إسراء عبدالعزيز “الأبنوسة” تكتب : إنتهاكات مليشيا الدعم السريع المروعة ضد نساء دارفور و صمت المجتمع الدولي المخجل

رأي:؛خطوة برس
تحية إجلال وإكبار إلى الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور فاشر السلطان التي ظلت للصمود عنوان، أطفال… رجال… ونساء تثدو للمليشيا… دمروا الجنجا فى كل شبرٍ ومكان لينضموا إلى قافلة طويلة من الشهداء التي روت ثرى السودان.
إن هذه الجريمة الجديدة للمليشيا تؤكد على أن خيار معركة الكرامة هو الخيار الأنجع والأقدر على دحر هذا العدوان، وأن دماء الشهداء الطاهرة التي سالت توجه رسائل لشعبنا السوداني العظيم الصامد الصابر والي المجتمع الدولي الذي لاذ بالصمت
شعب السودان العظيم.
ان المعركة البطولية المفتوحة التي يخوضها شعبنا ضد عربان الشتات والجنجويد المجرمين على إمتداد سوداننا الحبيب وداخل قلاع فاشر السلطان؛
تواصل المرأة السودانية صنع ملحمتها الخاصة لمساندة جيشها الوطني ومواجهة هجمات مليشيا الدعم السريع حيث تصدت المرأة على مدار الايام التعذيب والبطش و التنكيل والقمع من قبل مليشيالدعم السريع ضد النساء
والتي ستتوسع وتتصاعد في الأيام القادمة وتشدد الهجمات أكثر عليهن، وقد سجلت الميرم في الجنينة وأردمتا والفاشر حالة صمود أسطورية، إذ واجهن خلالها الهجمة الاحتلالية التي توسعت وتمنهجت في الايام الماضية وما زالت المرأة الدارفورية تنُسج خيوط الحرية والنصر بسجل تضحية ونضال حافل بعشرات النماذج النسوية الفدائية التي تستحق الإحتفاء لما قَدمن من شجاعة منقطعة النظير، قدرة صمود وتحمل هائلة في مواجهة الهجمات الغاشية المسعورة التي تشن عليهن؛
هذه الهجمات البربرية التي كان أبرز سماتها في هذه الحرب نزوحاً واعتقالاً واختطافًا واغتصابا منذ بدايتها وحتى الآن، شملت المعلمات والطالبات والطبيبات والأمهات والعاملات وربات البيوت، حيث مارست المليشيا مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهن، وما زالت المليشيا تواصل اانتهاكاتها الخطيرة والإجرامية لحقوق النساء الباسلات وسط صمت المجتمع الدولي المخجل.
الاستمرار في حرمانهن من أبسط حقوقهن، واحتجازهن في ظروفٍ غير صحية، مما تسبب لهن بأضرارٍ صحيةٍ ونفسية، كما يمارس ضدهن سياسة العزل، وحرمانهن من حقهن في رؤية العائلة، واحتجازهن أيام وأشهر في التحقيق، وتعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي والعزل لفتراتٍ طويلة، واستمرار احتجاز القاصرات والحوامل والمريضات والمصابات، إضافةً لسياسة الإهمال الطبي التي ينتهجها بحق المحتجزات خاصة الأسيرات الناشطات، والقياديات، والمؤثرات.
حيث يمتنع هذا العدو الفاشي عن توفير العلاج الطبي اللازم لهن أو نقلهن إلى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب، كما تواصل مليشيا الدعم السريع على الدوام تنصلها من التزاماتها تجاه حقوق الأسيرات، وتراجعها عن تقديم الحقوق الأساسية للمخطتفات، ومنعهن من زيارة اسرهن بحجة الدواعي الأمنية، وصولاً لمنع أمهات من رؤية أبنائهن وإن وعزل العديد من الأسيرات ، وفرض غرامات باهظة عليهن
ومن هنا و كمرأة سوادانية “ميرم، كنداكة” أتوجه بتحية فخر واعتزاز للأسيرات والمختطفات والمعنفات، النازحات اللاجئات والمقاتلات والمناضلات في الصفوف الأمامية، والمدافعات عن عرضهن وأطفالهن والمأسورات في سجون مليشيا الدعم السريع، وأؤكد على التالي:
أولاً: نشيد بصمود المرأة السودانية، ونوجه تحية عز وفخر للباسلات المقاتلات من أجل الكرامة والعز و الشرف في قلاع الأسر والإختطاف، وهن يخضن ببسالةٍ وإصرار عنيد معارك الإرادة والصمود، محققات أعظم ملاحم النضال والبطولة في مواجهة هجمات مليشيات الدعم السريع، وفي هذا السياق نعبّر عن مساندتنا الفعلية والكاملة للنساء اللائي يتقدمن الصفوف، ويخضن معركة البطولة والشرف نيابة عن عن كل نساء
ثانياً: نُحمّل مليشيا الدعم السريع وعرب الشتات المسؤولية الكاملة عن الظروف المأساوية والمعاملة القاسية والمهينة التي تتعرض لها المرأة داخل مناطق سيطرتهم وسجونهم خاصة الميرم الدارفورية، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي، وتعمد سياسة الإهمال الطبي، والاقتحامات وحملات التفتيش التي تستهدف القياديات والمؤثرات كما حدث مع البطلة الشهيدة الطبيبة( هنادى حماد).
ثالثاً: إن المعركة البطولية التي يخوضها شعبنا السوداني ضد مرتزقة الدعم السريع والجنجويد في جميع أنحاء السودان؛ خاصة في أزقة مخيمات و معسكرات النزوح في الفاشر، الجنينة، نيالا، كردفان وعلى مفترقات المدن والقرى ومواقع سيطرتهم، يجب أن يكون أحد أهم عناوينها هي قضية الإنتهاكات التي تواجهها المرأة والطفل، وهي قضية الشعب السوداني كله، لذا سُميت بمعركة الأرض والعرض وتستحق منا جميعاً ومن الأبطال المقاومين أن نشعل الأرض لهيباً تحت أقدام هذا العدو الغاشم .
رابعاً: ندعو المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول جرائم الإحتلال المليشي المتواصلة بحق المرأة والطفل (اختطاف، أسر، اغتصاب، تعنيف، تهجير، انعدام الرعاية الصحية والتعليم…..الخ).
خامساً: ندعو وسائل الإعلام المختلفة وخصوصاً الناطقة باللغات الأجنبية إلى تسليط الضوء على معاناة المرأة والطفل من قبل مليشيا الدعم السريع وعرب الشتات. الدعوة من الإمارات والصمت الدولي.
سادساً: نطالب المؤسسات والاتحادات النسوية الدولية إلى تكثيف أنشطتهم وحملات الإسناد والتضامن مع المرأة السودانية، وإلى تَحمّل مسؤولياتها في فضح جرائم مليشيا الدعم السريع التي ما زالت ترتكب بحق المرأة في السودان.
سابعاً: ندعو مؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط لإلزام مليشيا الدعم السريع والجنجويد على الإستجابة لقرارات القانون الدولي وذلك بوقف التعذيب والمعاملة الغير إنسانية بحق الأسيرات، ووقف الاعتداء الجسدي والنفسي ضدهن.
إن سياسة الصمت التي تنتهجها المؤسسات الدولية إزاء هذه الجرائم تعطي الملايش بصورة غير مباشرة ضوء أخضر لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم وتوسيعها.
ثامناً: إن إقدام المليشيا على إقتحام منزل المناضلة الطبيبة “هنادى حماد” في معسكر زمزم للنازحين يُعبّر عن عقلية سادية وإجرامية، ويعكس مدى وحجم الحقد لهذا العدو المجرم بحق شعبنا ومناضليه ونسائه، وفي الوقت ذاته يؤكد على حالة التخبط والعجز في التصدي للهوية السودانية و الدارفورية لعالم السجن الموازي، والتي نجح خلالها المواطن الدارفوري في نقل معاناتهم عبر ادب المقاومة إلى العالم أجمع.
أختم قولي إننا على ثقة عالية بقدرة الميرم الدارفورية حفيدة السلاطين على مواجهة هذه الهجمة الجنجويدية المسعورة بحقهن، وأننا لن نتخلى عن نسا ء دارفور ولو جُفت أقلامنا، وسنخوض كل أشكال النضال من أجل إنهاء معانات نسا ء دارفور وصولاً للكرامة بطرد المليشيا من كردفان دارفور.
الرحمة و المغفرة للشهداء.. والمجد والفخار والحرية لجميع نساء السودان وإننا حتماً لمنتصرون بعون الله