الطيب الامين الطيب يكتب: العزلة بين شباب اليوم …إنسحاب من الواقع أم بحث عن ذات؟

رأي : خطوة برس
المفارقة العجيبة هي أن العزلة بقت واحدة من أكبر مشاكل شباب اليوم. بنلقى شباب قاعدين في البيت بالساعات لا عايزين يطلعوا لا عندهم رغبة في المشاركة المجتمعية، وأحيانا حتى التواصل الأسري بقى صعب.
السؤال المهم: هل العزلة دي هروب ولا الدنيا خلاص بقت ماشة كدا؟، ارجح الإجابة بانها هروب، لأن الشباب اليوم بيعيش ضغط نفسي واجتماعي شديد بين توقعات الأهل وهموم الدراسة أو الشغل وضبابية المستقبل، كتار منهم بقوا يحسوا إنو الدنيا قاعدة (تبلع فيهم).
احيانا العزلة محاولة لترتيب الأولويات، واحيانا دليل على الضعف ممكن تكون طريقة غير مباشرة لقول (أنا تعبان).
المشكلة انو البيئة الإلكترونية واحدة من أسباب التشتت والضياع والمساعدة في الهروب من الواقع، لأن منصات التواصل خلتنا نظن إننا قريبين من بعض لكن في الحقيقة فرقتنا أكتر، بدل من التلاقي الواقعي بقينا نعيش في عالم افتراضي مليان مقارنات وهمية وصور مثالية لحياة غير حقيقية دا غير التنمر الإلكتروني والضغط المستمر على (الظهور المثالي)
طيب الحل وين؟، مافي حل سحري لكن أول خطوة للحل هي الاعتراف لازم الشاب يعرف إنو هو ما وحيد معزول، لازم يعرف انو الشعور بالعزلة ممكن يكون طبيعي في بعض المراحل والمرات.
والجانب الأهم في الحل: الهوية والروحانية، التقرب من الله والإهتمام بالعبادات من فروض وسنن، لما الشاب يعرف ذاته ويكون عنده هدف، بتقل عنده الحاجة للعزلة السلبية، نحنا في السودان عندنا جذور ثقافية وروحية قوية نحن جاهلنها، ممكن نرجع ليها ونتكئ عليها.
وبعد دا بيجي دور المجتمع والأسرة، الأسرة لازم تسمع أكتر من إنها تحكم، لازم تسمع بجد وإهتمام وتدي مساحة للحوار، نتمنى بعد الحرب المدارس والجامعات يكون فيها تأهيل نفسي، لأنها محتاجة تخلق بيئة فيها أنشطة حقيقية تشجع التفاعل والتعبير عن النفس.
الداير اقولو لو حسيت نفسك وحيد اتكلم لو حسيت نفسك تايه اقيف ولو يوم حسيت الدنيا ضيقة أفتح شباك الاستغفار والدعاء والتضرع، حا تلقى النور.. جواك.