محمد احمد كباشي يكتب : قطع شك… والي نهر النيل .. بين معركة الكرامة ودكان موبايلات

رأي:خطوة برس
اربع سنوات الا قليلا هي الفترة التى تولى خلالها والي نهر النيل د. محمد البدوي عبدالماجد ابوقرون مهامه واليا، ومنذ ذلك الوقت والى هذا التاريخ يكون أبو قرون هو الوالي الوحيد الذي عاصر فترتي حكم بالبلاد احتفظ بموقعه، في حين شهدت ولايات البلاد المختلفة موجة تغيرات متواصلة في منصب الوالي لاسباب مختلفة بل إن ولاية واحدة تعاقب عليها ثلاث ولاة خلال العامين السابقين،
إذن ما هي الأسباب التى جعلت والي نهر النيل ان يحتفظ بموقعه حتى خلال فترة الحرب وينال ثقة المركز دون غيره من الولاة ؟
هي تساؤلات نجيب عليها بكل تجرد ومهنية من خلال متابعتنا لمجريات الأحداث بولاية نهر النيل ولا أعتقد هنا ان والي نهر النيل بحاجة للدفاع عنه ولكنها حقائق تدحضد ما تناولته الزميلة (هاجر سليمان) تحت زاويتها وجه النهار وقد تحاملت من خلاله على والي نهر النيل مع تاكيدنا بضرورة توجيه النقد للمسؤول ايا كان في إطار تحقيق الهدف المنشود لإصلاح ما يمكن اصلاحه.
إذ ان ما تناولته الزميلة هاجر يبدو مجاف للحقيقة ولم يكن مجرد نقد لاداء الوالي
وربما كثير من الحقائق غائبة عنها تمام حيث مرت أربعة اعوام الا قليلا على تكليف د. محمد البدوي عبد الماجد ابو قرون والياً لنهر النيل ، وخلال هذه الفترة جرت كثير من المياه تحت جسر المشهد على المستوى القومي، ونهر النيل ليست بمعزل عن ذلك ، تحمل الرجل التكليف في ظروف بالغة التعقيد، ومركب الولاية يسير وسط امواج متلاطمة، الا ان الوالي وبما يحمله من خبرات تراكمية في مجاله كضابط إداري استطاع ان يعيد توازن القارب المضطرب بسبب التردي الاقتصادي وانسداد الافق السياسي على مستوى المركز ، اضافة الى تركة مثقلة وجدها ابوقرون في اعقاب فقدان البوصلة وحالة الاصطفاف التي شهدتها ولاية نهر النيل ابان الفترة التي سبقت ولايته ، ما قبل اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر للعام 2021 وحتى منتصف أبريل من العام 2023 ساعة تمرد مليشيا ال دقلو وإعلانهم الحرب على الدولة والمواطنين وما تبع ذلك من انعكاسات وأثار سالبة ،إلا ان القوات المسلحة تحملت مسؤوليتها والقت على عاتق الولاة ذات المسؤولية، فكان والي نهر النيل محمد البدوي من اوائل الولاة الذين استجابوا لنداء القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان، فانطلقت شرارة المقاومة الشعبية من حاضرة الولاية وارتدي ابو قرون نفسه الزي العسكري وحمل سلاحه ليكون قدوة لمواطنيه ولعلها رسالة بليغة حققت مقصدها ،ومضت ولاية نهر النيل في درب الاستنفار والمقاومة الشعبية دعما للقوات المسلحة، وبذلك سبقت نهر النيل الولايات في التعبئة والاستنفار عبر معسكرات الكرامة الآولى والثانية والثالثة ظل والي نهرالنيل في ميدان العزة والكرامة مع أبطال المتحركات في الصفوف الأمامية وزار مناطق التماس ( حجر العسل ) وما جاورها لأكثر من مرة ( هذه الزيارات موثقة بامكان الزميلة هاجر الرجوع اليها ليطمئن قلبها)
ولم يكف والي نهر النيل عن زيارة مصابي معركة الكرامة الذين يتلقون العلاج بمستشفيات الولاية المختلفة متفقدا اياهم من حين لآخر وما من شهيد سقط في ميدان المعركة من أبناء ولايته الا وسارع لتقديم واجب العزاء لاسرته وأكثر من ذلك فقد أعلن ابو قرون عن مخطط سكني لشهداء معركة الكرامة يحمل اسم الشهيد اللواء ياسر فضل الله الى جانب اهتمامه ببرنامج الإستخلاف لاسر الشهداء الذين ضحو بآنفسهم في سبيل الدفاع عن تراب الوطن
وفي ذات الجانب الامني بولاية نهر النيل فقد كان في مستوى المسؤولية من قبل لجنة الامن رغم التهديدات والمحاولات اليائسة لمليشيا الدعم السريع وتصدت أجهزة الولاية المختلفة وبتنسيق محكم لمحاربة الظواهر السالبة واحكام الرقابة على الارتكازات المنتشرة على نطاق الولاية ما انعكس ذلك في الضبطيات المتكررة لمتسللين وحالات تهريب للسلاح والوقود وما شجع فرق التأمين والمكافحة الزيارات الميدانية للوالي ولجنة أمنه وتحفيز فوري لاي انجاز تحققه تلك الفرق والارتكازات الأمر الذي شجعهم أكثر والعمل بكل همة ونشاط
اما في جانب الخدمات لناخذ التعليم كنموذج فقد أعلنت ولاية نهر النيل عن فتح المدارس واستنئاف الدراسة رغم التحديات والآثار الناجمة عن الحرب ومضت العملية التعليمية بولاية نهر النيل بسلاسة كأول ولاية تخوض هذا التحدي واختتمت العام الدراسي الأول بعد الحرب والان على مشارف إنهاء العام الدراسي الحالي مع قيام امتحانات الشهادة المتوسطة والتي استفاد منها اعداد مقدرة من التلاميذ الوافدين من الخرطوم والولايات المتاثرة بالحرب
نقول ما ذكرناه هنا فقط يدحض ما اثارته الزميلة هاجر سليمان إذ لم يكن الوالي ابو قرون في وضع الصامت وحركته وتحركاته هذه ظاهرة للعيان في اداء مهامه الرسمية او زيارات اجتماعية وهذه الزيارات لم تنقطع طوال الفترة الماضية وقد غطت كل أنحاء الولاية بمحلياتها السبع من حجر العسل جنوبا إلى برتي شمالا
وليست تلبية لتناول (مادبة سماية او طهور) واربا بالزميلة هاجر ان يكون خطها في النقد على هذا النهج
( وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا)