رأي

المقاومة الشعبية بنهر النيل …من (البندقية) الى ( العلمية)

بقلم محفوظ عابدين

شكلت المقاومة الشعبية حين انطلاقتها من ولاية نهر النيل مع بداية حرب الكرامة (بعبعا) مخيفا لدى المليشيا وحلفائها في الداخل والخارج وادخلت في نفوسهم الرعب وبلغت قلوبهم الحناجر لأن أعوان المليشيا في الداخل والخارج يعرفون جيدا. ان دخول الشعب السوداني من خلال المقاومة الشعبية في هذه الحرب من خلال معركة الكرامة مع القوات المسلحة ان ميزان القوة سيكون لصالح القوات المسلحة ليس في القوة (العسكرية) وانما في القوة( السياسية) و(الاجتماعية) والتي حاولت المليشيا ان تضرب في هذا الوتر الحساس ويبدو انها فشلت من تلك الحملة القوية في وسائل ووسائط الإعلام من المخاوف والمرتبة من قيام المقاومة الشعبية ومن العواقب الوخيمة من انطلاق المقاومة الشعبية في السودان وزعموا ان المقاومة الشعبية ستكون سببا في الاقتتال الاهلي وتفتيت التماسك الاجتماعي وستكون سببا في حروبات داخلية بين مكونات المجتمع السوداني.
ولكن فشلت كل مساعيهم من اجل وقف زحف المقاومة الشعبية التي كانت سندا للقوات المسلحة واذاقتهم الموت المر في كل جبهات القتال وفي كل المحاور العسكرية وشاركت بقوة في تحريركل المناطق التي دنسها التمرد ومن بعد تلك الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في معركة الكرامة ودحر التمرد.
تدخل المقاومة الشعبية الى مرحلة جديدة من تاريخها وبمثل ما انطلقت المقاومة الشعبية من نهر النيل تدخل المقاومة الشعبية مرحلتها الجديدة من ولاية نهر النيل.

وتنطلق يوم الخميس المقبل بأذن الله. الندوة العلمية التي تنظمها لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بولاية نهر النيل الي يقودها اللواء (م) تاج الدين الزين وحسنا فعلت المقاومة الشعبية بنهر النيل وهي تتجه الى التأسيس العلمي المبني على الأوراق العلمية التي يقدمها خبراء استراتيجون وعسكريون لوضع اسس علمية تقوم عليها المقاومة الشعبية.في السودان. ونهر النيل لها السبق في إنشاء المقاومة الشعبية لصد العدوان وهي التي جعلت من الإلتفاف الشعبي مع القوات المسلحة واقعا من خلال تطبيق شعار جيش واحد شعب واحد واقعا يمشي بين الناس
ولعل المحاور التي تتناولها الندوة العلمية من خلال الأوراق التي يقدمها العلماء والخبراء تضع الاسس الرئيسية والركائز والاعمدة التي يقوم عليها مستقبل المقاومة الشعبية
والمقاومة الشعبية في السودان بعد القضاء على التمرد وانجلاء الحرب بانتصار القوات المسلحة تحتاج المقاومة الشعبية الى رؤية المستقبلية وكيفية الاستفادة من هذا التدافع الكبير والاستجابة السريعة لنداء القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وإنخراط الشباب في معسكرات التدريب بصورة غير مسبوقة إن المقاومة الشعبية في السودان تحتاج لمثل هذه الندوة العلمية لوضع معايير للاستفادة من هذه القوة الكبيرة من المستنفرين في خدمة القضايا الوطنية ولكي تكون هذه الاستفادة بقدر التحديات التي تواجه البلاد كان لابد من وضع هذه المحاور الخمس التي تناقشها هذه الندوة العلمية
واحسب ان لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بولاية نهر النيل بقيادة اللواء تاج الدين الزين بعقد هذه الندوة تكون قد استبقت كل ولايات السودان في وضع تلك الرؤية المستقبلية للمقاومة الشعبية التي سيكون لها شأن كبير في خدمة القضايا الوطنية الملحة والعاجلة ،وبالتأكيد ان توظيف الامثل لمثل هذه القوة والاستفادة من حالات التدافع والحماس لانخراط الشباب في معسكرات التدريب العسكري لرفع الحس الوطني وزيادة الوعي الامني عند هؤلاء الشباب لحماية البلاد من اي مهددات ومخاطر في الوقت القريب أو الزمن البعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى