبات في عهد دولة سنار تم فيها ذكر العبدلاب فهذا يشمل كل هذه القبائل وليس أسرة عبدالله جماع وحدها.
هنالك العديد من المعارك التي خاضها البوادرة؟
0 معلومة_وتأريخ
أشهر تلاتة معارك خاضها البوادرة في التأريخ القريب في عهد المهدية هي كالآتي:-
معركة حدبة قَمِّح وهي منطقة تقع بين ودشعبوط وبين ودكابو..
وكانت بقيادة الفارس ودبِليلة العاليابي وكان يستعزى أمام خيل البوادرة في الملاقاة ويقول:-
(أنا حدبة قمِّح مويتها تجري وسلوكتها تقْرُش.)
قاتل فيها البوادرة جهدية جيش خليفة المهدي وكان أغلب مقاتلي البوادرة من العالياب وقتل منهم عدد كبير جدا والسبب لأن بعض جنود الجهدية كانوا يستخدمون البنادق بالإضافة للكوكاب أما البوادرة فكان سلاحهم السيف والدرقة بالإضافة للدروع..
وقد كانت المكة بت حمد العاليابية إمرأة بألف رجل وكانت شاعرة مجيدة وحين رأت قتال إخوانها وأبناء عمها ورأت إستبسال ودبِليلة العاليابي قالت مربوعات كثيرة في ذلك الموقف وذلك اليوم.
وكانت العرب في معارك الجهدية في عهد الدولة المهدية تضع النساء والأطفال خلف الجيش مباشرة حتى يقاتلوا ولايتراجعوا ويصبروا في القتال إما النصر أو الموت والشهادة من اجل العرض..
وقد قالت الشاعرة الفارسة بت حمد العاليابية في ذلك اليوم:-
القوم الجات غاشيانا
لاقاها الخاتي خيانة
صداها وأسر فرسانا
………….
القوم الجاتنا غبية
لاقاها العقد النية
مابقبل بي راس ١٠٠
والمربوعات طويلة لكن ضاعت بين ثنايا أوراق مبعثرة..
رحم الله أسلافنا جميعا في ذلك العهد المشئوم فقد عانوا كثيرا من ظلم خليفة المهدي ودتورشين..
إلى لقاء في حديث آخر عن المعركتين الأخريات في آواخر عهد الدولة المهدية..
من هي تواوا صاحبة الجبل؟
هي جارية إثيوبية كانت من سراري المك محمود الجساري مك البوادرة الذي سبق أن أشرنا إلى انه كان يحكم المنطقة من هذا الجبل وعموم البطانة..
وقيل إنها من سلالة رقيق العنج الذين استرقاهم البوادرة في حروبهم مع العنج..
كان إسم الجبل قلعة الكُمُر ولكن بعد أن حلت تواوا به ولفرط جمالها اسموه الناس تواوا لأنها كانت تعيش في قمة الجبل..
حتى لا أطيل عليكم لازالت ذريتها موجودة داخل مدينة القضارف..
هل نزحت القبيلة بسبب الحروب الاهلية التي كانت في الماضي؟
أن بعض الأُسر والعوائل الصغيرة نزحت بسبب الحروب الأهلية والمجاعات وذكرنا أن العمراب وهم أحفاد حامد أب عصايا هم بوادرة ذابو داخل الجعليين ويصعب الفكاك منهم الآن لكن روايات شفاهية عديدة دونتها تؤكد ذلك..
بعد مجاعة سنة أم لحم تعرض البوادرة لنكبة مقتل المك محمود بيد الغدر والخيانة والتي إشتركت فيها قبائل كثيرة وكان مك البوادرة المك محمود الجساري في بداية القرن السابع عشر يجلس على كرسي من الذهب الخالص ،وبحسب رواية الفكي الطاهر الفحل في موسوعته تأريخ واصول العرب في السودان ص١٣٣ ذكر المؤلف أن الوشاة أوغروا صدر مك الجعليين المك ابودبوس بأن مك البوادرة عربي بادية يجلس في كرسي من الذهب الخالص في الخلاء بينما أنت مك مكوك طاقية جعل تجلس على ككر خشب،وقام المك ابودبوس بتجهيز كتيبة من المرتزقة يقودها بامسيكا العلامابي وجاؤوا إلى حيث ينزل المك محمود في الصفية القديمة وغدروا به ليلا وقتلوه وأخذوا الكرسي وهربوا.
نتيجة لهذه الخيانة الشنيعة خاض البوادرة عدة معارك داخل البطانة مع مرتزقة من الفونج ومرتزقة المك ابودبوس وأخذوا بثأر المك محمود لكن فقدوا كثيرا من رجالهم وتشتتوا في الأرجاء وكانت أكثر فروع البوادرة التي فقدت فرسانها في هذه الأحداث هم فرع الصلحاب والذين كانت منازلهم خريفا في الفرش الأبيض وصيفا بالقرب من الكراديس القديمة الآن حيث لازالت المنطقة تحمل إسم الصلحاب وأعتقد أن اغلب الجيل الحالي من أبناء الكراديس يعرفون منطقة الصلحاب وهي بلدات زراعية الآن..
يتوزع الصلحاب الآن في منطقة شرق النيل وبالقرب من الهلالية عبارة عن أسر صغيرة في عدد من القرى هناك..
وكما ذكرت أعلاه فقد ذكر هذه الأحداث أي أحداث مؤامرة مقتل المك محمود المؤلف والعالم الجليل الراحل الفكي الطاهر الفحل في كتابه وموسوعته تأريخ وأصول العرب في السودان في الفقرة التي تناول فيها سيرة المك سعد أبودبوس مك الجعليين الشهير الذي كان خريفه بالقرب من منطقة الهواد..
والفحل يعتبر موسوعة في تأريخ السودان،ويعتبر النقاد أن المؤرخين اللاحقين الذين كتبوا بعده كانوا عالة على كل ماكتب الفكي الطاهر الفحل لجهة أن مؤلفه يعتبر الأصح والأقدم والأرجح..
نكتب هذه الحلقات لنوضح أن تأريخ أهلنا البوادرة القديم لم يكن كله سلام وطمأنينة وهدوء وإنما مروا بنكبات وكوارث ومحن كالتي تمر بها البلاد الآن لكنهم لم تتفرق كلمتهم وإنما كانوا على قلب رجل واحد وواجهوا الموت في سبيل العرض والمال والأرض ولقوا الله شهداء وتركوا لنا تأريخا ناصعا ليس فيه خيانة أو عمالة وإرتزاق..
هل تعرض البوادرة لنكبات؟
تعرض البوادرة لعدة نكبات طوال تأريخهم في البطانة وشرق السودان على وجه الخصوص..
فمنذ مشاركتهم في حلف جبل موية الذي أسقط مملكة علوة المسيحية والتي توّجها العبدلاب وسلاطين سنار بتنصيب المك جاسر على مكاً على كل التخوم الواقعة شرقا من سوبا وحتى حدود بلاد الحبشة..
وكانت تضم البطانة وإقليم التاكا ويحدها من الجنوب إقليم بيلا الذي أصبح فيما بعد وفي عهد سطوة الهمج على الدولة السنارية وسيطرتهم على السلاطين أصبح إقليم بيلا تحت سيطرة المانجل كامتور والذي ظل يناوش البوادرة في عاصمتهم القضارف حتى أجلاهم منها لفترة قليلة ثم عادوا إليها في عهد الوزير بادي ودرجب وعهد المك محمود مك تواوا والذي اتخذ من جبل (تواوا) مقرا له في الصيف،أما في الخريف فقد كان مقره في قلع (الهبابات) التي تقع شمال قرية التكون على بعد خمسة الى ستة كيلو مترات من القرية العريقة في البطانة الشرقية والتي لازالت مسكنا ومقرا دائما للشماشة الأقوياب يساكنهم فيها عدد من قبائل البطانة،والشماشة هم أحد أقوى بطون البوامرة وينحدرون من فرع الأقوياب والذين يعتبرون أصحاب الحق التأريخي والأدبي لمدينة القضارف التي تنتسب لجدهم المباشر المك سعد والذي حملت القضارف إسمه..وينتشرون في أكثر من ١٠ قرى في البطانة وخصوصا محلية الصباغ التابعة للقضارف ونهر عطبرة التابعة لولاية كسلا..
كان المك سعد يتخذ من قلعة (نَذُر) مقرا لحكمه وقلعة نذر هي الجبل أو المنطقة التي تحتضن الآن قيادة الفرقة الثانية مشاه بمدينة القضارف، كان المك سعد قويا في حكمه فهو ينحدر من سلالة مكوك البوادرة وإبن المك أَقُوي وأخواله آل أبوجن البيت الحاكم في قبائل رفاعة الشرق في ذلك الوقت..
ظل البوادرة في حالة كر وفر وحروب متقطعة خصوصا في عهد المك محمد أَقُوي ويقال أن لقب أقوي هو إسم لأحد أمراء أو قائد جيش الأحباش فقد كان شرسا وشجاعا ولا يهزم أبداً..
وكانت الممالك المتجاورة في ذلك تتبادل ألقاب الفرسان فيما بينها تيمنا بهم ويمكنكم أن تلاحظوا ذلك في عدد من الألقاب أو الأسماء القديمة للأسلاف والتي تحمل أسماء غريبة على البوادرة وعلى الأسماء العربية وهي في الحقيقة كانت ألقاب لقادة وفرسان من قبائل أخرى تم إطلاقها على الأبناء او الفرسان البوادرة تيمنا بهم..
غير نكبات الحروب تعرض البوادرة لمجاعة عنيفة في سنة أم لحم،وسنة أم لحم حدثت بعد تأسيس مملكة سنار ب١٨٠عام حيث كانت في العام ١٦٨٤م والتي توافق العام الهجري ١٠٩٥ هجرية،وقد حدثت في عهد السلطان أونسة بن ناصر الذي خلف عمه السلطان بادي أبودقن على عرش المملكة..
وقد ذكر هذه المجاعة ودضيف الله في طبقاته حيث ذكر أن الأمطار قد شحت في هذا العام وأنحسر ماء النيل ونجع الناس من سنار والشرق إلى جبل بيلا الذي كان منطقة عامرة بالآبار وبيلا قرية تقع صعيد أي جنوب غرب القضارف وشرق سنار وقد أكل الناس لحوم الكلاب والبعض أكل لحوم الموتى من البشر ولحى الشجر من شدة الجوع،ومات خلق كثير وافرغت الحواضر الكبيرة من أهلها وظلت سنار العاصمة بدون سكان لمدة ثلاثة أعوام حتى ظعر في الناس مرض الجدري الذي قضى أيضا على عدد من الناس فنتج عن ذلك إختفاء عدد من العوائل بل أحيانا القبائل بسبب الموت بالجوع وانتشر النهب وظل الناس ينهبون بعضهم ويقتلون بعضهم حتى داخل القبيلة الواحدة..
فقد البوادرة عدد كبير في تلك الكوارث ويقال أن العمراب وهم أحد بيوتات البوادرة وكانوا أسرة صغيرة قد نزحوا شمالا ولازالوا مستقرين هناك وذابو داخل تشكيلات المجموعة الجعلية الكبرى..
[12/4, 3:52 م] رمزي: كلمنا عن معركة السرف؟
أن الخليفة أرسل جيشا للقبض على عبدالله ودمادا وكان الجيش مسلحا بالبنادق بينما كان البوادرة سلاحهم السيف والدرقة والكوكاب..
هجم جهدية التعايشي على فرسان البوادرة في منطقة بالقرب من تواو وبالضبط الأرض التي عليها داخليات جامعة القضارف الآن وكانت هذه الأرض هي (بِلاد) ودمادا وتسمى بلاد المساكين..
فتل عدد كبير من البوادرة في هذه المعركة وانسحبوا إلى منطقة السرف الحالية التي شيد عليها سد السرف..
وهنا دارت معركة قوية ايضا امتدت يوما كاملا وعند مغيب الشمس تشاور عبدالله ودمادا مع إبن عم له وكان إسمه الطيب ود دريس ودكرتوب وأخبره بأن الجهدية لن يتوقفوا وفي الصباح سيبيدون كل فرقان البوادرة الممتدة من السرف وحتى جبل أم دبيب وودكابو وودشعبوط..وانه قرر تسليم نفسه في هذا الليل حتى يفدي أهله كلهم وبالأخص العروض..
فوافقه الطيب وددريس وتسلل عبدالله ودمادا ليلا وسلم نفسه لقائد فرقة الجهدية الأمير عبدالرحمن التعايشي..
بالقرب من صلاة الفجر صاح الطيب ود دريس في الجهدية قائلا :- الكتال فوق كم أب آمنة متقل مع الامير آب امنة متقل مع الامير (وأب آمنة هي كنية ودمادا) ومتقًل أي أنه مقبوض ومقيد بالحديد منذ البارحة مع الامير عبدالرحمن في منزلته التي يسكن فيها.. فعلم الجهدية ان ودمادا سلم نفسه وجاءتهم الأوامر بعدم القتال وعلم البوادرة ايضا ان ودمادا سلم نفسه ليفدي العروض فقرر بعضهم مواصلة القتال وقرر البعض إنتظار ماسيسفر عنه السجن والمحكمة التي سيعقدها له التعايشي..
وفي السجن تم تعذيب عبدالله ودمادا تعذيبا شديد ليقر ويعترف بالذهب والكنوز المفترضة والتي يقال أنه يشاركه فيها الزاكي طمل ولكن ودمادا كان يرفض الحديث معهم فاقتلعوا أظافره كلها وكانوا يعطونه قليل من الأكل ويمنعون عنه الشراب ويمنعونه من النوم داخل زنزانته لأيام متتالية وعندما علم ودمادا من سجانيه بأن الزاكي طمل مات داخل سجن الساير بأم درمان بسبب التعذيب ظنا منهم ان ذلك ربما يخيفه ويعترف بكل شئ خاصة ذهب غنائم معركة القلابات الشهيرة مع الحبش..عندما علم بموت صديقه طلب منهم طلبا واحدا وقال لهم نادو لي بلولة اخوي والطيب وددريس ودكرتوب دايرهم ضروري..فاحضروا له بلولة والطيب وددريس ويقال ان بلولة قال له أب آمنه أركز يوم ركزتك جاء..فقال له ارخي أضانك بس وودعتك الله وابقى عشرة علي العقاب..وطلب من الطيب وددريس وبلولة ان يخرجوا من القضارف ليلا ويحزموا الامتعة واصطحب بلولة معه أبناء ودمادا وزوجاته وأتجه إلى داخل البطانة ولم يتوقف إلا في خشم القربة ومن بعدها عبر البحر حتى منطقة الساسريب واستقر هناك..
بينما تعهد الطيب وددريس برحيل الإبل والأبقار وكل الرزق مع الموالي وتوجه عبر طريق الكراديس في نفس الليلة متوغلا داخل البطانة حتى وصل إلى بقية أهله هناك في الساسريب..
تواصل تعذيب ودمادا داخل السجن حتى ارسل التعايشي بريدا من ام درمان يذكر فيه ان لم يعترف ودمادا فأعدموه في قلب السوق وقد كان ذلك بالفعل وتم إعدام عبدالله ودمادا في قلب سوق القضارف في خريف العام ١٨٩٢م ولازال قبره موجود بجوار إدارة وقاية النباتات وجوار منزل والي القضارف وجنوب المركز التشخيصي لمستشفي القضارف التعليمي ويرقد بجانبه الشيخ والرجل الصالح القدال البوادري المدفون منذ فترة طويلة وبجوارهم أيضا عدد من مقابر البوادرة والتي كادت أن تندثر الآن بسبب تقادم عهدها..
وبمقتل ودمادا تم إسدال الستار على قصة حياة رجل كان يشكل درع وحماية لقبيلته وكان غيورا عليها ولدينا من الروايات في هذا الخصوص ماتضيق به هذه المساحة..
فقد كان أب آمنة ودمادا يغير حتى على الموالي ويأخذ بدمهم من القبائل الأخرى التي تعتدي على موالي البوادرة وكان في الثأر يأخد الأحرار بالموالي وبالشرع والتراضي..
وقد رثاه صديقه شاعر القبيلة في ذلك الوقت الشاعر إبراهيم ودسبوبة في عدد من المربوعات نذكر القليل منها حيث قال:-
يبكنك بناتاً كُلًهِن شبشوب
دقر الهنقب المن العناد مابتوب
أب رسوة البِكُر في مطبق الزروب
ضهر الأملط المابنسنق لي ركوب
…………………
حليك مابتشيل بالواش…
وإيدك وابل العينة أم سحاباً باش
ساهل عندي للدايرو وتملّي بلاش
والفاقد أبو دكين زمّل خُمامو وطاش
………………..
يادوب للبراشي والضعيف بكسيهو
إيدك وابل السحب البشيل قبليهو
ساهل العندو ليا وإن صرمت بجيهو
والفاقد أبودكين طول الزمن نَوَحيهو
(الراحل العملاق إبراهيم ودسبوبة)
وقد أشار عدد من شعراء البوادرة المخضرمين لهذه الأحداث في عدد من المربوعات ومنهم على سبيل المثال شاعرنا ولسان حالنا العمدة ميرغني الكردوسي حين قال يوم تنصيب المك متوكل حسن دكين عبدالله مادا في إحتفالية مهيبة..
حبابك باأب ضراع لي امات شواشي عقّر
جدك يوم لطام الزاكي مابتفزّر
دود الدندر المنو الأسود تتحذر
دقا نحاسو ضحوة ولي دِقِن ما اتعذر
(العمدة ميرغني الكردوسي)
معلومة يجب أن نعرفها وهي أن كل هذا التأريخ لم يكتب في الكتب وإنما محمول في صدور الرجال وذلك للتغييب الممنهج الذي ظل البوادرة يتعرضون له منذ عهد بعيد وأيضا ساعد في عدم نشر هذا التأريخ زهد البوادرة في الأضواء وإنخراطهم في سلك التصوف الذي سلكوه عبر الطريقة الختمية وهذا باب سنعود له في منشور لاحق لنوضح كيفية إنتقال البوادرة من طائفة الأنصار إلى طائفة الختمية بعد النكبة التي تعرضوا لها من خليفة المهدي الذي منوط به رعاية الأنصار.
.