أبوبكر محمود يكتب : من رحم المعاناة…حقيبة المدرسة تحولت لمخلاية

رأي : خطوة برس
أحمد طفل صغير في الصف الثاني اساس جاء مبكرا لاجل انتظار صاحبه محمود للتوجه للمدرسة المشيدة على اطراف القرية التابعة لمحلية شرق الجزيرة .
لفت نظري وأنا وافد جديد القرية بعد تحريرها من دنس التمرد إن أحمد الصغير يحمل كيسا أسود اللون ممتلي بالكتب والدفاتر
سألته وبكل عفوية ياحمودي أين حقيبتك ولماذا تحمل كيس
إجابتي الطفل الصغير بصوت خافت ياعمو شنطتي سرقوها الشفشافة
وكانت حقيبة جديدة ارسلها لي اخوي من السعودية وحتي لا اعطل دراستي لجات الي أخذ الكيس الأسود .
بعد حديث الطفل الحزين
قمت بعد ذلك بجولة تفقدية شملت بعض مدارس القرية وثبت عمليا إن العشرات من تلاميذ وطلاب المدارس في معظم المناطق تركوا حفايبهم المدرسية لحظة دخول التمرد وبعد التحرير فقدوها وحينما فتحت مدارسهم اضطر بعضهم الي أستخدام المخلاية واكياس البلاستيك
كشنطة الكتب والكراسات وفي غالب الأمر إن المدارس كانت تشكو شح الكتب المدرسية وان اسر التلاميذ تشتري الكتب المدرسية من الأسواق .
كان التعليم قبل الحرب أصلا حاله مايل وآلان عابرة وادوها سوط فهو بحتاج الي اعادة نظر في كل شئ والخروج به من هذا النفق المظلم والتعليم قطاره لاينتظر ولايتوقف باي حال من الأحوال وهناك الكثير من المنظمات الناشطة في مجال التعليم يتعين التشبيك معهها والاستفادة منها علي راسها اليونسبف.
ختاما يجب إن تولي الدولة امر التعليم الفني اهتماما بالغا لان الأعمار بعد هذاالدمار يتطلب كوادر شابة ومدربة بدلا من أن تكون الدراسة في مجالات الطب والهندسة مظاهر للتفاخر الاجتماعي ،كل الأسر تريد إن يتخرج فلذات اكبادها اطباء ومهندسين.