رأي

الطيب الامين الطيب يكتب : شبابنا في مفترق طرق… بين الرؤية والضياع

رأي: خطوة برس

قبل الحرب في صباحات الخرطوم وأمسيات أمدرمان وفي جلسات القهوة تحت أضلال شجر النيم وفي الجامعات وإلى اليوم لما تسأل شاب من شبابنا عن خطته المستقبلية كثير منهم بيرد ببساطة عايز أتزوج وأفتح بيت وأعيش مستور لكن يا ترى هل دي فعلا الحياة اللى ربنا خلقنا عشانها ولا في شيء أكبر وأسمى من كدا بينتظرنا؟، طبعا في كتير من شباب اليوم اختصروا طموحاتهم في لقمة وبيت وعربية ونسو إن الحياة رحلة ذأت معنى أكبر الحياة ما بس أكل وشرب وزواج الحياة رسالة ورؤية وهدف يسند الروح ويقود الخُطا ويعمر الأرض بالعلم والمعرفة وبنشأة إنسان ليهو حيثيات وقيم ودين.
قال المفكر مالك بن نبي بقول..(إن مشكلة أي أمة تبدأ حين ينخفض مستوى الأفكار إلى مستوى الأشياء والشهوات) وكأنو بيخاطب شباب اليوم البتغلب عليهم التفكير المادي في زمن السرعة والفراغ والإستعمار الفكري، نحن محتاجين نقيف وقفة ونسأل فيها نفسنا أنا عايش لي شنو وشايت وين؟، بعد الأسئلة دي انو من غير هدف واضح في الحياة الإنسان زي السابح ضد التيار كلما سبح أكتر كلما غرق أكتر، عشان كدا ما لازم الزواج والمعيشة يكونوا همنا الوحيد الزواج نعمة والمأكل والمشرب ضرورات لكن ما رسالتك الشخصية دي، اعرف رسالتك للحياة شنو البلد محتاجاك والناس محتاجينك والإنسان عايش عشان يضيف مش عشان يستهلك ساكت، المفكر جبران خليل جبران بقول ( ما أغرب هذا الإنسان يزرع شجرة صغيرة وينسى أن يسقي شجرة الحياة في داخله)، والشجرة دي هي الرؤية الهدف الطموح الكبير.
الشاب المفروض يكون صاحب حلم كبير يحلم بوطن أفضل بتغيير حقيقي بنفسو وبمجتمعو وأبسط شيء يبدأ بتحديد رؤية لحياتو يعرف إنت داير تكون منو بعد خمس سنين شنو المهارات العايز تطورها والمستوى اللي حتكون عليهو وكيف تفيد مجتمعك، الحلول قدامنا واضحة، انو نغرس في شبابنا ثقافة الهدف والرؤية من المدارس والمساجد والجامعات نديهم مساحات يحلموا ويتخيلوا ونشجع التفكير النقدي بدل التكرار والتقليد، ونفتح ليهم أبواب المبادرات والعمل التطوعي وريادة الأعمال ونوريهم إنو النجاح الحقيقي ما في جمع القروش ولا العيشة الهنية ساي النجاح في صناعة أثر خالد في النفوس والبلاد والأمة.
شبابنا جوه قلوبهم نور لو لقوا من يرعاه ويهديهو وده دورنا كلنا أسر معلمين مجتمع عشان بدل ما نلقى شباب ضايع بين الأسواق والقهاوي نلقى شباب رافع راسو شايل رسالة وباصص لي بكرة بعين كلها أمل وعزم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى